هراء العربان حول القوى الكبرى

هراء العربان حول القوى الكبرى، نعيم الهاشمي الخفاجي

في الدول الحية المحترمة حتى الكوارث يتمكنون من تجاوزها وبقوة أكبر من قوة وإمكانيات قبل وقوع الكارثة، الإنسان بفضل العقل استطاع ترويض كل المخلوقات المرئية والغير مرئية الموجودة على كوكب الأرض لتكون بخدمته، ورد حديث قدسي عن الله عز وجل عندما خلق الله العقل، فقد ورد في كتاب المحاسن الحديث التالي عن علي بن الحكم، عن هشام، قال: قال أبو عبد الله جعفر الصادق ع : لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي، وعليك أثيب.

وورد حديث عن رسول الله ص أن الله عز وجل أول ما خلق الإنسان خلق العقل، لا يوجد إنسان عقله جامد بنسبة ١٠٠% نعم يوجد تفاوت بالمعرفة وفي قابلية الحفظ، هناك من يفهم الموضوع بمرة واحدة وهناك بمرتين وهناك بثلاث وهناك في مائة مرة، لكن بالمحصلة الإنسان المثابر يصل إلى المعرفة والعلم حتى لو كرر إعادة المادة مائة مرة.

فرض العقوبات والحصار من قبل الدول الكبرى على الشعوب الفقيرة أو على الدول العظمى الاخرى ليس كل هذه العقوبات مضرة، بل انا شخصيا أجزم أن فرض العقوبات الاقتصادية وسيلة جيدة وممتازة تجعل الشعوب التي تتعرض للعقوبات أن تعتمد على نفسها من خلال دعم اقتصادها من خلال العمل على دعم الصناعات المحلية للقطاعين الخاص والحكومي، في عام ٢٠١٤ بعد أحداث القرم دول أوروبا فرضت عقوبات ضد روسيا بعدم تصدير البيض والدجاج، بوتين اجتمع مع حكومته خلال سنة أصبحت روسيا من دولة مستهلكة للبيض والدجاج إلى دولة مصدرة، إيران تعرضت لحصار اقتصادي منذ أربعين عام لننظر كيف اكتفت إيران من خلال دعم الصناعات الحكومية والخاصة النتيجة أصبحت دولة مصدرة إلى مختلف انواع البضائع، تم فرض حصار على الأدوية النتيجة إيران دعمت قطاع تصنيع الأدوية وباتت دولة مصدرة إلى الكثير من أنواع الأدوية.

في أحداث أوكرانيا تم فرض عقوبات اقتصادية على روسيا على سبيل المثال، الكثير من الشركات التجارية الأمريكية قد أقفلت فروعها في موسكو، فقد أُطفئت أنوار اللوحات التجارية الأميركية والاوروبية. منها مطاعم برغر كينغ، لديهم 847 فرعاً لمطاعم ماكدونالد، أغلقت النتيجة من يملكون هذه المطاعم هم تجار روس فقد تم تغير اسم المطعم وفتحت كل الفروع في اسم تجاري جديد يقدم نفس وجبات الطعام لأن الطعام اصلا كان يصنع في روسيا، النتيجة خسرت مطاعم الماكدونالد الحصول على جزء من الأرباح المستحصلة، تم غلق شركات أبل النتيجة حلت محلها شركة هواوي الممتازة، منتجات هواوي تقبل التحديث بينما منتجات أبل لا تقبل التحديث واذا تم تصنيع جهاز حديث يكون مصير المنتجات السابقة الرمي في سلة المهملات، نعم هناك اشياء مثل طائرات بوينغ لايمكن صناعتها لكن أيضا الصين أنتجت طيران مدني واكيد روسيا تدعم صناعة طيران مدني وهي قادرة على ذلك فهي تصنع كل انواع الطيران الحربي، منع تصدير أحذية أديداس أو ملابس اديداس وغيرها من الماركات تقابل في صناعة نفس هذه الاحذية والملابس في ماركات جديدة نفس الجودة وربما افضل، إغلاق فنادق ماريوت لايعني المواطن الروسي ينام بالشارع بل رجال الأعمال الروس يغيرون اسماء الفنادق والتي هم يملكونها إلى أسماء أخرى، نعم العقوبات الغربية ضد روسيا في المجال المصرفي لايمكن للروس إيجاد مصارف أمريكية أو أوروبية، في هذا المجال لا يمكن للروس فتح مصارف أبدا وإنما يجدون بدلائل خاصة في التعاملات التجارية.

