المرتزقة والشبيحة في أوكرانيا : القنبلة الموقوتة

المرتزقة والشبيحة في أوكرانيا : القنبلة الموقوتة
فاضل المناصفة
نشرت الغارديان تقريرا لمحرر شؤون الشرق الأوسط مارتن شولوف، بعنوان “السوريون ينضمون لصفوف الروس، في أوكرانيا، وبوتين يطالب الأسد برد الجميل”.
وان كان الكاتب لم يقدم تقريرا يستند على دلائل وقرائن الا ان الفرضية مرجحة للتصديق وبقوة خاصة وأننا نعلم ان روسيا تحتاج مرتزقة لكي تتجنب الخسائر البشرية في صفوف جيشها، لتتفادى احباط المعنويات واستغلال خسائرها في الحملات الإعلامية الغربية التي تسلط الضوء على خسائرهم الاقتصادية والبشرية، وبما أن المرتزقة عبارة عن دروع بشرية متوفرة بكثرة في سوريا ربما استعمل الأسد الشبيحة قربانا للروس الذين لولاهم لما استمر الأسد في الحكم.
لقد أنتج سوء التعامل مع المعضلة السورية سوقا كبيرة من المرتزقة الذين وجدو في سوريا تربة خصبة من أجل التكاثر، ومع هدوء الأوضاع نسبيا وحسم المعركة لصالح الأسد أصبح التخلص من فضلات الحرب أمرا صعبا على النظام السوري، اذ امتلأت سجون النظام بعناصر محسوبة على داعش ومشتقاتها ورفضت بعض البلدان إعادة المرتزقة الى موطنهم الأصلي بل ذهبت حتى الى سحب الجنسية، ولهذا فان الأسد يرى في الحرب الأوكرانية فرصة مناسبة للتخلص من الفائض في المجرمين والمرتزقة ورد البضاعة التي تسربت من أوروبا الى سوريا.
لا يحتاج بوتن مرتزقة الأسد لترجيح كفة المواجهة في صالحة فلديه مايكفي من العدة العتاد للاستمرار الحرب، ولكن يريد استعمالهم في الصفوف الأولى من العمليات العسكرية لتكون الخسائر بدماء مستوردة، ولتمرير رسالة للغرب بأن روسيا باستطاعتها جعل أوكرانيا مستودعا جديدا للدواعش والمرتزقة والذين سيستمرون في الزحف داخل أوروبا بعد نهاية الحرب
اذا تبثث الأخبار المتداولة بشأن تواجد المرتزقة داخل أوكرانيا فإن سقوطها يعني استقرار الدواعش و الشبيحة أمام حدود الناتو ف الأحياء منهم لن يعودو إدراجهم إلى سوريا بل سيتم توطينهم وفتح مراكز تدريب جديدة لهم مقابل حدود الناتو وسيشكلون خطرا كبيرا على امن أوروبا اذا تسللو إلى البلدان المجاورة لأوكرانيا خاصة وانه سيتم استعمالهم في تنفيذ هجمات انتحارية او ماشابه، وستنقل الحرب على الإرهاب من أفغانستان وسوريا والعراق إلى عقر دار أوروبا، هنا ستوضع الحكومات الأوروبية في حرج أمام مواطنيها في حال ما إذا فتح بوتن الباب للمكون الداعشي بأن ينتقم من أوروبا. ولا أستبعد ان الورقة الأمنية ستشكل ضغطا على الغرب لمراجعة اسلوب تعامله مع ماحصل من بابا تجنب الخطر ومن باب الحرص على ان لا تكون هناك ” نيران صديقة ” : لاننسى أن هناك نسبة كبيرة من الدواعش الأوروبيين في سوريا وان تسللهم من روسيا إلى أوكرانيا ثم إلى العمق الأوروبي مسألة وقت لا أكثر، وبما ان الغرب يشن حربا اقتصادية شعواء ضد بوتين فإن هذا الأخير لن يدخر جهدا حرق الاخضر واليابس.
لا نعرف عدد المرتزقة الأحياء في سوريا ولا نعرف ما إذا كانت اعداد الفارين من اوكرانيا إلى دول الغرب قد احتوت في الأصل على اعداد من الانتحاريين والدواعش الذين سيتحولون إلى خلايا نائمة في قلب اوروبا في ضل الفوضى التي عرفتها عمليات الهروب من جحيم الحرب: من الصعب جدا ان يتم الاستعلام والتحري عن قرابة مايزيد عن 3 مليون لاجئ دخلوا أوروبا في وقت قصير جدا، لدى فيمكنني القول ان بوتين ربما أرسل أو سيرسل قنابل موقوتة إلى الداخل الأوروبي ليتم استعمالهم لاحقا.
إذا فعلها بشار وقام فعلا بإرسال المرتزقة إلى أوكرانيا فإن سوريا ستدفع ثمن هذا التهور وتحدي الغرب عاجلا أم آجلا، وقد يتحرك الغرب ضدها اقتصاديا وحتى عسكريا بحجة تجفيف منابع الإرهاب في حالة كا إذا طالتها هجمات من مرتزقة الأسد ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here