وادي الارواح / رواية / الفصل الثامن

وادي الارواح /رواية /الفصل الثامن

ذياب فهد الطائي

لم تكن العودة الى نيويورك متعبة ، في كابينة رجال الأعمال لم يكن غيري ولهذا وجدت ماري فرصة لأن تلازمني في المقعد المجاور ،ولم تعد علاقتي بها موضع سر فقد عرفت المجموعة العاملة على الطائرة بإنا وبشكل ما في علاقة خاصة ،حتى إن كابتن الطائرة جاء ليسلم علي فأنا الرجل الذي سافر الى ماليزيا ليحضر حفل عيد ميلاد صديقته ….كان ذلك مثيرا ، ولكن الامر أدخلني في حيرة فأنا لا خبرة لي بنوازع البشر ومشاعرهم وتقلبات هذه المشاعر ،في السماء كنا في حالة من السكون المطلق ،وكنا جميعا كيانا نمطيا متماثلا أما البشر فهم كيانات مستقلة ،على الأقل حينما يختلون بأنفسهم بعيدا عن أعين السلطات وأجهزتها الامنية ، في السماء كان (القدير) الذي خلقنا بدون (شخصية ) غير معني بمراقبتنا ، أما في الكون الارضي فكل شخصية تملك نوازعها الخاصة وطموحاتها كما إنها مقيدة في سلوكها العلني بمدى قدرة أجهزة السلطة على ضبطها

-انت مشغول أبعد من مساحة الطائرة، قالت ماري

-أحيانا تأخذني بعض الأفكار

– هل تسمح بان أكون صريحة ……أشعر بأنك تسلك في بعض الأحيان على نحو متناقض !!

-كيف

-كنت وانا أرقبك تتقدم نحو الطائرة بإنك اكثر من يحمل مشاعر رومانسية في العالم ، في حين وأنا قربك ، كنت اتمنى أن اسمعك تحدثني عن اشواقك أو على الاقل عن اليومين في كولالمبور التي قضيناها بمنتهى السعادة ، على الاقل من جانبي ، ولكني أجدك بعيدا الى مدى لا أستطيع تخيله

كان في صوتها استغرابا وعتابا

-حقا …ما تقوليه صحيح …فأنا مشغول عنك بك

-افهم في الفن وفي الطيران وربما في الحب ايضا ولكني أعجز عن متابعة حديث في الفلسفة

-لا توجد هنا فلسفة ولكن حقيقة …أحاول أن أشرح لك مدى انشغالي بك،

قالت زميلتها وهي تنحني نحونا –هل ترغبان بكأسي بيرة

قالت ماري –شكرا …أنا بحاجة الى فنجان قهوة اكسبريس مضاعف

قلت –شاي رجاء

همست المضيفة في أذن ماري –العشاق بحاجة الى ساعة صحو …،

حين بدأت ماري تغفو أراحت رأسها الى كتفي …ملأت أنفي رائحة عطر خفيف ولكن منعش…بدأ نعاس لذيذ يرواد أجفاني لم أكن أشعر به في ملايين السنين التي مرت وأنا في السماء أو حينما كنت أنقل الفراشات الى وادي الأرواح،اختضت الطائرة بعنف وبدأت تنحدر وهي تهتز ….اعلنت مضيفة عن منخفض جوي إعتيادي وعلينا أن نربط الأحزمة …استيقظت ماري هلعة ثم نهضت لتذهب الى كابينة المضيفات في اخر الطائرة لتطمأن على الوضع ، الركاب بدوخائفين وسمعت النسوة يرددن الصلاة ويستنجدن بيسوع المسيح، ابتسمت رغما عني فقد شعرت كم هو الأنسان ضعيف يلجأ الى الدين ويستنهض إيمانه عند الحاجة ،

عادت ماري بكأس من الماء

-ربما أنت بحاجة الى الماء لتهدئ من روعك فقد عبرنا المنخفض

-لا أحتاجه فلم أشعر بالقلق

لم تعلق وجلست وهي تشبك ذراعيها على صدرها فيما ران على محياها شعور بالقلق ،مثل هذه المشاهد لم أكن اعرفها فزملائي الملائكة لا تكشف وجوههم أو اصواتهم أو حركات ايديهم أي علامات أو دلالات عما يكنّون في أعماقهم ، المشهد هناك ثابت عبر ملايين السنين، أما هنا في الكون الأرضي فهو متغير، وقد يتلوّن البشر هنا وكأنهم يقدمون مسرحية بملابس تنكّر وأقنعة ملونة ، شعرت إن مراقبة الاخرين في الكون الأرضي عمل مسل من جهة ومفيد في معرفة كيفية التعامل معهم إذا ما تم تحليلها بعناية ، وأعتقد إن ما تعانية ماري مبرر وعليّ أن أحزم أمري بشأن علاقتنا.

