إذا بوتين مجرم حرب فماذا يكون بوش دبليو و طوني بلير *؟..ملائكة الرحمة ؟

إذا بوتين مجرم حرب فماذا يكون بوش دبليو و طوني بلير *؟..ملائكة الرحمة ؟
بقلم مهدي قاسم
أزاحت الحرب الروسية ـ الأوكرانية قناع الانحياز العنصري المقيت للرجل الأبيض و بشكل سافر ومقيت ـ بل الانحياز السافر نحو الرجل الأبيض حتى لو كان معتديا و مجرم حرب فأنه سيكافئ بوسام الفروسية * كرجل دولة ، مثلما أقدمت على ذلك ملكة بريطانيا مؤخرا على منح طوني بلير وسام الفروسية * ” تثمينا ” لخدماته التي قدمها لبريطانيا ،علما أن طوني بلير نفسه قد اعترف مرارا ما اسماه ب” خطأ ” غزو واحتلال العراق على أساس معلومات ملفقة ..
علما أن العراق لا يزال مدمرا ومخرّبا و هو يعاني تبعات ونتائج ذلك الاحتلال الإجرامي حتى الآن ، مفتقرا إلى أبسط مقاومات دولة أو صاحب سيادة فعلية ومعتبرة ..
ولكن في مقابل تثمين جهود طوني بلير بوسام الفروسية ، فأن ملكة بريطانيا قد قررت منع و حظر عرض سيوف و أسلحة قديمة في معرض روسي و ذلك احتجاجا على حرب بوتين ضد أوكرانيا .. فضلا عن إجراءات و عقوبات أخرى ..
و هكذا يتضح من ما ورد ـــ أعلاه ــ أنه تجري عملية مكافئة مجرم حرب مثل طوني بلير من ناحية ، ومعاقبة مجرم حرب آخر مثل بوتين من جهة أخرى ..
لنتصور الأمر على نحو آخر أي أن مسؤولا حكوميا كبيرا على رأس دولة يعترف بأنه اشترك في حرب تدميرية ضد بلد آخر بدون اية شرعية قانونية أو سبب واضح ومقنع ، أنما بناء على معلومات مفبركة ومزيفة ، ومع ذلك فأنه يحصل على تثمين وتقدير من ملكة بلده بدلا من إدانته كمجرم حرب ..
أي الكيل بمكيالين عنصريين و التشدق في الوقت نفسه بمسألة حقوق الإنسان المساواة بين البشر كذبا ونفاقا فاضحا و مقرفا ..
هذا دون أن نتحدث عن تواطؤ إعلامي غربي شبه جماعي صمتا على جرائم حروب أمريكا و تدخلاتها في بلدان عديدة تحت ذريعة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، كوجه آخر لهذا النفاق والعنصرية..
أن السكوت على هذا النمط من العنصرية المقنّعة يكاد أن يكون بمثابة الموافقة عليها و اعتبارها كأنما أمرا مسلمّا به ، بينما يجب وينبغي فضحه
بأصوات عالية و بشكل متواصل ، لأن السكوت على هذه النزعة العنصرية الصارخة يعني القبول بوجود أناس من درجة أولى و أناس من درجة ثانية أو ثالثة ..
في حين إن التسليم بهذا السلوك يُعد استخفافا و استهانة ، بل و إهانة للقيمة الأدمية للناس المعنيين بالأمر ..
و أخيرا .. استغلالا لبعض الطروحات الغربية المطالبة باعتبار بوتين مجرم حرب و ضرورة محاكمته على ضوء ذلك ، فيجب أن نطالب نحن العراقيين باعتبار الرئيس الأمركي السابق بوش دبليو و رئيس الحكومة البريطانية السابق طوني بلير مجرمي حرب و ضرورة محاكمتهما على غرار محاكمة مسؤولي الحرب اليوغسلافيين وغيرهم في محكمة لاهاي ..
فيجب أن نحرجهم على ضوء الحرب الروسية الأوكرانية ( إذ إنهم إذا اعتبروا حرب بوتين عدوانا غير مشروع فلماذا اعتبروا حرب بوش و بلير حربا شرعية ضد العراق ؟ ) بل وندينهم بما ورد من شهادات اعتراف على لسانهم هم بالذات قبل غيرهم على صعيد جريمة احتلال العراق و تدميره .. و من ثم تسليم مصيره لسقط المتاع من عصابات لصوصية ..
….

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here