أعْوامٌ تَوالَتْ!!

أعْوامٌ تَوالَتْ!!
تَدورُ بنا وأعْوامٌ تَوالتْ
وأعْمارٌ بماضِيَةٍ تَوارَتْ

فَحَوْلَ الشمْسِ مَنهَجُها سَريْعٌ
بإهْليجٍ تَحَرُّكُها فدَارَتْ

وإنْ سَكَنَتْ يَموتُ الخَلقُ فيها
وعَنْ حَرَكٍ إذا يَوْماً تَوانَتْ

مُقيَّدةٌ بأفْلاكِ افْتِراسٍ
تُراقِبُ عَثرةً أنّى أصابَتْ

فأرْضُ وجودِنا رُعُبٌ طَواها
وأجْرامٌ تطارِدُها فَخافَتْ

مُحَرَّقةٌ بشَمْسٍ ذاتِ نارٍ
فما هَدَأتْ ولا عَنْها تَصادَتْ

تُلازمُها وتَخْشى مِنْ صُدودٍ
إذا انْطفَأتْ عُيونُ الشَمْسِ ماتَتْ

وإنّا في حَواضِنِها حَيارى
إذا اضْطرَبَتْ مَداراتٌ تَهاوَتْ

كأنَّ وجودَنا وَطنٌ حَريْقٌ
وإغْراقٌ بهِ الأنواءُ حارَتْ

تُلازمُنا النوازلُ والبَلايا
وتُفْرينا بأفْواهٍ أرادَتْ

وإنَّ تُرابَها أضْحى عَدوَّا
وغَدّاراً يُباغِتُنا بكانَتْ

تشدُّ جُسومَنا نَحْوَ انْدِثارٍ
وتَبْلعُنا كما رَغِبَتْ وشاءَتْ

فما مَعْنى مَسيْرٍ فوقَ تُرْبٍ
يُعَثِّرُنا بأشْراكٍ تَرامَتْ

مَواطِنُها بها الأحْقادُ صالتْ
ومِنْ قَرَفٍ بها كُلٌّ تَلاحَتْ

أسيْرةُ دَوْرةٍ في جَوْفِ حُوتٍ
فَما بَصَرَتْ ولا عَنها أشاحَتْ

تُعَللها الخَلائقُ بانْطِلاقٍ
وتَدْعوها لمُرْتَحَلٍ فحارَتْ

كأسْرى في مَرابِعِها وإنّا
تُصَفِّدُنا النَوايا ما اسْتطاعَتْ

عَزائِمُنا مُعَطلةٌ ونَلقى
مَعاذيراً لحاديَةٍ أرابَتْ

عقولٌ في تَجاهُلِها اخْتِذالٌ
وتَهْويلٌ لشائِنَةٍ أكادَتْ

سَحائِبُ عُمْرِنا سَكبَتَ حَياها
ومِنْ ألمٍ بها نَزَفَتْ وجادَتْ

خليلُ الروحِ ما نَبَضَتْ قلوبٌ
أقمْ فيها إذا غَضِبَتْ وقاسَتْ

وجابِهْ عُسْرَها فاليُسْرُ حَتْمٌ
ولا تَيْأسْ إذا شَنِأتْ وخانَتْ

أُحاورُها وعينُ الروحِ غَرْقى
وخَدٌ في أخاديدٍ تَطامَتْ

ولا أدْري لماذا أشْتَكيها
وقد حَكمَتْ بما أقْضَتْ فَجارَتْ

يُسائِلني تُرابُ البيْنِ عَنها
ويَخْدَعُني بأنْيابٍ تَبارَتْ

ومَنْ عَرفَ الجَوابَ نَجا بصَمْتٍ
فَكمْ بَرَزتْ لأحْبابٍ تَشاكَتْ

وإنّ النَفسَ تُربَتُنا سُداها
ومِنْ تُرْبٍ أرى نَفْساً تَعاطَتْ

ثَراها مُسْتَقيدٌ في نُفوسٍ
تؤجِّجُها عَناصِرُ إسْتحالتْ

فَصُنْ نَفْساً ولا تَحْقِرْ تُراباً
وإنْ نَزَقَتْ لعاجِلها تَصابَتْ

د-صادق السامرائي
1\1\2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here