معجزة المعجزات المدهشة
للشاعر الهنغاري فارناي جني
ترجمة مهدي قاسم
مع قدوم الربيع أفكر دائما
كم سعيدة هي الأعشاب لولادتها الجديدة
وتلك الخنافس تترنم مموسقة دوما من جديد
و نفس الشيء مع الطيور المغردة
كأنما كرنفال الربيع يعيد إحيائها من جديد .
الشتاء لهم ليس شيئا آخر سوى حلما
كل الربيع ما هو غير تجدد مدهش
و الفصائل تحيا باقية مزدهرة أبدا
بينما الأرض تحرس بذور الحياة حبة غافية
لتوقظها أشعة شمس دافئة
حتى يعيش كل شي من جديد دفعة واحدة :
عشبة ، شجرة ، زهرة ، يرقة ،
ورقة غصن مخضرة و نضرة .
إذا إضحيتُ أكثر حكمة مما أنا عليه الآن
فسوف ارتشف الضوء طالما يغمرني نورا
و أدير وجهي نحو الشمس كأنما ظمئا شديدا
حتى أنسى كل همي و كفاحي مستريحا
لأعيش وقتا ممتعا لحد ما أستطيع دهرا طويلا
إذ إن حياتي القصيرة ليست أطول من دقيقة عابرة
هذا الذي كان قد مضى وانقضى
كان يا ماكان ، بعثرته الريح بعيدا وكبى ،
وغدي ؟ …………………………….
، ينبغي انتظار وصوله حتما
من يعلم إلى متى و كم سنينا
أثناء ذلك ستستمر شمعة نجمتي مضيئة
ولكن الآن .. لكن الآن ،
هذا الشعاع المضيء يغمرني القا
و غمامة عطر فواّحة تحتاجني قطرات من ندى .
آه كم كنتُ أتمنى لو عندي
كلمة أو مدوّنة صوتية
لتجعلني أُحسّس بما أشعر به من عطر
من ضوء ، موجات موسيقى مجنحّة
من إلهام ربيع ساحر
يأتي تجديدا دائما ، و لكن نفس الشيء دوما .
إنها معجزة المعجزات المدهشة حقا
وجود الربيع الجميل مقبلا بحلة خضراء و زاهية .