الأحزاب المؤدينة لا وطنية!!

الأحزاب التي ترتدي وشاح الدين غير وطنية , خصوصا التي تضع تاج الإسلام على رأسها , لأنها تريد الوصول إلى “دولة الخلافة”!!

فمسيرتها بدأت بعد سقوط الدولة العثمانية , ورواج مفاهيم أن المسلمين سيتمزقون ويتفرقون لغياب “الخليفة” الذي يجتمعون تحت لواء قيادته.

فالمسلمون منذ وفاة نبيهم وحتى سقوط الدولة العثمانية , كانوا تحت حكم الخليفة , الذي يحسبونه مفوضا من رب العالمين , وطاعته واجبة , ومن يعصيه يعصي الله ورسوله ويكون عدوا للإسلام , مما يستوجب العقاب الصاارم , ولهذا ترسخ مفهوم “السمع والطاعة” في ربوع الأجيال وعلى مدى العصور.

ولا تختلف الأحزاب المؤدينة في سلوكها وإن تنوعت تسمياتها , فأولها قد تاسس سنة (1928) وبمباركة القوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى , وإنطلق في مصر لتأسيس دولة الخلافة , التي أريد لها مخادعة أن تكون في مصر أو في الحجاز , وما وجدت في كليهما.

ومنذ ذلك الحين ولعبة “الخلافة” ودولتها المتخيلة تجري في واقع العرب والمسلمين , ولا يجرؤ أحدٌ على المواجهة والمحاججة والتوجيه , لأن العقل ممنوع من الصرف.

وعندما تبحث في أدبيات الأحزاب المؤدينة , لن تجد ما يشير إلى الوطن والوطنية , فعقائدها وتوجهاتها أممية بحتة , ووهمية صرفة , لا تتوافق مع مكانها وزمانها , وتحسب “ما كان” المتخيل يجب أن يكون كما كان.

ولهذا فأن مطالبتها بإنجازات وطنية في الدول التي تسلطت فيها أشبه بمطاردة سراب , فالوطن لا يعنيها , والمواطن أما معها أوعدوها.

وما يُحسب على أنه فساد , في مفهومها غنيمة مباركة بفتاوى , والفتاوى ليست مجانية كما تعلمون.

والوطن في عرفها وسيلة لتحقيق ما تصبو إليه من تطلعات وهمية , وتوجهات خرافية , مستندة على تأويلات وتفسيرات وروايات بهتانية وتضليلية مخادعة , تخاطب العواطف والإنفعالات وتعطل العقول وتدفنها في مستنقعات إتبع وإخنع.

وما دامت الأحزاب المؤدينة فاعلة في الوعي الجمعي , ومؤزرة ماديا وإعلاميا وعسكريا من القوى الطامعة بأمة العرب والمسلمين , فلن تتقدم الأمة وتستعيد دورها الإنسااني العزيز!!

فهل من قدرة على بناء دول ذات سيادة وإرادة وطنية؟

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here