عالم الادب والإعلام المعاصر

عالم الادب والإعلام المعاصر

نيرة النعيمي

أين دارت الاحداث ؟ .. وفيه نقف عند مكان وقوع الحدث و ما له من اهمية للنص و الكاتب و المتلقي و الناقد

ماذا هو الاهم من هذا النص وماذا نستفيد منه جماليا و مضامين رسائلية ؟ .. وهو الجزء الاهم بكل الاستفسارات وفيه نتناول ماذا حدث اي الموضوعة الرئيسية
للمنتج الفكري و بمعنى ادق التركيز حول العنصر الاهم في كل الاحداث
كيف وقعت الاحداث وحول ماذا تتمحور ومن هو الفاعل و الدوافع لذلك ؟ .. وهو اعطاء التفاصيل المهمه للاستفسارات الاكثر اهمية للحدث مبينين الكيفيه لوقوع الاحداث و ترابطها و تسلسلها ضمن الزمن او المكان او اي ترتيب منطقي يراه الناقد
لماذا اختار الناقد هذا النص بالذات و لماذا هذا الكاتب ولماذا جرت الاحداث بهذه الطريقة وهذا الشكل ؟ .. و هنا يتطلب من الناقد ذكر الاسباب و المسببات و شرح ملابساتها و اهميتها بتصاعد الاحداث و حل العقد و تبيان أوليات و خلفيات الاحداث ان وجدت وما يترتب عليها سلبا او ايجابا
وليس بالضرورة ان يتوفر في المقال النقدي كل ما ذكرناه و انما يعتمد على اسلوب الناقد و اهميه العنصر و الفترة التي يصدر بها المقال و الوسيلة التي تنشره و ثقافة الناقد و توجهاته
كما ليس بالضرورة أن تكون لكل المقالات النقدية خواتم او خلفيات فهناك نتاجات ادبيه ليست لها أوليات سابقة او معروفه وان ذكرت هذه الأوليات و خاصة اذا كانت معروفة لدى القراء فإنها تصبح ليست ضرورية و لا تخدم المقال اطلاقا
خاتمه المقال
هي لا تقل اهمية عن المقدمة لا نها هي التى تبقى في ذهن القارئ و هي المختصر الدقيق و المهم لما يريد ان يركز عليه صاحب المقال النقدي حول المنتج الفكري ويمكن تجزئتها الى نقاط او فقرات او حتى توصيات من قبل الناقد للقارئ و الكاتب معا ويجب ان تكون لا تخلو من التشويق و الأهمية كي لا تفقد الهدف من وجودها الا وهو عرض الاهم من الافكار و الاكثر ايجابية او
سلبية في النص و الا بدل ان تكون عنصرا يضيف للمقال اهمية تصبح عنصرا زائدا عنه
والخاتمة فيها يتم تقييم العمل والوقوف على مستواه الإبداعى وفيها تأتى دعوة الكاتب للقراء أو المشاهدين أو المستمعين إلى قراءة او مشاهدة هذا العمل أو عدم مشاهدته وعلى هذا فإن النقد هو تقييم لعمل ما يتم عرضه سواء كانت ذلك اشادة بالعمل ككل أوبأحد عناصره أو نقد بعض عناصره والأخطاء التى شابت العمل ذاته . و احيانا تكون