الصراع السياسي ما بين الغرب وروسيا والصين ليس جديد لكن الآن التوتر وصل إلى مرحلة التصادم ما بين روسيا والغرب في طريقة غير مسبوقة من خلال الساحة الأوكرانية، الصراع الخالي من وجهة نظر الجانبين الروسي والأميركي صراع وجودي تستخدم فيه كل الوسائل في الساحة الأوكرانية والدولية لكن دون المواجهة المسلحة المباشرة.

أمريكا وبفعل صراعها من روسيا تريد العودة للاتفاق النووي التي هي خرجت منه مع إيران، لكن عودة أمريكا للاتفاق النووي مع إيران ليس لها طعم ورائحة ولون فما فائدة اتفاق يوقعه أوباما ويأتي ترامب ويلغيه وياتي بايدن ليعيدة ويأتي من يحل محل بايدن من الجمهوريين ويلغي الاتفاق النووي، من الأفضل عدم العودة للاتفاق النووي وتبقى الأوضاع على حالها الحالية ولا يوجد خطر يهدد العالم لان فتاوى مراجع شيعة إيران تحريم إنتاج اسلحة دمار نووي أو كيماوي، بقاء إيران في الحصار أفضل للشعب الإيراني حتى يكون حافز لدعم الصناعات المحلية الإيرانية الزراعية والتجارية افضل من الاعتماد على الخارج.

صراعات أمريكا مستمرة مع كل دول العالم التي لا تسير تحت المعسكر الأمريكي ومازال الصراع مع الصين مستمر، بل بحكومة ترامب قام ترامب نفسه في اختلاق صراعات مع أوروبا وكندا وفرض عليهم ضرائب وشجع بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، صراع أوكرانيا تسبب في زيادة أسعار البترول في الوقت الراهن حيث معظم دول أوروبا والصين والهند هم في مرحلة انتقالية في الانتقال إلى الاعتماد على الطاقة البديلة، خلال بضع سنوات تنتهي أهمية البترول بل أحداث أوكرانيا تعجل الخطى في السير بسرعة نحو تسريع الاعتماد على الطاقة البديلة،

قبل عقد من الزمان انتشرت وبكثرة الجامعات المفتوحة عبر الإنترنت، عندما جاءت جائحة كورونا العالم يعتمد على استخدام التعليم الإلكتروني وأصبحت كل الجامعات والمعاهد والمدارس تستخدم جزء كبير من ساعات الدوام عبر الانترنت، جائحة كورونا سرعت الوقت على استخدام التدريس الإلكتروني إلى جانب التدريس الحضوري، الكثير من الجامعات بدأت استخدام ثلاثة أيام في الأسبوع التعليم عبر الإنترنت ويومين التدريس بشكل حضوري، كذلك ارتفاع أسعار البترول سوف يسرع ويقصر الزمن في الاعتماد على استخدام الطاقة البديلة والتي بدأت تنتشر عندنا في بلاد الغرب ونرى ذلك في عيوننا نشاهد سيارات كهربائية نشاهد اضوية الشوارع العامة وإنارة العمارات السكنية عبر استخدام الخلايا الشمسية، زيادة أسعار البترول يمكن الاستفادة منها في دعم افتتاح مصانع ومعامل لكن رأينا مصطفى مشتت رئيس الحكومة العراقية وزع منحة مائة ألف دينار لبعض شرائح المجتمع العراقي لأن عقلية من يحكم العراق يجهل فتح معامل ومصانع كل مايعرفوه يوزعون عائدات البترول على شكل رواتب وهبات وتعويض وخدمة جهادية ……..الخ.

