لماذا يخدعوننا

لماذا يخدعوننا :
قلم ( كامل سلمان )
لماذا يخدعوننا ؟ لإننا أناس نتقبل الخداع ، لإننا لم نرتقي بعد لعدم الخداع ، لإن طيبتنا سذاجة لإن براءتنا تغافل ، لإن الجهل ينخر في عظامنا منذ الاف السنين ، ومنذ ذلك الحين ومازلنا نتوسل برب العالمين ولسنا بحاجة الى التوسل برب العالمين لإن الموجود عندنا يكفينا لو تجرأنا قليلا على أنفسنا وقمنا بتغيير ديكور أنفسنا لأصبحنا رحمة لأنفسنا ورحمة للعالمين ولسحقنا كل من سولت له نفسه خداعنا مجددا ، ولكن للأسف لسنا نحن من يفعل ذلك .
لم ارى او اسمع عن اناس يتم خداعهم بنفس الطريقة وبنفس الحيلة ومن نفس الجهة الا مجتمعنا واحبابنا وكأنهم أدمنوا الخداع ، وإذا تعذر وجود من يخدعهم سيعثرون على من يخدعهم بسبب الإدمان على الخداع . وهذا ليس شيء غريب لإن هذا هو معدننا ولكن الغرابة تكمن في اننا لا نبالي او نهتم او نتفاعل مع من يرشدنا ويهدينا ويتصرف معنا بصدق ، فننقلب عليه ونجعل ايامه سودا ونجعله يشك حتى في نفسه وبمصداقيته . ثم نعود ونتوسل برب العالمين بل ونعتب عليه ، ونقول لماذا سلطت علينا الحاكم الظالم الفاسد المخادع و صببت علينا انواع العذابات والهموم ونندب حظنا !
لا تستغربوا فهذه هي الحقيقة التي قتلت احرارنا وسلبت عقول مثقفينا وجعلت شرفاءنا ينتشرون في بلدان الغربة وشبابنا تائهون والحزن والهم يلاحقهم لإنهم أبناء هذه التربة .
ومن بيننا من يفرح بالخيانة ويتلذذ بإنكشاف عورته ويستأسد على ابناء جلدته ويذل نفسه لعدوه ويحسبها كرامة ، يفهمها بهذا الشكل لإنه ليس فيه غير الاعوجاج فهو مصنوع من معدن الرذيلة .
ومنا من يجلس ملتصقا بالنار ثم يصرخ سأحترق ، وليس هناك من أحد من يقول له ابتعد قليلا عن النار وأوقف صريخك ياهذا فقد صدعت رؤوسنا .
انا لا أعيب على مجتمعنا بوجود انواع الحثالة فنحن جزء من المجتمعات البشرية التي تملك ما نملك وعندها ماعندنا ، ولكن نحن نمتاز عن الجميع بإن الحثالة هم من يتصدر المشهد وهم في الصف الاول ، بينما يقف في المؤخرة من هو مفترضا ان يكون في الصف الاول ، هذه ليست دعابة بل مصيبة نعيشها مع سبق الإصرار تتكرر باستمرار وتنتقل من جيل الى جيل استنساخا .
ان العذابات لا تتولد من فراغ ، فعندنا من النماذج الفاسدة لهي قادرة على ان تخلق عذابات للناس أشد من عذابات نار جهنم ، ولا تتعجب ان قلت لك ان هذه النماذج تظن بنفسها الخير والصواب ولا تشك بتربيتها وإنسانيتها .
لقد عيل صبرنا يا أهلنا ، فقد طفح الكيل ، فلم تعد ديارنا تصلح للعيش ، المرارة ممزوجة في كل شيء في الطعام والشراب والعمل والصحة والتعليم والخدمات وحتى في الانفاس ، فهل هذا ما سيورثه الابناء ، فبماذا ستواجهونهم ؟ بالخذلان ام بالنعي والحسرات .
اتدرون قليلا من الوعي تقلب الدنيا رأسا على عقب وتعيد مجتمعنا الى الصدارة ويبعث شبابنا ينفضون تراب الموت من الاجداث التي عاشوها بسبب قبول وتقبل الخداع ، وبدون الوعي سيبقى سرطان التخلف وسرطان الخضوع وسرطان الحسرة تنهش أحشاءنا بلا تأسف حتى نكون حرضا او نكون من الهالكين .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here