نقل : مباراة العراق والإمارات إلى الأردن (( وصمة عار تلاحق العراق والعراقيين ))

نقل : مباراة العراق والإمارات إلى الأردن
(( وصمة عار تلاحق العراق والعراقيين ))
د . خالد القره غولي
أعلن أن الاتحاد الدولي ( الفيفا ) ونظيره الآسيوي ، قررا بالإتفاق على نقل مباراة المنتخبين الإماراتي والعراقي بكرة القدم والمقرر إقامتها يوم ( 24 ) مارس الجاري في العاصمة العراقية الحبيبة في ملعب الحبيبية لاسباب غير واضحة وغير حقيقية إلى الأردن ؟ ما أضاءت شمس الحقيقة في امة اهتدت إلى سبيل الرشاد وملكت طريق الحضارة ونالت من الغايات أقصاها وقهرت المصاعب فأصبحت دولة تنبع منها المعارف والقوانين والحريات والحقوق والواجبات , والمشجع الرياضي العراقي لا زال يصاب بالحيرة والحسرة عندما يتذكر الظروف التي تم فيها تدمير كل شيء أولها ملف الرياضة في هذا البلد العنيد وكيفية افتعال هذه اللعبة الجديدة ، التي أصبحت تحت تصرف البزة الطائفية السياسية .. و في كثير من البلدان ( المتقدمة والمتطورة ) ومنها الدول العربية تحظى الرياضة بأنشطتها المتعددة باهتمام كبير ورعاية وعناية متميزة لا تقل في اهتمام عن بقية النشاطات وفي حالات شتى تفوقها , انطلاقاً من إن الرياضة في هذه البلدان هي عامل رئيسي ومصدر من عوامل قوة ( للفرد والمجتمع ) ونجاح الاتحادات والأنشطة الرياضية الأخرى ورافد أساسي لها , وهذا ما كتبنا عنه في الكثير من المناسبات وأثبتت فاعلية العديد من الفعاليات في هذا المنحى , إن تناول واقع الرياضة العراقية باعتقادي ليس أمرا سهلاً ولا مسألة عابرة بل على العكس هو موضوع يستحق الاهتمام من قبل المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية , والتي يمكن أن تدرسه بعمق وتتناوله بدقه وبمسؤولية وطنية بعيداً عن المجاملات أو المغالاة والمزايدة أو التقليل من حجمه ودوره وكذا من جهات الاختصاص في وزارة الشباب والرياضة التي نأمل أن يكون لها الدور الرياديعندما يكثر الحديث عن الرياضة في العراق ، حول مشاركاتها ، وإسهاماتها في الميدان الرياضي العالمي والدولي فإن الشواهد كثيرة على تخريجها هذه هي الخلاصة التي ينتهي إليها المتتبعون للشأن الرياضي العام في بلادنا.
نعم ، الرياضة في ضائقة حادة وخطيرة , ورياضتنا العراقية اليوم في الواقع مجرد وجه من وجوه الأزمة العامة التي تشمل كل شيء ، بسبب عدم اعتماد المنهجية الديمقراطية العلمية والعملية في تدبير الشأن العراقي العام ، سواء في بعده السياسي والاقتصادي أو الاجتماعي أو الرياضي . ولم تكن طريقة تسيير كافة الألعاب الرياضية العراقية المبتعدة عن منهجية التدبير الجيد سوى مظهر من المظاهر الجلية والخفية لهذه المشكلة ،
ولا شك أن الفهم الحقيقي لطبيعة هذه الأزمة، يقتضي الوقوف عند الجوانب القانونية المنظمة للمشهد الرياضي العراقي ، التي يكتنفها الكثير من الغموض وربما التعارض، بل يصل الأمر إلى حد التنكر لروح بعض القوانين وعدم احترام مضامينها أثاء التطبيق , حيث تعد التربية الرياضية جزءاً حيوياً من التربية العامة وهي ميدان تجريبي هدفه تكوين المواطن الصالح واللائق من الناحبة البدنية والنفسية والاجتماعية , مع أنني لا أريد أن اكتب عن الديمقراطية الرياضية الجديدة في عراقنا اليوم لكنني اتفق مع الكثيرين أن تعبير الديمقراطية يعني ببساطة حرية التعبير عن الرأي لكن لمن يوجه الرأي ومن يسمع الرأي وما نتائج التعبير والاستماع والتأمل هل ستكون النتائج مرضية للجميع والديمقراطية الرياضية الجديدة مفادها أن الاستمرار باللهاث وراء ما طبق وما يطبق في تجارب سابقة في المشاركات غير المجدية في البطولات كافة والمشاركات المحلية والعربية والدولية والعالمية في السنوات ( 19 ) الماضية , لابد أن تخضع هذه العملية إلى جراحة روحية ونفسية دقيقة كي تتقبل جماهيرنا الرياضية في الوقت الحاضر بعد النجاحات الرائعة التي تحققت في تضييف دورات الألعاب الاولمبية والبطولات العالمية والقارية لمختلف الألعاب الرياضية والتي حظيت بها عدد كبير من دول العالم . تبرز أمام الواجهة جهود مخلصة بذلت لإنجاح مثل هكذا أحداث والتي تعد أكبر تظاهرة رياضية , ووسط متابعتي لمجريات هذه الأحداث التي أبهرت العالم كله والتي تعد أضخم بطولات يشهدها العالم ، كان يطاردني سؤال بشكل دائم.. ما الفائدة التي ستعود من تضييف مثل هكذا بطولات . قد تكون الإجابة كافية وما أكثرها في وسطنا الرياضي , أن هذه البطولة هي صرخة لتعريف العالم بالمستوي الذي وصلت إليه جميع الدول في جميع المجالات باستثناء الرياضة أو نزيد القول من حجم التعريف بالدولة وتسهم في دعم القدرة السياحية لهذا البلد أو القول أننا جزء من هذا العالم ويجب علينا الإسهام الفاعل فيه …… الخ ,
ومن هذه الأقاويل الجميلة التي يتردد صداها بمناسبة أو بدون مناسبة وفي تقديري أن المعيار الحقيقي في تضييف بطولة اولمبية أو عالمية أو قارية بهذا الحجم لا يخرج عن تحقيق واحد من هذه الأهداف !