الخاتمة اكثر نفعا اذا اضافت عنصرا جديد للعمل لمقومات العمل و وقفت على خلفيات

العمل الغير معروفة للجميع من خلال المتابعة المستمرة له او بتنبؤات بالامكان حصولها عن العمل او ما شابه ذلك ليكون متمم للعمل لتكون اضافة نوعيه له ويمكن ان تخدم كل الاطراف المشاريكن و المتابعبن له
عناصر المقال النقدي
للمقال النقدي عناصر ان توفرت فيه زادته اهمية واضفت عليه نوعيه خاصة نذكر منها :
: العناصر التالية
التشويق و الاثارة للمقال و المستمد من النص المنقود
قرب الاحداث الزمكانية للمنتج الفكري من القارئ والتي يعتمدها و يستعرضها المقال النقدي كأن تكون الاحداث مواتيه لما يحصل لبيئة القارئ او الناقد او شهرة الكاتب و انتشار نصه محليا و اقليما وعالما لما لما لها من اصداء تخدم الجميع
امكانية التأثير و التأثر بالنص و المقال معا بالنسبة للقارئ و الناقد على حد السواء
الأهمية – و نعني بها اهمية الافكار التى عالجها كاتب النص في منتجه والافكار التي يعالج بها الناقد نص مقاله و اهميتهما بالنسبة للقارئ و التجربة التي سيضفيها الناقد و الاثر الادبي او الفني للقارئ لاحقا
الاكتشاف – وهي اكتشاف السلبيات الاجتماعيه او الشخصية التي قد تناولها الكاتب في منتجه و التي من المفترض الوقوف عندها و توضيحها للقارئ بالتفصيل من قبل الناقد خدمة له او سلبيات المنتج الفكري نفسه خدمة لكاتبه
و هناك عناصر اخرى ترفع من شأن المقال النقدي نذكر منها :
نسبية الحدث و الاحداث المتناوله : وهي تتعلق بالازمنة الذي يغطيه النص و الذي يحمل مدلولات خاصه على المتلقي ناهيك عن نسبيته و تناسبه مع الناقد و الوسيلة و المتلقي و تعد عنصر نجاح للمقال
الضخامة: و نعني بها ضخامة النص المنقود اي كلما كان النص وكاتبه يتميزان بالنجاح و الشهرة و يرتكزالمنتج على عناصر عمل علمية وفنية واضحه او ذات اسلوب ابداعي مميز او ذات احداث دارماتيكيا او كوميديا فنية هادفة كلما زادت قوة تأثيره وتحقيقه لما يسمى باندفاع القارئ و الناقد و الوسيلة نحوه وخاصة لو كان النص او العمل مستمر تأأثيره لقرون و يستمد المقال نفسه من هذه الضخامه المتميزة
الوضوح: كلما كان المقال و احداثه واضحة ومحدده وذات اسلوب مميز و لغة غير معقدة كلما سهل على المتلقي فهمها و ادراكها
الالفه: وهذه الخاصية تتعلق بالثقافة الجماعية وبالقرب الثقافي على مبدأ التلاقي الثقافي او تلاقي الحضارات وخاصة بعد ان عمقها اليوم عالم النت والتي تعكس التناغم مع

الجمهور المتلقي

للمقال فالأشياء القريبة منه تعني له أكثراهمية من سواها
التماثل: هذا يعني درجة التقاء الأحداث مع توقعات القارئ وتنبؤاته
شد الانتباه و ذلك من خلال الشرح و التحليل العميق ولا بد ان تكون احدث المقال تحتوي على عنصر التشويق لشد الانتباه في الطرح و ذات عمق فكري ادبي فني متميز
الاستمرارية: نعني بها اهتمام القراء بالعمل حاليا ومستقبلا لأهميته وهذه الخاصية تفرض على كاتب المقال ان يكون المقال جديداً مواكبا للحركة الادبية لتكون رافد لها وان تستمر الطروحات المماثلة الى ان تتضاءل ضخامة الحدث
بالإضافة الى ما ذكرناه يعد عنصر
التثقيف والذي يعتبر من العناصر المهمة في تقيم المقال و الذي من خلاله نقف على ثقافة الناقد و المامه بفن المقال وبنائه ناهيك عن ما يحصل عليه القارئ من معلومات تزيد في ثقافته وتعمق
فهمه للأثر المنقود
اساليب كتابة المقال النقدي
بالنظر لتألق المقالات النقدية في الوقت الحالي و مواكبتها للأعمال الادبية و الفنية وتعدد وجهات النظر إلى مفهوم المقال النقدي في ضوء المعطيات العصرية الجديدة وما أفرزته صناعة المقال التي مرت و تمر بمرحل من التطور التصاعدي لهذا الفن وقد خلص المهتمون بهذا المجال إلى طرح اساليب للمقال ذات ملامح وخصائص مميزه وتجسد نظرة حرفية متطورة لفن المقال وطرائق إعداده ليكون صالح لا غلب الوسائل. ونرى ان لكل اسلوب من هذه الاساليب يكشف عن الطريقة المؤثرة في صناعة المقال و تأثيره ووقعه الخاص في عالم الادب و النقد الفني نذكر منها
الأسلوب الوصفي
يذهب أنصار هذا الأسلوب إلى أن المقال يجب ان يهتم بوصف العمل بموضوعية قدر الامكان مثلما تعكس المرأة صورة من يقف أمامها.
ومعنى هذا إن كاتب المقال لا يحاول التدخل كناقد وانما يحاول تقريب العمل بالعرض و التوضيح الموضوعي وهو نوع يشبه انواع الاعلان او الدعاية للمنتج وهو لا يختلف كثيرا عن التغطيات الإخبارية المسهبة للأحداث والتي تتناول الاحداث بالوصف لا بالتفسير ولا بالمشاركة و يبقى كاتب المقال كالمتفرج المبهور بالنص او الرافض له في احيان اخرى