الهدوء ورتم صوت الطائرة والظلام كلها ساعدت على أن يتسلل خدر لذيذ الى جسدي وأثقلت عيني بنعاس لا يقاوم …. كانت ماري تجرب فستان الفرح،كان طويلا يكشف عن خصر يتمتع بانحناءات بارزة فيما تضغط حمالة النهدين فتدفعهما الى أعلى الصدر ،كانت مرتبكة ولكنها سعيدة ، أبوها كان في الصالة يرتب امور حفل الزفاف وأصر أن يحضر القس (فيلكس لاركن) عقد القران وهمس في أذني شخص لا أعرفه، القس من أقربائه من جهة امه ،قلت ومن اية كنيسة ،قال، كاتدرائية القديس باتريك في مانهاتن …كلهم كاثوليك ….قلت ولكني لست كاثوليكيا

-من أية كنيسة إذا

-لآ اعرف

كتم الرجل ضحكة كادت تطفر على ملامح وجهه المستطيل ،شعرت بالحيرة،كيف سأكون كاثوليكيا ؟ نحن في السماء لا نعرف هذه التسميات ،نحن نجلس في ظل (القدير ) وفكرت إن سكان الكون الأرضي بحكم انهم يعملون من أجل تأمين مصالحهم الشخصية يبحثون عن تبرير مقنع لذلك وكانوا يجدون في الدين وسيلة يمكن الإستفادة منها، وببطء وبشكل منهجي يقومون بإقناع الناس بما يؤمن السيطرة عليهم …وبعد فترة تتناقض مصالح رجال الدين فينفصلون عن بعضهم ليكوّنوا قناعات جديدة…..

قلت لأبي ماري –سيدي لن أذهب الى الكتدرائية ….أفضل عقد الزواج بأية محكمة مدنية

-لايمكن ،نحن كاثوليك ونجد في هذا التصرف خروجا على الدين

تركته وخرجت مغيظا ، صفقت الباب ورائي بقوة بحيث إني استيقظت ، كانت ماري تتحدث الى زميلتها فهم يعدون وجبة الإفطار.الحلم أيضا أمر جديد عليّ ، فقد كنا في السماء لا نحلم لأنا لا ننام .

ونحن نغادر الطائرة قالت ماري بأنها ستتصل بي لتحديد موعد لقائنا القادم،

امام ماكنة الفحص الالي للجوازات التي رفضت قبول جواز سفري ، قررت

أن أتوجه مباشرة مع عشرات المسافرين نحو شرطة الجوازات ، قدمت جواز سفري ، قامت الشرطية بالبحث عن بعض البيانات ،

-هل لديك أية أوراق ثبوتية أخرى

-عفوا ….مثل ماذا

-بطاقة الهوية أو رخصة القيادة

-لا …لأني لا أحملها عادة

عاودت الشرطية البحث في الكومبوتر

-لا يوجد ما يشير الى أنك مواطن أمريكي ، وبيانات جواز السفر غير متوفرة، هل تسمح بأن تتبعني

خط الانتظار الطويل بدا على افراده الانزعاج ونظروا الي بعدوانية لأني سأتسبب في انتظارهم عودة الشرطية ، قلت إنهم معذورون فقد كانت الرحلة طويلة بعد توقّفنا مرتين، وكانت مدة الطيران تزيد على العشرين ساعة،

دخلنا غرفة صغيرة على الجوانب رفوف مليئة بكتب القانون والسياحة ووراء الموظف الجالس على كرسي من الجلد الاسود لوحة عليها صور المشبوهين والمتهمين وتحت كل منها اسم صاحب الصورة وسطرين عن التهم الموجهة له ،استلم جواز سفري واستمع الى وشوشة قالتها الشرطية بعجالة

-شكرا ليز ، يمكنك أن تعودي

استدارت تخرج دون أن تتكلم

-حسنا يمكنك أن تجلس

تفحص جواز سفري صفحة صفحة

-حسنا ياسيدي أعترف بأن الجواز على درجة متقنة من التزوير ، هل تحدثني من أنت وكيف حصلت على هذا الجواز.

-كيف يكون مزورا وقد دخلت به عبر المطار وعلية ختم الشرطة ، كما خرجت به ومختوم في كوالالمبور أيضا

كان ابليس يتطلع نحوي بإشفاق، قال الموظف – لماذا تتطلع الى اليسار …أرجو أن تركز معي

-لا شيء …أنا لا أعرف عم تتحدث !

