رمضان كريم  

رمضان كريم  
 
أُقدم التهنئة الخالصة لجميع المؤمنين والمسلمين من أمتنا وفي العالم  ، وأتمنى  للجميع  السعادة  و أن تغمرهم عين السماء برعايتها ، وفي هذه المناسبة  الجميلة  أُقدم التهنئة لأهلنا في العراق وأرجوا  أن ينالوا  الرحمة والرضا  وحُسن الحال  ،  كما أرجوا  ان يتزودوا  من معين هذا الشهر  ومافيه  من خير كثير  ، وأن  ينظروا بعين الرعاية والأمل  لحاضرهم  ومستقبلهم  الذي تعصف به  نوائب الدهر وفعل الخونة والمتآمرين  وعديمي الشرف    ، وأرجوا  الله  مخلصاً أن يغمر  هذا الشعب وجميع الشعوب في  الدنيا  ممن  ضاقت  بهم سبل الحياة الكريمة  ، لكي يعيشوا  كما هي  رغبة الله وإرادته  من غير ظلم ولا  فقر ولا فاقة  ولا  دكتاتورية ولا  فساد . 
نعم  نحن  جميعاً  مدركون  سمو أهداف هذا الشهر  ،  ومايجب  الفعل فيه من عمل الخير  والصلاح  ليعم  ذلك إنساننا العربي والمسلم  الذي ضاق ذرعاً  من شغف الحياة وكدورتها   ،   وهذا يتطلب   شيئاً   ما  من الإبتعاد عن اللغو والأنانية  والقيل والقال  والحقد والبغضاء والكراهية  والنميمة  والرياء والعصبية الباطلة  ، وأن يغتسلوا  بماء منهمر من  الإيمان   والتقوى  والتوجه  المخلص  نحو تصحيح الأخطاء والعمل على تجاوز الموبقات  الواحدة تلو الأخرى  . 
 وإني وفي كل مرة  تسمح  لنا  بها يد الأقدار  أذكر    نفسي  ،  وأدعوا من أستطعت  من  أعزائي  وأخوتي  وأصحابي والمريدين  ،   ان يردموا هذة  الجفوة  التي يصنعها  النفاق والكذب والمخاتلة والجبن وبيع الضمير والشرف من البعض  برخيص من الأثمان   ، وكذا  في كل مرة  أكون  أشد حرصاً على تجاوز أفعال الماضي  وماينتج عنها ومايترتب عليها ،  على أمل ورجاء  ان يتغير الحال إلى أحسن منه  ،  وإلى   ذلك  أدعوا من يهمهم الأمر إلى  تدارك  الوقت  والنظر بعين الإهتمام  إلى  مافات ،  فلعل ذلك يكون عونا في هذا الصراع الطويل مع النفس ومع الأخر . 
وتهنئتي لا تخلو من عتب شديد على من أتاحت لهم يد الزمان ، أن يكونوا في دور المسؤولية  ، والتي خانوها تباعاً وعن قصد وسبق إصرار ، وإلا ما هذا الهوان والضعة والتخبط وسوء السلوك من الجميع ، والإنتخابات مضى عليها مايقرب من نصف سنة   ،  وليس فيها  هناك  مايبشر في إنحلال العقدة  في من يكون ومن يتقدم ، وقد اثبت الجميع انهم أسوء خلق الله   ،  وأقلهم حرصاً وشعورا بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية ، ولعلكم تشاهدون الجميع كيف يتنافخون حقدا وكراهية وتسقيطيا لبعضهم البعض ، حتى أدرك العراقي أن دعوى الدين والتدين محض كذبة كبيرة ونفاق ، ولعل الكثير من العراقيين كرهوا هذا النوع من أهل السياسة  ،  وقد رفضوهم في مناسبات ومواقف متعددة . 
وأعيدها أن ماعليه أهل العراق  اليوم  من نكوص وتنابذ يوحي لنا بان المستقبل مظلم من كل الجهات ، وليس في العراق من رجل رشيد ينتشل هذا البلد من الضعة والهوان ، ويقوم بالأمر بعد الإتكال على إرادة الله والشعب ، وإني واثق أن تلك رغبة العامة من أقصى الشمال إلى أبعد الجنوب  ، كما هي رغبة كل الأطياف والملل والنحل التي شاءت الأقدار أن تسكن أرض الرافدين   . 
ودعونا لا نفسد الإستهلال المبارك لهذا الشهر بهذا النكد اليومي ، دعونا نرفع الأكف عالية نحو أبواب السماء المفتحة  ،  لكي تشملنا جميعاً تلك الرحمة الموعودة  ،  وسلاماً على أهل رمضان ومبارك عليهم الشهر الكريم  ،  التي تعم ألطافه على الراغبين والطالبين وأهل الحاجة .. 
راغب الركابي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here