حوارات جديدة مع الفصائل الفلسطينية في الجزائر

حوارات جديدة مع الفصائل الفلسطينية في الجزائر

بقلم: شاكر فريد حسن

تنطلق في الجزائر خلال الأيام القريبة حوارات جديدة مع الفصائل الفلسطينية، لاستكمال فرص الحوار الوطني الفلسطيني الداخلي، والبحث عن قواسم مشتركة يمكن أن تسهم في المصالحة الفلسطينية التي طال انتظارها، وذلك بعد اللقاءات التي جرت في شهر كانون الثاني الماضي، للوقوف على طروحات ورؤى الفصائل بشأن هذه المصالحة.

وتعمل الجزائر على بلورة وصياغة ورقة مشتركة على ضوء الحوارات السابقة، وتسعى من أجل توحيد المواقف الفلسطينية باعتبارها القطر العربي الذي يهتم بمصالح الشعب الفلسطيني الوطنية وقضاياه المصيرية، والأخوة في الجزائر يدفعوا باتجاه تحميل القوى الفلسطينية جميعها مسؤولية شق وحدة الصف الوطني وعدم تحقيق اللحمة في الساحة الفلسطينية.

لا شك أن المصالحة الفلسطينية تعيد توحيد الأرض والشعب والحقوق في مرجعية موحدة، والمدخل استعادة الوحدة الوطنية وإعادة المؤسسات الفلسطينية المختلفة، واستعادة المنظمة المخطوفة والمغتصبة وتحريرها من قبضة السلطة، بحيث تضم وتشمل جميع الفصائل الوطنية من خلال مجلس وطني توحيدي، وأي مصالحة تحول دون تحقيق هذه الشروط والأهداف والمطالب هي مصالحة فاشلة، وعليه فإن تحقيق المصالحة يحتاج إلى إرادة وطنية فلسطينية وضغوطات شعبية وجماهيرية، وفي المقدمة مواجهة المحتل، وكذلك صاحب القرار الفلسطيني، رغم انسداد الآفاق حتى الآن.

المطلوب تحقيق الوحدة الوطنية بالعودة للثوابت الوطنية، وبناء شراكة حقيقية، وإعادة الاعتبار للثورة الفلسطينية وللميثاق الوطني الجامع، وهذا الامر يتم من خلال انتخابات وطنية ديمقراطية شاملة، أو عبر التوافق الوطني، علاوة على إجراء مراجعة نقدية سياسية شاملة ومكاشفة حقيقية لما آل إليه الوضع الفلسطيني والحالة الوطنية الفلسطينية، جراء اتفاق أوسلو البائس المشؤوم، الذي لم يحقق شيئًا لشعبنا سوى التدمير الذاتي وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية وتوسع الاستيطان.

الوجع الفلسطيني مستمر ويتعمق، وشعبنا يزداد المًا ومعاناة، والسرطان الاحتلال يتوغل أكثر ويتزايد شراسة ونهشًا في الجسد الفلسطيني، ولا حل إلا باستئصال هذا الورم، واسقاط النهج التخاذلي المتساوق مع الاحتلال ومخططاته الذي يكرس الوضع الراهن، وصيانة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني في سبيل مواجهة مختلف التحديات، وحذار من السقوط في براثن المشاريع الاحتلالية القائمة على السلام الاقتصادي وبنود صفقة القرن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here