اللامبالة بمصير الكوكب ومسببات الكوارث المناخية

اللامبالة بمصير الكوكب ومسببات الكوارث المناخية
أ.د عبودي جواد حسن

أن ازدياد درجة الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري تعرض و ستعرض عالمنا هذا الى موجات حر وحرائق غابات وعواصف مرعبة وغير مسبوقة وحالات نقص في توفر المياه وزلازل في قعار البحار والمحيطات وغيرها من الكوارث. ولتفادي هذا المصير المدمريتوجب على العالم ابقاء ارتفاع درجة حرارة الكوكب هذاعند درجة 1.5 اعتبار من هذا القرن هذا.

حيث كشف تقرير صدر مؤخرا عن الامم المتحدة كتبه متخصصون بشؤون المناخ انه لابد من توفر اجراءات سريعة وفورية وعميقة لخفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون.وهذا الامر يتطلب ان تصل نسبة الخفض في عموم الكرة الارضية الى ادنى المستويات لها للتصدي لاسوء التاثيرات السلبية. وحتى حيئذ سيحتاج العالم ابضا الى تقانة بامكانها امتصاص ثاني اوكسيد الكاربون من الجو في اواسط القرن الحالي. اذن نحن بحاجة الى التقليل من مسببات انبعاث الكربون وبحاجة الى تقانة تقلل من وجوده في الجو لخفض الاحترار.
الا ان المتخصصين اشاروا الى عدم جدية حكومات الدول على الالتزام بما تم التوصل اليه لقاءات سابقة بهذا الخصوص. لانه حتى لو تم تنفيذ كل السياسات بشكل كامل من طرف الحكومات بحلول نهاية 2020 ما زال سيعاني العالم من ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3.2 هذا القرن. وهذه الانخفاض في الاحترار غير كاف لتجنب الكزارث. حيث تعاني العديد من دول العالم من كوارث مروعة نتيجة هذا الاحترار. ويعزى السبب في ذلك الى عدم ثبات موقف بعض المسؤولين الحكوميين وكبار رجال الاعمال حيث يقولون شيء واحد ويفعلون شيء اخر. وبكل بساطة انهم يكذبون والنتيجة كارثية برأي المتخصصين.

وقد دعت المنظمة الدولية برئاسة السيد غوتيرس الى التحلي بسلوك ينم عن حب للحياة وسليم من الناحية المالية.
ولكن خفض درجة الحرارة الى 1.5 سيتطلب تغيرات هائلة في انتاج الطاقة والصناعة والنقل وانماط الاستهلاك وطريقة تعاملنا مع الطبيعة.

وللتحقيق الخفض والبقاء ما دون 1.5 وفقا للمختصين يعني ان انبعاثات الكربون من كل شيء نقوم به او نستعمله او نأكله يجب ان يصل الى ادنى مستوياته بحلول 2025 وان يبدأ بالانخفاض بسرعة بعد ذلك الى ان يصل الى صفر في اواسط هذا القرن

علينا ان نصل الى اعلى حد ضروري من انبعاثات الغاز قبل 2025 وبعد ذلك تقليل الانبعاثات بسرعة كبيرة .
وعندذاك علينا التقليل الى انبعاثات سلبية او ازالة ثاني اوكسيد الكربون في النصف الثاني من القرن اي بعيد 2050 كي نحدد الاحترار ب1.5
لكن سيتطلب الامر من الحكومات النظر في توفير وسائل نقل بثاني اوكسيد كاربون اقل عددا وتكلفة . وتعتبر السنوات القليلة القادمة خطيرة ومهمة كما يقول الباحثون لان الانبعاثات لايمكن ان تنخقض بحلول 2030 الى مستو معقول لتحديد الاحترار بعد ذلك في هذا القرن. ولابد ان تنتهي اهمية وقود المتحجرات الذي يشغل ماكنة الحروب ويسبب الخراب المناخي.

كما سيتطلب الامر ايضا تغيير اساليب الغذاء والتغذية مع توفر فرصة كبيرة للحد من كمية الكربون حسب الامم المتحدة
واذا توفرت لدينا السياسات الصحيحة والبنية التحتية والتقانة لتمكين احداث التغييرات في تلك الاساليب والسلوك قد يؤدي كل ذلك الى التقليل من الانبعاثات بنسبة 40 الى 70% في كمية انبعاثات الغاز بحلول 2050 .
و تظهر الادلة ايضا ان هذه التغيرات في الاساليب يمكن ان تساهم في تحسين صحة البشر ورفاههم.
وختاما هذا يعني عمليا ان الحكومات المطلوب منها مزيدا من الجهود في تشجيع الناس بكافة السبل على تغيير انماط حياتهم وسلوكهم استهداءا ببنية تحتية عملية غير ملوثة بكسر الثاء .كما يتحتم علينا توفر تقانة عالية ورخيصة ومعقولة الاثمان لتقليل من كمية اونسبة الكربون في الغلاف الغازي للتصدي للاحتباس الحراري. واخيرا يتطلب منا التفكير بمصير هذا الكوكب المهدد قبل التفكير بالرفاه المفرط او الحروب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here