شر البلية ما يضحك الإعلام الخليجي مذهول كيف اليوم يسمعون الدعوات تطلب ضخ المزيد من البترول للسوق العالمية بسبب أزمة أوكرانيا وحسب اعتقادهم البترول باقي، نعم البترول باقي لكن يصبح حاله حال الفحم الحجري الذي كان مصدر الطاقة الأول بالعالم قبل اكتشاف البترول.

هناك حقيقة يتغابى عنها المستكتبين من دول البداوة أن أمريكا الآن مصدرة للبترول والغاز، تصدر شركات البترول الأمريكية أكثر من ١٢ مليون برميل، لذلك معظم صادرات دول الخليج السعودية والإمارات والكويت والعراق وإيران وليبيا والجزائر تذهب للصين والهند، المضحك المستكتبين من دول البداوة يقولون نحن نبيع بترولنا إلى الصين والهند وتبقى علاقاتنا قوية مع أوروبا والولايات المتحدة ههههه شر البلية ما يضحك وهل وجدتم سوق غير سوق الصين والهند، سوق الصين والهند باتت إلى روسيا، مانسمعه من الاعلام البدوي في ضرورة المحافظة على أسعار البترول والحصص والتعاون بين دول الخليج وروسيا يضحك الثكلى متى انتم تعاونتم مع روسيا لزيادة الأسعار طيلة قرن من الزمان لعبت دول الخليج دول قذر ونتن في إغراق الأسواق العالمية في البترول وتخفيض أسعاره خدمة إلى أمريكا ولبداية عام ٢٠١٩ ابن سلمان أغرق الأسواق بالبترول وتسبب في إفلاس شركات نفط امريكية، كان يعتقد يخلق مشاكل إلى حكومة عبدالمهدي وإيران وروسيا لكن لم يتوقع خسارة الشركات الأمريكية النتيجة ترامب اتصل في ابن سلمان قال له أنت ماذا تعمل تسببت بخسارة شركات البترول ألا تعلم أن أمريكا تصدر يوميا أكثر من ١٢ مليون برميل، في اليوم الثاني أوقف آل سعود سلاحهم القذر في تخفيض أسعار البترول، أمريكا أصبحت مصدرة للبترول كانت نعمة من السماء وياليت كانت أمريكا مصدرة للبترول قبل خمسين عاما لما بيع بترول العالم بسعر عشرة او عشرين دولار طيلة عقود من الزمان.

أحد المستكتبين من بدو الخليج اضطر وهو مرغم لقول الحقيقة حيث قال، ولا تجوز المقارنة بين مرحلتنا اليوم ومرحلة الحرب الباردة، 1947 إلى 1991. الاختلاف أننا ويقصد السعودية ودول الخليج حينها كنا في المعسكر الغربي، وذلك بحكم مصالحنا المشتركة( بسبب عمالتكم)، فهو يعني الغرب أمريكا وأوروبا الغربية كان المستورد الأكبر للنفط والحامي لممراته، اليوم الوضع مختلف، الصين المستورد الأكبر ولا تريد خوض معارك من أجله مما يزيد من المخاطر واحتمالات المعارك الإقليمية، لهذا، مصلحة المنطقة أن تحافظ على علاقة معقولة مع القوى الكبرى الثلاث المتنازعة، جميعها شركاء لنا.

الدول الكبرى الثلاث التي يقصدها روسيا والصين وامريكا، اقول إلى هذا المستكتب وأمثاله علاقاتكم علاقات ذيلية وتآمر لكن الحمد لله أمريكا أصبحت مصدرة للبترول وانتهى دوركم القذر في تخفيض أسعار البترول.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

22/3/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here