الاسلوب الحرفي اوالقالب الصناعي
أصحاب هذا الاسلوب ينظرون اليه كصناعة او قالب صالح لزج افكار كاتب النص او العمل الفني معتمدين التوليف و الجمل و العبارات الجاهزة و اصحاب هذا الاسلوب من المتمرسين في صناعة الافكار و لهم باع طويل فيها و معرفة تامه بما يريده القارئ و عارفين جيدا توجهات الوسيلة التي تعرض بضاعتهم الفكرية فيها .
الأسلوب المؤسساتي
يقوم هذا الاسلوب على خطى المؤسسة وتقاليدها وتعليماتها وطرائق تعاملها مع الأحداث الادبية و الفنية ويرى أنصار هذا الاسلوب ان اي منتج فكري كأي سلعة خاضعة للطلب و العرض وله مردودات مادية على المؤسسة فهي تعده حدث كأي حدث من الاحداث اليومية لذا يخضع للإنتاج و اعتبارات الكلفة و الربح لذا نراه يخضع لا سلوب المؤسسة من خلال الدليل الأسلوبي الذي تعتمده كل مؤسسه ادبية او اعلامية او اتصالية او فنية واسعة الانتشار ويتضمن هذا الدليل الذي يسمى أحيانا كتاب اليد على تعليمات لغوية وأسلوبية وطرائق معتمدة في التعامل مع الأحداث الادبية و الفنية على اختلاف أنواعها ويستمد هذا المقال تقاليد الوسيلة الاعلامية او الادبية في إعداده لانها تعده منتج من منتجاتها ومسؤولة عن توزيعه في سوق الافكار .
وفي احيان كثيرة يعد استخدام الدليل الاسلوبي على حرص المؤسسة الاعلامية على التمييز وإتقان الصنعة ففيه تراعي المؤسسة قواعد الكتابة والمعايير الأسلوبية وهذا المسعى في حد ذاته مؤشر على ان كتابة المقال أصبحت صناعة متقنة ودقيقة ولها خصائصها المميزة.
الاسلوب الانتقائي المؤثر
يعتمد هذا الاسلوب على انتقاء الاسلوب المؤثر الذي يرافق الاثار الادبية التى تؤثر في سلوك الناس لذا يكون الهدف من المقال هو تشكيل الرأي العام وفق مصلحة المؤسسه او الناشر وفي هذا تكون مهمة الناقد مساعدة جهة ما في تنفيذ سياساتها ولذلك يصح القول بان المقال في هذه الحالة هو نتاج البيئة والتقاليد والأيديولوجيات و السياسيات السائدة.
وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان فن كتابة المقال على درجة عالية من الدقة والمسؤولية وتقتضي مهارات وخبرات كبيرة قادرة على استيعاب أبعاد العملية التربوية و تشكيل الرأي العام