أولاً .. إن الفوز في هذه البطولة ليس أمراً سهلا في ظل هذه المنافسة الاولمبية ولكن تضاعف من إضافة فرص جديدة إلي مركز متقدم .
ثانياً .. تحقيق الإفادة منها وليس شرطا أن تكون على شكل أموال سائلة علي الرغم من أن الفوائد تدر الملايين من حقوق النقل الخارجي للمحطات الفضائية والإفادة على شكل تطوير البني التحتية وإضافة منشآت جديدة ومدن رياضية جديدة وملاعب حديثة وقاعات للألعاب رائعة و لا أخفي أخيراً أن هذه البطولات تقام في تلك الدول تشهد نجاحا إقليمياً وسياحيا وحضاريا وتاريخيا , أن الرياضة قد تصلح ما تفسده الجوانب الأخرى أحيانا
فقد أيقن الرياضيون العراقيون يقيناً أن تداعيات الأعمال والمشاركات غير المجدية لفرقنا الرياضية هي عمليات فارغة من أجل الراحة والاستجمام . وان جماهيرنا الرياضية تنظر بعين الاستغراب والدهشة من خلال متابعتها لمشاركة فرقنا الرياضية لمختلف الألعاب ولكافة البطولات الخارجية الأخرى . مجرد نزهة من اجل الراحة والاستجمام فقط ، بينما يبقي رياضيونا المنهكون المتعبون يحملون في حقائبهم منشطات ووصايا كاذبة وفارغة من هذه الجهة أو تلك ، تزيد من جراحات العراقيين والكثير منهم طلب اللجوء لعدد من الدول الأجنبية دعوتنا نحن الرياضيون والإعلاميون والصحفيون إلى وضع النقاط على الحروف وتأسيس مؤسسة رياضية فذة تمثل الرياضة والشباب واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية , وبناء منشآت رياضية وتأسيس معاهد رياضية وإعلامية ودعوة جميع الكفاءات العلمية من أصحاب الشهادات العليا للعمل في هذا المجال وان بلادنا العزيزة الطاهرة التي أنهكتها الفتن والتدخلات الخارجية وتأثيراتها في الداخل بحاجة شديدة وملحة إلى من يداوي جراحها، ويجمع بين أبنائها ويعزز من أدوارها ونجاحاتها ومشاركاتها في جميع الميادين ، وخاصة في الميدان الرياضي الذي امتلك فيه العراق دورا مشرفا وحقق الكثير من النجاحات الباهرة فيه ، ونحن في هذه الظروف نقف أمام ضرورة المشاركة من اجل العراق وان نكون فاعلين فيه وهذا ما يتطلع إليه الرياضيون العراقيون وما ينبغي أن يتحقق والذي ينبغي أن تحتشد كل الجهود لتحقيقه ، نحن بأمس الحاجة الصادقة إلى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا الصابر وهنا أحب أن أشير إلى مباركة والدعوة إلى وحدة الصف ووحدة المصير , وأخيراً أحب أن اهمس في إذن السيد وزير الشباب الرياضة والسيد رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية والقائمين على قطاع الرياضة والشباب في عراقنا الجريح أن نبعد كافة الرياضيين العراقيين عن معترك السياسيين في الوقت العصيب , وهذا ما ظهر للعيان من خلال المتابعة والتدقيق في المهرجانات والبطولات الرياضية في العراق خلال الآونة الأخيرة والله من وراءه القصد , وفي هذا الجانب أحب أن انوه إن الرياضة العراقية تلبس اليوم وشاحا اسود بسب تمزيق الصف الرياضي ما بين وزارة الشباب والرياضة العراقية واللجنة الاولمبية العراقية بعد الكارثة الرياضية الكبرى التي اصدمت الجميع بنقل مبارة العراق والامات بعد اقرارها في اللعب في العاصمة العراقية بغداد , وعدم اعتماد المنهجية العلمية في المشاركات الرياضية الخارجية والتدخل السافر من قبل جهات حكومية بغداد وأولاد المسؤولين الكبار في تسمية مدربي الفرق الوطنية القومية وكيفية إبعاد الشخصيات العراقية الأكاديمية والخبراء بطريقة أقولها ومع أسفي الشديد طائفية , واهمس في أذن كل عراقي غيور إن يحب العراق ويشجع فريقه الوطنية المشاركة في البطولات الدولية بعيدة كل البعد عن البعد الطائفي .. ومن الله التوفيق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here