المراة وحاجتها للرياضة

المراة وحاجتها للرياضة
ا. د . قاسم المندلاوي
الاهتمام بممارسة الرياضة و اعداد الجسم اعدادا صحيحا هما الضمان الوحيد للمحافظة على نشاط الجسم وحيويته وقدرته الوظيفية و النفسية لفترات طويلة من العمر .. وهذا الاهتمام بالرياضة يحقق افضل النتائج واحسن التأثيرات على قوام المراة و رشاقتها و مرونتها الامر الذي يهمنا هنا بالدرجة الاولى .. ان الهدف من ممارسة المراة للرياضة ليس في اكتساب القوة العضلية و الانجازات الرياضية فحسب بل ان نضمن لها افضل المستويات في المرونة و الرشاقة و اعتدال القامة و تناسق القوام .. ان انوثة المراة لا تكتمل الا بحيويتها واستمرار نشاطها و العناية بصحتها عن طريق استمرارها و بشكل منتظم في ممارسة الرياضة .. والمراة التي تهمل هذا الجانب معرضة لالم المفاصل ولاضطرابات داخلية وخاصة ارتفاع ضغط الدم و الذبحة الصدرية و زيادة افرازات الغدة الدرقية و السمنة كذلك الامراض الجلدية مثل حب الشباب و سقوط الشعر و الصداع وتهيج القولون وقرحة المعدة او الاثنى عشر ومرض السكري فضلا عن الاصابة و التعرض لانفعالات نفسية مثل القلق والتوتر و حالات هستيريه وغيرها .. وتضعف ايضا قدرتها الحركية و تشويه القوام وبطء سرعتها وصعوبة مرونتها و توازنها وبذلك تحرم المراة من كثير من الاعمال و الانشطة . ان طبيعة حركات المرأة خلال الاعمال المنزلية و القراءة و الكتابة ومشاهدة التلفيزيون والجلوس لفترات طويلة امام الحاسوب تجعل طريقة جلوسها غير صحيحة مثل ميل الظهر الى الاسفل وهذا بالتالي يؤدي الى تقوس الظهر في الفقرات العنقية و الصدرية الامر الذي يخلق تشوهات في قوام المراة فضلا عن امور اخرى تسبب لها العيوب و التشوهات الجسدية منها ارتداء الكورسية و الكعب العالي وغيرها .. وعلى الرغم من ان الحياة الحضارية الجديدة ابتداءا من الابنية الصحية و الملابس و الادوات الملائمة و الاغذية المتنوعة و العقاقير و الخدمات الصحية و الترويحية أعطت للانسان مناعة كبيرة ضد الامراض و الاوبئة ولكن من جانب آخر خلقت جملة من المشاكل و السلبيات ولا سيما قلة الحركة وكثرة الضوضاء وتلوث البيئة وكل هذه العوامل تترك تاثيرات مضرة ومعقدة على الوضع الصحي و الوظيفي و النفسي و البدني .. وان هذه التشوهات منتشرة بين الفتيات و السيدات في ايامنا هذا ، لذلك اصبح من الضروري العمل على علاج هذه التشوهات كون قوام المرأة المتناسق أمرا يثير اهتمام كل فتاة وسيدة .. فالفتاة و المرأة الرشيقة محط الانظار ، وسلامة وتناسق الجسم هي التي تكسبها الرشاقة و الخفة في الحركة و العمل ، ومن اجل المحافظة على هذا التناسق وذلك الجمال من الضروري ممارسة الرياضة وخاصة المشي و التمارين البسيطة و السباحة لتنمية قدرتها البدنية و الصحية و النفسية وهي بالاضافة الى ذلك تعمل على ازالة العيوب و التشوهات البدنية ، كما تكسب المراة القامة المعتدلة الرشيقة و تساعدها على النشاط الحركي باتزان و تحكم باعمالها ، وهذه الامور وان كانت تهم كل انسان الا انها تهم المرأة اكثر من غيرهم لانها وكما اشرنا تساعدها على التخلص من العيوب التي تشوه جمالها .. ولاجل تكامل انوثة المرأة و الاستمرار بنشاطها و حيوتها و العناية بصحتها و قابليتها من الضروري الانتظام في ممارسة الرياضة ، والمرأة التي تهمل هذا الجانب فانها معرضة للاصابة بكثير من الامراض وكما اشرنا آنفا وبالتالي يحرم المراة من الرشاقة والحيوية والجمال الروحي و الجسدي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here