تحرير المقال النقدي
تحرير المقال يعد عنصراً أساسيا في صناعته ما دامت وسائل الإعلام المختلفة تتعامل مع السيل المتدفق من المقالات حسب فلسفتها وطبيعة جمهورها ومواعيد صدورها.
فالمقال النقدي الذي يصل القارئ يشبه أي بضاعة أخرى وصلت إلى السوق أو أيدي الزبائن بعد أن مرت بمراحل تصنيع مختلفة فبعد أن يصل المقال الى مكاتب التحرير وأقسامها الادبية يخضع إلى عملية مراجعة دقيقة وتتجاذبه أقلام مختلفة بالتشذيب والصقل وإعادة الصياغة.
إن التنافس بين وسائل الإعلام لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها قد جعلها تتسابق في ابتداع الأساليب الحديثة التي تجذب اهتمام الجمهور بمادتها الشفافة.. وكانت عملية التحرير هي الميدان الرئيسي الذي يجري فيه التنافس وهكذا فقد أخذت اغلب الوسائل تتبنى أسلوبا أو صياغه مميزه لا نتاجاتها الفكرية وقد أدى هذا إلى وجود قوالب فنية جديدة ولغة ادبية لها خصائصها المميزة التي تقتضي من محرر المقال مهارة لغوية عالية لالتقاط الألفاظ والعبارات المناسبة للغة المقصودة.
ولما كان العمل الادبي ككل فن يعتمد على الذوق السليم المبدع والموهبة الفطرية مقرونا بالثقافة الواسعة يشكل تزاوجها مع بعضها القدرة المتمكنة ضمن الإطار العام مع الالتزام بالقواعد والأسس الآلية.
ـ لذا يتحتم على محررالمقال أن يستوعب الموضوع استيعابا كاملا بكل دقائقه قبل الشروع بالكتابة.
أن يعطي الموضوع حجمه الطبيعي دون تهويل أو إنقاص وتجنب السرد الدرامي المفتعل واللجوء الى الطرح الموضوعي الهادئ.
أن يتم إعطاء المفردات اللغوية اللازمة والمناسبة للتعبير عن الموضوع بوضوح كامل وبأقل عدد من الكلمات التي تستطيع أن تترجم الأحاسيس والحقائق المراد التعبير عنها
العمل الادبي يسمح بالتحرك المرن الواسع في نطاق غير محدود وهذه الميزة توفر حرية العمل للناقد في ابتغاء مايصبو اليه دون تقييد سوى الالتزام بالمبادئ والأسس العامة السالفة الذكر.
ولابد من الإشارة إلى أن تحرير المقال في المؤسسات الكبرى والمتقدمة يتم على أيدي ثلاثة أنواع من المحررين.
أـ المحرر معيد الكتابة.. وتتلخص مهمته في إعادة المقالات وفق الهياكل الضرورية وتخليصها من الأخطاء اللغوية وإعدادها لتكون جاهزة أمام المحرر.
-ب ـ المحرر.. المحرر هو الذي يضع المقالات بصيغتها شبه النهائية لتكون جاهزة للبث او للنشر و هذا المحرر معروف بكفاءاته الادبية ومقدرته على بناء المقال بناءا محكما.

ج-المحرر الذواق.. ان هذا النوع النادر من المحررين متميز فعلا ومهمته تنحصر في مراجعة المقالات ليحذف منها أو يستبدل الكلمات والتعابير غير اللائقة أو التي تمس المشاعر العامة والذوق العام. ويكون له المام بعلم سيكولوجية الاتصال

بما ان حرفه كتابة المقال النقدي و تحريرة صنعة متقنة و مادتها اللغة لذلك كانت العناية بالمفردة الدقيقة المنتقاة وبالعبارة المجسدة للمعنى وبالبلاغة الواضحة التي تجعل الجملة تؤدي مهمتها في إيصال المعلومة إلى القارئ بوضوح دعت كتابها الى ضرورة التنوع والتجدد الامر الذي دفعت كتاب المقال والمحررين إلى التفتيش عن أفضل الوسائل والأساليب في صياغته و بشكل يواكب التحول في الذوق العام للقراء ومن هذا المنطلق تعرضت الأساليب القديمة إلى هزة قوية نفضت عنها الغبار ووضعتها وجها لوجه أمام مسيرة التطور والتجدد والتنوع فظهرت أنماط وأساليب وقواعد جديدة منها ما هو مبتدع جديد ومنها ما هو شكل متطور عن شكل قديم.
فالقوالب الجديدة لم تنسف القوالب القديمة مرة واحدة بل أضافت لها طرائق مستحدثة تناسب اهتمام القارئ المعاصر كذلك ابقى هذا التجديد على القوالب التي ما زالت هناك حاجة لاستخدامها مثل قالب الهرم المقلوب وقالب التتابع الزمني إلا أن مجالات استخدام هذه القوالب أصبحت أكثر تحديداً.و اكثر صنعة.
ومن اجل رسم صورة واضحة عن تطور كتابة المقال وتنوع أساليب عرضها سنلقي الضوء على بعض قوالب المقال ووصف ملامحه وخصائصه. منها :
قالب الهرم المقلوب
إن هيكل الهرم المقلوب الذي يمثل قاعدة الأهمية المتناقصة هو الأكثر أهمية آو الأكثر توظيفا في كتابة المقال وهو هيكل حيوي للغاية لذا فان بناء المقال وفق الأهمية المتناقصة وضمن هيكل الهرم المقلوب يوفر للمتلقي عناء ارهاق ذهنه للوصول الى الامور الجوهرية في متابعة الاثر المنقود ويسهل هذا القالب المهمة على القارئ في مقدمة نوعية مركزة وتترك له حرية المتابعة او إهمال المقال .
وبلا شك فان بناء المقال النقدي وفق الاهمية المتناقصة يتطلب جدارة عالية في تحريره ويتوجب على المحرر السيطرة على سيل معلوماته ودقة ترتيبها ولديه القدرة على اختصار ما هو اقل اهمية وبث روح التشويق في مقاله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here