باحث كوردي: تصعيد PKK يستهدف إقليم كوردستان .. وليس الديمقراطي الكوردستاني

أكد الباحث الكوردي السوري عبد الرحمن كلو، اليوم السبت، أن الحرس الثوري الإيراني كلّف الرجل الأول في حزب العمال الكوردستاني PKK بالتصعيد ضد إقليم كوردستان، مشيراً إلى أن  التصعيد الإيراني رغم أنه يأخذ عنوان الديمقراطي الكوردستاني لكنه في الجوهر هو تصعيد ضد إقليم كوردستان ككيان إداري سياسي.

وقال كلو في حديث: «حقيقة بات من المألوف التقليدي حالة التزامن بين السـلوك التـصعيـدي لـPKK  ضد إقليم كوردستان وتحديدًا ضد الديمقراطي الكوردستاني وبين حالة خلاف الإقليم مع إحدى دول الجـوار، وهذا العرف النمطي الخاص بذلك التنظيم لم يعد يحتاج قراءات سياسية ولا تكهنات سـببية، وذلك لحقيقة مطلقة واحدة هو أن هذا التنظيم هو الأداة الرئيسية المشتركة لهذه الدول ضد حركة التحرر الوطني الكوردستانية في كوردستان وحتى في بلاد المهجر».

وأضاف أن «التنظيم بذاته لا يخفي هذه العلاقة وبصريح التعبير وعلى لسـان قيادات الصف الأول أن العلاقة مع النظام السوري لم تنقطع، وأنه مع الحرس الثوري الإيراني في خندق الدفاع عن إيران ومع الحشد الشعبي الشيعي في العراق ضد دخول البيشمرگة، بل أبعد من ذلك هو يَتَفاخَرُ بحماية حــدود تركيا من الخطر الكوردي القادم من إقليم كوردستان».

وأوضح كلو أن «التصعيد الإعلامي الحالي الذي جاء على لسان الرجل الأول في التنظيم (جميل بايك) ربما هو مختلف عما سبق من التهديدات، لأنه يأتي في ظروف دولية إستثنائية، لذا لا أعتقد أن قيادات الصف الثاني في هذا التنظيم على علم بالمهام الموكلة له في المنطقة، لأن تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية أحدثت واقعًا سـياسيًا جديدًا في المنطقة».

وذكر أن «هذا الواقع يتم دراسته والتخطيط لتناوله وفق استراتيجيات مشتركة تضعها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الـ FSB والباسداران ومن ثم يقوم الحرس الثوري بتكليف أدواته وحلفائه بالعمل مع التوجيه بعدم المباشرة إلا بإيعاز، لذا فتم تبليغ الرجل الأول في التنظيم جميل بايك بالمهام الموكلة له لكن دون إعطاء أمر التنفيذ».

وتابع كلو، أن «العمل في الساحة العراقية هو من مهام إيران الحصرية بسبب حساسية الموقف الروسي من العملية السياسية في العراق وخاصة علاقاتها النفطية مع إقليم كوردستان، وروسـيا قد تتحرك في ســاحات أخرى لصالح إيران».

ولفت إلى أن «التصعيد الإيراني رغم أنه يأخذ عنوان الديمقراطي الكوردستاني لكنه في الجوهر هو تصعيد ضد إقليم كوردستان ككيان إداري سياسي، ويمتلك أدوات إضافية في الداخل العراقي ماعدا PKK، كما أن إيران تستغل وتسـتثمر الخلاف الروسي الأمريكي بالشكل الأمثل، فهي إلى جانب ذلك تصعد ضد العملية السياسية في العراق برمتها».

وقال كلو، إن «هذا التصـعيد الإيراني يَتمثَّلهُ حلفاء إيران وأدواتها في سوريا والعراق على حد سواء وسوف يستمر وستزداد خطورته في الأيام القادمة على خلفية تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية ومستجدات التنسيق القياسي المتميز بين روسيا وإيران في الشرق الأوسط عموما».

ونوه أن «الأخطر في هذا التحالف على كوردستان والمنطقة أنه سيعمل من خارج السياقات الشرعية للصراع والقوانين الدولية، أي أنه سيعمل في مساحات دولة اللاقانون أو في مساحات اللادولة وانتهاك السيادات، كما تجرأت إيران على قصف أربيل، ولن يغير من السلوك الإيـراني في العراق إلا نتائج مفاوضات النووي الإيراني مع الدول دائمة العضوية إضافة إلى ألمانيا 5+1 التي يمكن أن تنتهي برفع العقوبات الإقتصادية عن إيران بشكل تدريجي».

ومضى كلو قائلاً: «في هذه الحالة إيران مجبرة على تغيير سلوكها في العراق وفي سوريا وحتى في اليمن بحسب شروط الإتفاق، وإذا ما فشلت هذه المفاوضات فلن يبقى أمام الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل سوى الردع العسكري وهو السناريو الأرجح بحسب معطيات السلوك الإيراني الحالي».

وأكد أن «الحرب الروسية – الأوكرانية أسـست لمعادلة جديـدة في العلاقات الدوليـة، أي كل التفاهمات الروسية الأمـريكيـة السابقة حول المناطق الساخنة بما فيها ســـوريا باتت في حكم المنتهية والملغاة ، بإستثناء التفاهمات الروسية الإسرائيلية في سـوريا التي ستبقى على ماكانت عليه في السـابق لضرورات الأمن الإسرائيلي في مواجهة التواجد الإيراني».

وختم الباحث الكوردي عبد الرحمن كلو حديثه قائلاً، إن «تغيير الغـرب لمصادر الطاقة وتنويعها والإستغناء عن المصادر الروسية هي بحد ذاتها تؤسس مرحلة نوعية جديدة في العلاقات الدوليـة، وربما كانت مشـاركة رئيـس حكومـة كوردستان في منتدى الطـاقة العـالمي في أبوظبي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ أكد في المؤتمر  بأن كوردسـتان قادرة على إمداد أوروپا بالغاز الطبيعي عبر تركيـا، وهذا يعني أن كوردستان هي إحدى أهم مصادر الطاقة وأن بإمكانها التأثير في معادلة التوازنات الدولية مسـتقبلاً في مرحلة ما بعد أوكرانيا، ولهذا السـبب بالذات لن تدخر إيران جهدا في محاربة الديمقراطي الكوردستاني الذي يمثل في هذه المرحلة الركيزة الأساس لحماية الكيــان الكوردستاني القائم».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here