نعيش بالغرب وننتقد الظلم والنظرة العوراء

نعيش بالغرب وننتقد الظلم والنظرة العوراء، نعيم الهاشمي الخفاجي

نحن لسنا بهائم ياقزم، عشرات بل مئات آلاف المواطنين من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا تكالبت علينا كل قوى الشر والظلام ودعمت أنظمة جائرة تسلطت على رقابنا و تعرضنا للظلم والاضطهاد بسبب إجرام تلك الأنظمة الدكتاتورية المدعومة من الغرب، اضطررنا أن نعيش بالغرب عندما رفض العربان منحنا حق العيش في بلدانهم، نشكر دول الغرب التي آوتنا لكن نحن لسنا عبيد ولا خدام نخدم أطماع الغرب في نهب ثروات شعوب العالم وافتعال حروب عبثية ظاهرها الرحمة وباطنها أسباب اقتصادية بحتة وخالصة بنسبة مليون بالمائة، دائما نقرأ كتابات هنا وهناك يطلقها اعلاميون عرب وبعضهم ناطق بالغة العربية من بعض الصهاينة العرب الذين قبلوا لأنفسهم احتلال أراضي الغير وطردهم وقتلهم بمساعدة الغرب ليطلب منا أن نكون خدم لتنفيذ المشاريع الاستعمارية لاحتلال بلداننا وقتل الشرفاء، دائما يردد هذا الصهيوني المتستر في اسم شكله عربي مسلم ويدعي انه شيعي متعصب للدفاع عن حقوق الشيعة العرب وإذا به الصحفي الصهيوني ايدي بن كوهين.

ابن كوهين والمخابرات الدولية جندت آلاف العملاء والمرتزقة والعملاء لخرق البيئة العربية البسيطة من خلال إعلاميين محترفين يتكلمون في لغة أبناء الشعوب العربية ويدعو إلى استهداف كل الفئات المقاومة الرافضة للذل والتطبيع، هذه الجيوش الإعلامية التي تعمل في أعلام دول الرجعية العربية هدفهم الأول تهيئة الشعوب العربية في القبول بالاستعمار الحديث، على سبيل المثال أحد هؤلاء الممسوخين كتب التغريدة التالية في حسابه على منصة تويتر يقول ( اللي بدو يسب على الغرب ويتهم أمريكا وأوروبا بأنها مسؤولة عن كل مآسي العالم يجب أن يذهب للعيش في روسيا التي يدافع عنها ولا يفعل المستحيل كي يعيش في لندن او باريس أو برلين ويحصل على جنسياتها).

أقول إلى هذا المهتوك انت كنت تدعي انك شيوعي وكنت ذيل للسوفيت وبعتهم وعملت مذيع في محطة بيت ابو ناجي القسم العربي، وارسلوك اسيادك للعمل في قناة الجزيرة لتشجع على الفتن والقتل، نحن غير ملزمين أن نكون مع الغرب في حروبه مع روسيا، نحن لسنا أذناب وذيول، بل أصحاب رأي يختلف عن الراسمالية الغربية المتوحشة ومابين القوى العظمى الاخرى، إذا أنت بعت شرفك وضميرك فليس من حقك تطلب من الآخرين العيش في بلدان أخرى…..الخ.

‏‎بين أمريكا وروسيا هناك فرق واحد في أسلوب إخفاء القمع و مخالفي الرأي فهناك من يجيد ذلك وهناك من يعبر عنه بصراحة فيتهم بالدكتاتورية أنظر لممارسات أمريكا بالنسبة للسود والمهاجرين وحتى مواطنيها الأصليين من الهنود الحمر او حتى مواطنهم الأبيض صاحب العيون الزرقاء والشعر الأصفر ممن يخالفونهم الرأي، اكيد يقمعوهم بطرق متعددة أيسرها التضييق على حرية الصحافة.

