الذكرى ال19 لقيام امريكا بغزو العراق, النتيجة والسبب, الجزء الثاني

الذكرى ال19 لقيام امريكا بغزو العراق, النتيجة والسبب, الجزء الثاني

مازن الشيخ

[email protected]

في الجزء الاول من هذه المقالة,استعرضت تفاصيل الحروب الامريكية ضد العراق والتي انتهت بغزو,واحتلال أراضيه,واسقاط نظام الحكم,والسماح للمنظمات الارهابية بالعمل بحرية,والتغاضي عن فساد الطبقة السياسية التي اتت بها وسلمتها زمام الحكم.
لكن,ولأن ماحدث يمكن ان نسميه نتيجة,ولأن لكل نتيجة,هناك سبب
فسوف اتطرق في هذا الجزء من المقالة الى السبب الرئيسي فيما حدث, وهي حقيقة يعرفها الجميع,لكن البعض يغض النظرعنها
ففي صباح يوم 2 اب (اوغسطس)من عام 1990,قام الرئيس العراقي صدام حسين ,بغزودولةالكويت,واسقط نظامها السياسي,ودفع اميرها,وحكومتها,ومعظم مواطنيهاللهرب الى الخارج,ولم يأخذ بنظرالاعتبارانها دولة مستقلة,وعضو في منظمة الامم المتحدة,انذاك انتفض العالم برمته ضد تلك العملية الفيرعقلانية,وغيرالشرعية,ووجه مجلس الامن الدولي امرا الى الحكومة العراقية,بضرورة الانسحاب فورا,وعندما رفض الرئيس العراقي ,فرض على العراق حصارادوليا, ثم تدخلت الحكومة الامريكية بشكل مباشر,وطلبت من العراق الانسحاب طوعا,والا,فأنها ستجبره على ذلك بقوة السلاح

,لكن الرئيس العراقي استهزأبالتهديد,وزعم بأنه ليس هناك قوة في العالم تستطيع ان تخرجه,انذاك وجهت له انذارا نهائيا,بأن عليه الانسحاب خلال 6اشهر,والا فسوف يخرج بالقوة العسكرية,وانتهت مدة الانذارفي يوم 15 كانون ثاني(يناير) عام 1991,وفي الساعات الاولى من يوم 17 من الشهرنفسه بدأت امريكا,مع حلفاء من دول عديدة,حربا شعوا,بدأت بقصف وتدميركل البنى التحتية العراقية,وبشكل وحشي لامبررله, حيث هاجمت القوات العراقية المتخندقة في الكويت,ودفنت دباباتها الجنود تحت الارض,وانسحب الاخرون بعد ان رموا اسلحتهم ,متصورين ان الامريكان سيتركونهم وشأنهم لانهم عزل,لكنهم هوجموامن الجو,وقتل منهم الالاف,انذاك فقط,صحى الرئيس العراقي من داء العظمة الوبيل,والذي زين له انه قادرعلى محاربة امريكا وهزيمتها واجبارها على الرضوخ للامرالواقع والموافقة على ضمه للكويت.فاعلن الاستسلام التام والموافقة على شروط الامريكان جميعها
ووقع على وثيقة الهزيمة في خيمة صفوان,ومع ذلك لم تتركه امريكا وشأنه,فزعمت انه لازال يخبيئ اسلحة ممنوعة,وأمرته بتسليمها,ولما انكر,فرضت عملية تفتيش اممي داخل العراق,وفتشوا كل شبرفيه خلال 12عاما,حتى وصل الامرالى اقتحام غرفة نومه وتفتيشها,وسط رضوخ منه غريب!حيث المعروف ان القصد من تلك الحركة هي توجيه اهانة شخصية للرئيس!

,والبقية معروفة. هنا اود التعليق بأن
من أسوأ مايمكن أن تبتلي به امة,هوان يحكمها قائد ديكتاتور,حيث ان مصيرالبلد كله يصبح رهينة لافكاره وقناعاته,دون ان يسمح لمستشارين,أولحكماء مختصين بأبداء رأيهم العلمي والمنطقي والمختص,ويصر تحت ضغط جنون العظمة الى الى ارتكاب اخطاءا جسيمة قاتلة

اذ أن ,أي خطأ في حساباته,قد يتسبب في كوارث لاتحمدعقباها,حدث ذلك في العراق,حين ارتكب الديكتاتورصدام حسين اسوأاخطاءه الاستراتيجية,بالاقدام على احتلال الكويت دون اي حساب منطقي ,واعطى بذلك المبررللامريكان لكي يحتلواالعراق,ويعتدواعلى شعبه وارضه
فصحيح أن امريكا دولة رأسمالية تحرص على دائماعلى تحقيق مصالحها,وهي تبحث دائما عن الفريسة لتنقض عليها,لكن الذنب هنا لايقع عليها وحدها,بل يجب تحميل الرئيس صدام حسين المسؤولية الاكبر لماحدث,فهو بسلوكه وتحديه الاجوف,فتح الباب للمفترس الامريكي للانقضاض على العراق,وماحدث بعده
وللحديث بقية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here