فهل ستقاوم “روما الجديدة” عوامل فنائها وانهيارها، وتواصل صعودها لتتحوّل إلى قطب حقيقي ثانٍ وند للولايات المتحدة الأمريكية، أم أن لقوانين التاريخ رأي آخر؟!

تتزعّم روسيا العالم الذي يدين بالأرثوذكسية اليوم
وهي أحد المذاهب المسيحية الرئيسية الثلاثة
ويبلغ عدد معتنقيها في العالم نحو 300 مليون شخص
يتركّز معظمهم في روسيا وأوكرانيا وشرق أوروبا، مع أقليات متفرّقة في العالم العربي
وكتلة كبيرة تزيد على ثلث عدد السكان في إثيوبيا، وربع مواطني إرتريا
يحمل ڤلاديمير پوتين ما يمكن تسميته بمشروع الإحياء الروسي
والذي يقوم على بعث “قيم الأمة السلاڤية” التي ينتمي إليها الروسي والأوكراني والبيلاروسي والصرب والبلغار وغيرهم
وهو مسكون بروح روسيا القيصرية، التي كانت أحد أكبر الإمبراطوريات الاستعمارية في التاريخ
وامتدت حدودها بين قارتي آسيا وأوروبا
بالإضافة إلى ألاسكا في أمريكا الشمالية
قبل أن يبيعها القيصر ألكسندر الثاني للولايات المتحدة عام 1867، بمبلغ 7.2 مليون دولار
خلّف سقوط الاتحاد السوڤييتي عام 1991 جرحًا وجدانيًا عميقًا لدى الروس
وأدّى ذلك لظهور رجل المخابرات الشاب ڤلاديمير پوتين إلى الواجهة عام 1999
عندما أصبح رئيسًا للوزراء، ثم رئيسًا لروسيا الاتحادية عام 2000
يحمل پوتين مشروعًا يمينيًا قوميًا سلاڤيًا، مناهضًا للعولمة
ويستند إلى أطروحات المفكر الروسي ألكسندر دوغين، الذي يعدّ الأب الروحي لروسيا الجديدة
وهو يتبنى فكرًا محافظًا يحترم القيم الروحية المسيحية، ويؤمن بأهمية قيام تحالف بين روسيا والصين، مع بعض القوى الأخرى؛ تحت مسمى “النظرية الأوراسية”
ويعتقد دوغين أن موسكو هي “روما الثالثة”، التي ورثت روما الأولى كزعيمة للعالم المسيحي
قبل أن تسقط على يد البرابرة الجرمان عام 476
وروما الثانية “القسطنطينية”، والتي سقطت على يد العثمانيين عام 1453
فهل ستقاوم “روما الجديدة” عوامل فنائها وانهيارها، وتواصل صعودها لتتحوّل إلى قطب حقيقي ثانٍ وند للولايات المتحدة الأمريكية، أم أن لقوانين التاريخ رأي آخر؟!
نيرة النعيمي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here