‏‎ومن دمر العراق وهجر شعبه وعمل على شل الحكومات العراقية المتعاقبة وحرم شعب العراق من الكهرباء وفرض حكومات محتصصاتية مع واجهات الإرهاب وسمح للنظام السعودي في إصدار فتاوى قتل شعب العراق في اسم الجهاد هم القوات الأمريكية المحتلة، هل يعقل آل سعود يغضبون من نصبهم لحكم الشعب السعودي، نفس الأمور فعلوها في افغانستان بل وسلموا افغانستان إلى طالبان مرة ثانية، ومن الذي يرفض إعطاء شعب فلسطين دولته حتى لو على أراضي عام ١٩٦٧ أليس هي نفسها الدولة التي تدعي أنها تدعم حقوق الإنسان والعدالة لم يبقى سوى خمسة أيام وتكمل حرب ال سعود ضد الشعب اليمني الفقير وتكمل السبع سنوات وتدخل الحرب الغير متكافئة بعامها الثامن، أنا شخصيا لست روسيا ولا صينيا، وجهة نظري المتواضعة ضد هيمنة القوى الكبرى على شعوب العالم وخاصة الشعوب العربية، للحق والعدل والإنصاف يبقى المتهم الأول هو أمريكا او النظام العالمي الذي انفردت به منذ عام ١٩٩١ حيث شنت حروب غير مبررة، احتلت بلدان ورفع بوش شعار من ليس معنا فهو ضدنا، بعد عشرين عام من احتلالهم إلى افغانستان سلموا الشعب الافغاني لاقدر منظمة إرهابية وهي حركة طالبان المتورطة في تنفيذ أحداث سبتمبر عام ٢٠٠١ والتي استهدفت الشعب الأمريكي نفسه، ماحدث في افغانستان وصمة عار بجبين من يدعي انه خاض الحروب لنشر الديمقراطية، فعلوها بالعراق في انقلاب عام ٢٠١٤ في تنفيذ أقذر جريمة بحيث تهيكل الجيش العراقي الذي بنته أمريكا وفق المحاصصات ورفضت أمريكا تقديم دعم جوي وتزويدنا بالسلاح، تدخلت المرجعية بفتوى الجهاد الكفائي وقلبت الهزيمة إلى نصر، في الربيع العربي تم استهداف دول كانت محسوبه على المعسكر السوفياتي بشكل خاص دون غيرهم، بل وتم قمع ثورات شعوب الجزيرة العربية والبحرين بسبب أن النظام السعودي والنظام البحريني يمثلون المشاريع الأمريكية الغربية الاستعمارية في الشرق الاوسط والعالم، أنه النفاق الواضح يسمحون إلى ال سعود وملك البحرين في قمع المعارضين ويدخلون في ليبيا وفي سوريا في دعم مجاميع إرهابية بحجة انهم ثوار، تم تحريك مشايخ الوهابية لإصدار فتاوى لخدع العرب والمسلمين وأنصار الفكر الإخواني الوهابي في سوريا وليبيا وأشعال الفتنه.

القضية في أثبات عمالة هذه الجيوش الإعلامية ودول الرجعية وارتباطها مع تنفيذ مصالح قوى الاستعمار لا يحتاج إيجاد برهان مثل الرياضيات عبر التسلسل المنطقي،هناك فرق شاسع لا لبس فيه بين مفهومي الاستلزام والتكافىء، أقول إلى هذا المرتزق الذي يعمل بقناة الجزيرة، فقد كان واضح ان الجزيرة موالية لأمريكا منذ بداية إنطلاقها، في الأزمة الحالية تغطية قناة الجزيرة والاعلام الخليجي مع الهوى الاستعماري، لم يتطرقوا بنشراتهم أو من خلال كتابات كتابهم ونشطائهم المدنيين إلى قضية عثور القوات الروسية على معلومات بشأن الأسلحة البيولوجية وقضية وجود مختبرات أنشئت لهذا الغرض، المأساة العربية هي أن خيانات حكومات عربية أو رؤساء العرب بحسب عمالتهم هي مأساة.

لذلك لا يحق للخائن والعميل الطلب من الشرفاء عدم ابداء ارائهم حول نقد الأساليب الاستعمارية في التعامل مع القضايا العالمية، نحن لسنا بهائم، هناك الكثير من الكتاب اليساريين الغربيين ضد الهيمنة الاستعمارية وضد احتقار الشعوب العربية وتعرضهم للاضطهاد من قبل الحكام العرب الذين دعمهم ومكنهم المستعمر الأعور.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

19/3/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here