بعد أن أثار جدلا في فلسطين.. بطلة فيلم «صالون هدى» ترد على المنتقدين

رمضان وهدان

Image preview

أثار فيلم «صالون هدى» للمخرج الفلسطيني هاني أبو الأسد، الذي عرض في 7 مارس في مهرجان بيروت السينمائي الدولي للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، جدلاً واسع النطاق داخل المجتمع الفلسطيني لاحتوائه على مشاهد غير لائقة وعري، ذهب البعض إلى حد وصفه بأنه إباحي.

كما أثار الفيلم حفيظة أفراد الجمهور الفلسطيني المحافظ، الذين ينددون بمثل هذه المشاهد الجريئة في السينما الفلسطينية.

يُظهر «صالون هدى»، الذي يضم عددًا من الفنانين الفلسطينيين، بعض الأساليب الخبيثة التي تستخدمها المخابرات الإسرائيلية لإسقاط النساء الفلسطينيات. يدور الفيلم حول امرأة تدعى هدى تعمل في صالون تجميل وتشارك في أجهزة الأمن الإسرائيلية. هدى تصور عميلة في مواقف مساومة ثم تستخدم الصور لابتزازها في التجسس.

ونفت وزارة الثقافة الفلسطينية في تصريح للصحافة المحلية في 11 مارس/آذار أي علاقة لها بالفيلم، موضحة أن السينما الفلسطينية ملتزمة بالنضال الفلسطيني. ونددت بالطريقة التي تم بها إنتاج الفيلم وقالت إنه يسيء إلى تاريخ السينما الفلسطينية.

انتقد العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي «صالون هدى» بسبب مشاهد الجنس والعري.

كما هاجمت الأوساط الفنية للفصائل الفلسطينية الفيلم. واتهمت إدارة الأعمال الفنية التابعة لحماس الأفراد الذين يقفون وراء الفيلم بتشويه نضال الشعب الفلسطيني عمدا. وقالت الدائرة في بيان إن الفيلم يهدف إلى اكتساب شهرة باسم الفن وتلقي أموال من الدول المانحة على حساب كرامة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

في غضون ذلك، يواجه منتجو الفيلم صعوبة كبيرة في محاولة عرض «صالون هدى» في دور السينما في الضفة الغربية وقطاع غزة.

بعد عرض الفيلم في المهرجان في بيروت، انتشرت المقاطع الجريئة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى مطالب شعبية ورسمية لمنع عرض الفيلم في الأراضي الفلسطينية بدعوى أن المشاهد غير اللائقة لا علاقة لها بثقافة المجتمع الفلسطيني.

«صالون هدى» ليس أول فيلم يرفضه الجمهور الفلسطيني على نطاق واسع. في نهاية العام الماضي، اجتاحت حالة من الغضب والاستياء على نطاق واسع المجتمع الفلسطيني احتجاجًا على عرض فيلم «أميرة»، الذي يشكك في نسب الأطفال المولودين من الحيوانات المنوية المهربة من قبل الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، في النهاية، لم يتم عرض الفيلم في دور العرض الفلسطينية.

وقالت الممثلة الفلسطينية منال عوض، التي تلعب دور هدى، لـ”المونيتور” إنها فخورة وغير نادمة على دورها الجريء في الفيلم. وقالت إن دورها يمثل أحداثًا حقيقية تواجهها أقلية من النساء اللائي يجبرن أحيانًا على العمل مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن فكرة الفيلم لم تكن سيئة كما يعتقد الكثيرون، لأنها تسلط الضوء على قضية خطيرة تواجه المجتمع الفلسطيني، وهي محاولات أجهزة الأمن الإسرائيلية المستمرة لتجنيد النساء الفلسطينيات من خلال عدة وسائل، وعلى الأخص عبر تصفيف الشعر. صالونات. وقالت إن مخرج الفيلم يحاول زيادة الوعي بهذه القضية.

وأشارت عوض إلى أن الفيلم مبني على أحداث واقعية.

ومضت تقول إن موجة الإدانة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية تظهر أن الفلسطينيين ليسوا معتادين على مشاهدة الفنانين الفلسطينيين يلعبون أدوارًا جريئة مثل تلك التي لعبتها في «صالون هدى».

وأضافت أن الفيلم يهدف إلى تسليط الضوء على الواقع على الأرض وزيادة الوعي بين الجمهور بالابتزاز.

ونددت عوض بالانتقادات والإهانات التي تعرضت لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت إلى أن الفيلم، على الرغم من بعض المشاهد الجريئة، يهدف في المقام الأول إلى إيصال رسالة إلى المجتمع قبل السعي لتحقيق ربح في شباك التذاكر.

شجب الكاتب والناقد الفلسطيني شفيق التلولي المشاهد التي لا تتماشى مع العادات والتقاليد الفلسطينية المحافظة، والتي تعتبر مسيئة خاصة للمرأة الفلسطينية، وخاصة أولئك الذين يعملون في صالونات تصفيف الشعر.

وفي حديثه إلى المونيتور، قال إنه بينما يجب معالجة القضايا الاجتماعية الجادة بطرق فنية متميزة من أجل زيادة الوعي بين المشاهدين، تظل الحقيقة أن الطريقة التي استخدمها أبو الأسد في هذا الفيلم كانت خاطئة وغير أخلاقية ويجب رفضها تمامًا بسبب مشاهدها المحظورة.

ودعا التلولي وزارة الثقافة الفلسطينية إلى إجبار المخرجين والمنتجين الفلسطينيين على تقديم تفسيرات شاملة لأعمالهم الفنية قبل الشروع فيها، حتى لا تسيء أعمالهم إلى الشعب الفلسطيني عندما تتعارض مع القيم والأخلاق والثقافة الفلسطينية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here