– أرجو أن تقدر حراجة موقفك فقد تحال الى التحقيق ثم محكمة الجنايات التي تصدر عادة احكاما ثقيلة بمثل هذه الأمور ، أما إذا تحدثت معي بصراحة وكشفت عن الجهة التي ساعدتك فسأعمل على إعادتك الى ماليزيا وهناك تواجه العقوبات القانونية المقررة.

قال ابليس – هل ستأتي معي ؟

-الى أين ؟

-ربما الى إحدى الحدائق العامة في نيويورك أو الى واحد من فنادق الخمس نجوم ، لا تخف أنا لن أجبرك على شيء لا يتفق وقناعاتك كإنسان لأن دورك كملاك انتهى .

مرة اخري أقع تحت ضغط ظروف شديدة القسوة ، أشفقت على الإنسان في الكون الأرضي فهو في دوامة من ضغوط خارجة عن إرادته

-حسنا ولكن كيف سنخرج ؟

– هذه مهمتي

توقفت الكهرباء في عموم المطار وأعلنت صفارات الإنذار حالة الخطر…ونحن نخرج كان أحد المسافرين يتحدث الى الجالس الى يمينه

-هجوم سوبرياني معاد على المطار ، لقد أعلن عن توقف جميع الرحلات المغادرة وتحويل هبوط الطائرات القادمة الى مطارات نيوجرسي وبنسلفانيا

-وهل يعرفون متى سينتهي ذلك

-نعم …بعد ثلاث ساعات

لاأعرف إلا ما ترسخ عبر مشاهداتي لسلوك سكان الكون الأرضي ! كما إن المعرفة عملية تراكم تستغرق زمنا وأنا منذ أن أصبحت إنسانا أدخل في مطبات صبيانية بمعنى عدم وجود معرفة تراكمية ، والان كيف سأواجه إبليس وقد تخلى عني (القدير )؟

قال ابليس –ستنسى ماري …وستبلغها زميلة لها رأتك والشرطية تقودك للتحقيق بأنك ربما تم تسفيرك الى ماليزيا

كنت أفكر بالمشاكل التي صنعت بعضها بجهلي ، وبعضها فرضت بحكم الظروف وهنا تكمن المفارقة، فقد استبدلت حياة نمطية دونما احاسيس أو مشاعر بحياة بها كل ما رغبت فيه ولكنها لا تخضع لسيطرتي أو رغبتي …ما يعانيه سكان الكون الارضي مختلف في الشكل ولكنه لا يختلف عما نعانيه في المضمون فكلانا من صنع (القدير ) وكلانا له مشاكل لا يمكن حلها …هل يستطيع البشر تفادي نهاياتهم ….

قال ابليس-أنا لا أقدم لك المساعدة من باب دفعك للالتحاق بركبي ….أبدا أنا فقط أشفق عليك …لقد تركك (القدير) ألا ترى إن كلانا ضحية لمشيئته!!!

في باب الفندق الفخم استقبلنا حارسي الأمن بملابسهما الرسمية بحفاوة مبالغ بها ،وحين تقدم ابليس انحنيا باحترام

-هل تتفضل سيدي الى الداخل !

راودني شعور بان أضحك فقد كان قد دخل ….كان الفندق غاية في الأبهة والترف ، كنت قد زرته أكثر من مرة لأستلام الفراشات ولكني لم أكن التفت أو أهتم بذلك …ويبدو إني كإنسان لدي ردات فعل مختلفة وقد بهرتني فخامة الصالة الواسعة بكراسيها الوثيرة ووسائد مغلفة بحرير مطرز بزهور برية، كان الحضور مسترخين في جلوسهم وحتى في حديثهم فقد كانوا ينتقون كلماتهم على نحو لم يشعرني بالراحة.

حين جلسنا وقفت أمامنا فتاة في مطلع الثلاثينات بقصة شعر غلامية وقرطين يتدليان منتصف الرقبة وحين انحنت لتمسح الطاولة قبل أن تسجل الطلبات ، تدلّا نهداها بنصف استدارة ،

-ماذا يطلب سيادتك

كان الحديث موجها لابليس وكأنه سيطلب لشخصه فقط وقد غاضني ذلك

-مارتيني بالثلج وللسيد ….

