هل حكومة علي ع فاشلة .. ؟

                 محمد علي مزهر شعبان

قد يرتاب الكثير من هذا العنوان، ولكن قبل الولوج في مفهوم الفشل والنجاح، لنسبر غور المفهومين . الحكام اللذين مضوا على مقعد الحكم، وإنحنت لهم قامات الامعات بل الاغلب الاعم من الشعوب، كانوا يحملون في يمينهم الهراوة وفي يسارهم رزم الاوراق النقديه . فالاولى خنجر الذباح والثانية ما يجيش في الخوالج من طمع . بهذا المفهوم والسلوك سارت عجلة الطغاة وتوطنت أنفس الناس تنشد الحياة والسلامة . هذا النجاح الذي تغذيه الدماء والاموال وفق مفهوم السياسة بين الحاكم والمحكوم .

علي ع نأى بعيدا عن قافلة هكذا نوع من السياسة في الحكم، فاثار غيظ الارستقراطية، وتساوق الرعيةالرعية في العطاء والمعاملة، وضرب خياشيم الطغاة، فالكل على حد سواء وقوله ع (اَلذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَ اَلْحَقَّ لَهُ وَ اَلْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ اَلْحَقَّ مِنْهُ )

هكذا نوع من الرجال كيف ينجح في مجتمع بدوي جلف، غايته الاحتواء والسيادة ديدنه ؟ هكذا نوع من الرجال يدرك ان السياسة مرضاة الله والعدل بين خلقه في صفاء سجية ونقاء نية حيث يقول : معاوية ليس ادهى من ولكنه يغدر ويفجر . بين تلكما السلوكين يتحدد مفهوم وجودنا كبشر.. . نجاح الغدر وفشل العدل . نفرات من سلكوا طريق الارتقاء بالانسان، استشهدوا في معبد الرب، وهم في الركعة الاخيره، دون ان يسقطوا في ملذاتها ومغانمها . اذن الفشل هو معيار النجاح حينما تريد ان تكون في ظل راع اراد ان يرتقي برعيته . فانجاح اكذوبة في معيار قطع الرؤوس وذل النفوس وخزائن الفلوس . وان قدر للفشل ان يعد مسك صولجان الحكم للابد، فالايام الغابرات تخبرنا : اين الثرى واين الثريا .. واين معاوية واين عليا ؟ منذ حركة التاريخ الاولى ليومنا هذا مصير الطغاة اما مزابل التاريخ او حفر الجرذان . اذن زهد علي ع في السلطة هو اللافتة عبر الازمان ان يحيا صوت العدالة الانسانية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here