مجزرة بوتشا.. الغرب يندد بـ”صور لا تحتمل” وروسيا تعلق للمرة الأولى

قتلى في بوتشا الأوكرانية

عبّرت الولايات المتحدة ودول غربية، الأحد، عن الصدمة إزاء ظهور أدلّة جديدة على قتل مدنيين في أوكرانيا، وسط تحذيرات من أن تراجع القوات الروسية من محيط كييف، قد لا يكون إشارة إلى انسحاب تام أو إنهاء للعنف في أوكرانيا.

وعُثر على 57  جثة في مقبرة جماعية في بوتشا، قرب العاصمة كييف، بحسب ما أفاد الأحد مسؤول الإغاثة المحلي سيرهي كابليتشني.

وحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية فقد ترك الروس خلفهم جثثا متناثرة وألغامًا أرضية، وما قال المسؤولون الأوكرانيون إنه دليل على جرائم حرب محتملة.

ودفن السكان عشرات القتلى في مقابر جماعية مع استمرار هطول أمطار باردة، بينما حاول آخرون إرشاد الجنود الأوكرانيين إلى أماكن عثر فيها على جثث القتلى.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في خطاب ألقاه خلال الليل إن القوات الروسية المنسحبة “تركت كارثة كاملة ومخاطر كثيرة”. وأضاف أن المنطقة بقيت غير آمنة.

واتهم زيلنسكي، الأحد، روسيا بارتكاب “إبادة” في أوكرانيا.

وكان، أناتولي فيدوروك، رئيس بلدية المدينة التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، قال لوكالة فرانس برس إن “كل هؤلاء الأشخاص أعدموا، قتلوا برصاصة في مؤخر الرأس” مشيرا إلى دفن نحو 300 شخص “في مقابر جماعية”.

وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لقناة “سي إن إن”، “لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة”، مضيفًا “هذا هو واقع ما يحصل كلّ يوم إذا استمرت وحشية روسيا ضد أوكرانيا”.

كما حذر بلينكن من أنه “لا يزال لديهم القدرة على نشر الموت والدمار على نطاق واسع، بما في ذلك في أماكن مثل كييف، بضربات جوية وصواريخ”.

وندد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي بـ”المجازر بحق مدنيين عزل” في أوكرانيا، وقال إن السلطات الروسية “يجب أن تحاسب”.

وصرّح دراغي بأن “صور الجرائم التي ارتكبت في بوتشا، والمناطق الأخرى التي حررها الجيش الأوكراني تجعلنا عاجزين عن الكلام”.

وأضاف أن “وحشية المجازر بحق مدنيين عزل مرعبة ولا تطاق. على السلطات الروسية أن توقف فورا الأعمال العدائية وتوقف العنف ضد المدنيين ويجب أن تحاسب”.

واستنكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الصور “التي لا تُحتمل” من مدينة بوتشا، مشددًا على ضرورة “أن تُحاسب السلطات الروسية على جرائم” قتل المدنيين.

وكتب ماكرون على تويتر “في الشوارع، قُتل مئات المدنيين بجُبن”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ندد في وقت سابق “بأشدّ العبارات” بما ارتكبه الجيش الروسي بحقّ المدنيين في عدة مدن أوكرانية بما فيها بوتشا، معتبرًا أنها “تُشكّل جرائم حرب إذا تأكدت”.

وقال لودريان في بيان أُرسل لوكالة فرانس برس “علمت بتقارير عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوات الروسية في البلدات الأوكرانية التي احتلتها في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في بوتشا”.

من جهة أخرى أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الأحد أنه “ليس متفائلًا جدًا” بشأن ما تقوله روسيا عن سحب قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال لقناة “سي إن إن”، “ما نراه ليس تراجعًا، بل نرى أن روسيا تعيد تمركز قواتها”، مضيفًا “ينبغي ألا نكون مفرطين في التفاؤل لأن الهجمات ستتواصل ونحن قلقون أيضًا بشأن احتمال تزايد الهجمات”.

وأضاف: “من غير المقبول إطلاقا أن يتم استهداف وقتل المدنيين، وهذا يؤكد أهمية إنهاء هذه الحرب”.

نفي روسي

في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إن قواتها لم تقتل مدنيين في بوتشا، التي استعادتها القوات الأوكرانية من الجنود الروس.

وأضافت الوزارة في بيان “في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف”.

وأكدت أن الجيش الروسي وزّع 452 طنا من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة.

وتابعت الوزارة أن جميع السكان “أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية” من المنطقة “نحو الشمال”، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض “لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة”، وفق ما نقلت “فرانس برس”.

واعتبرت أن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت “فبركة جديدة (قام بها) نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية”.

وشددت وزارة الدفاع الروسية على أن وحداتها العسكرية كافة انسحبت من بوتشا في 30 مارس، غداة إعلان موسكو أنها ستقلص بشكل كبير عملياتها العسكرية في شمال أوكرانيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here