التفت نحوي مستفسرا

-عصير طازج

– عصير ماذا ؟

-ليكن كوكتيل ولكن بدون ثلج رجاء

حين غادرت النادلة التفت الي

-اعرف كامل معاناتك ، فأنت بحاجة الى بطاقة هوية وإجازة سوق وعنوان ثابت …. اه وشهادة خبرة …. شهادة الخبرة هي التي أحتاج معرفتها

ابتسم بود وتابع-لن تكون بارسال الفراشات الى الوادي !!!

ربت على ركبتي ومد يده الى جيب جاكيته ليخرج مظروفا رصاصي اللون مغلقا

-هنا كل ما تحتاجه أما شهادة الخبرة فتعتمد على ما ترغب به

وضع المغلف على الطاولة ، ربما فكر إني قد أرفض …..دخل شاب متجها نحونا ووشوشه بلغة مشفرة ، هز رأسه مرتين فغادر الشاب

-الاولاد بحاجة دائما الى حكمة الشيوخ ….يواجهون مشكلة في كمبوديا

لم أعلق ، قال -هل ستأخذ المغلف

-لم أقرر بعد

-بالمناسة ، لقد لحظت إنك اخترت اسما يهوديا (جاكوب فشر مان ) ولهذا تابعتك واخترت اسم أمك (سارة )

– لا بأس

-هل اخترت الاسم لاعتبارات خاصة ؟

-لا …كان طفل يلعب في باحة الفندق نادته أمه بجاكوب وخطر ببالي حينما سألني الوسيط عن الاسم الذي اختاره في الجواز ، أما فشر مان فقد كان اسم اخر شخص نقلت فراشته الى الوادي

تقدم نحونا شخص يرافقه فتاتان ، كان متوسط الطول يميل الى السمرة ويرتدي طقما عسلي اللون ووجه يلمع ، فالدهان الفرنسي ما تزال اثاره بادية،

كان مسرورا وهو ينحني بأدب

-يشرفنا حضورك سيادة الكردينال

-شكرا سيد سميث

-هل قام طاقم موظفينا بالواجب تجاه نيافتكم ؟

-نعم …وأريد أن أشير الى انهم يتمتعون بمهارات عالية باستقبال الزبائن

-هذا من لطف نيافتكم كما إنه يسعدني أن أسمعه منكم على وجه الخصوص،الفتاتان ستقفان رهن إشارتكم وصديقك،

– جاكوب فشرمان ، أحد أقرب أصدقائي سابقا والان !

عرّفه ابليس بأنه مدير الفندق وهو شخصية مهمة بالنسبة له لما يتمتع به من علاقات واسعة مع معظم مسؤولي الإدارة في نيويورك ومع نساء الطبقة المترفة ، غمز بعينه ليعطي المعنى دلالة خاصة

-فهو يقدم خدمات في منتهى السرية

تشاغل برفع كأسه ليرتشف منه وقرب رأسه مني

-تساؤل يشغلني ، لقد إخترت عن قناعة أن تترك السماء وتتحول الى الكون الارضي بهدف التجربة ، ولكن ما أراه انك لا تنتمي الى الكون الارضي ولا الى السماء ، بمعنى إنك نصف انسان ونصف ملاك ، وبكل الاحوال فقد أمر (القدير ) بحرمانك من شرف حمل عرشه مع الملائكة الثمانية يوم ينفخ اسرافيل في الصور

-التجربة تحتاج أحداث ، والمعرفة تحتاج وقت ،وأنا بين الاثنتين ، وقطعا سأختار نمط الحياة التي أعيش ….لا تشغل بالك …كما إني وبشكل جازم لن اسلك طريق هاروت وماروت فلا تتعب معي

-ولكن هل تسمح بأن اطل عليك بين الحين والاخر ؟

-انت الان تطل بدون استئذان فلم هذا التواضع ؟

ابتسم ووضع كفه فوق يدي –انا احضر عندما تشتد حاجتك للخلاص من مثل هذه المواقف

حين خرجنا ، كانت السماء تمطر

-هل تود أن أوصلك الى مكان ما

-شكرا أود أن اسير لبعض الوقت …المطر يغريني بذلك فعند العرش لاتمطر.

–ولا تصحو فهي أشبه بمنظر ثابت يسكنه صمت عميق

فتح السائق باب السيارة في حين وقفت الفتاتان ورجلي الحماية يودّعوه ،توقف برهة ليدس في يد كلا منهم حفنة من فئة العشرة دولارات.

تابعت مسيري بعد إن اشتريت مظلة من بائع يقف عند الإشارة الضوئية، دخلت أول مطعم يعلن عن أطعمة ايطالية .

تناولت معكروني بسمك التونا مع كوب كبير من الشاي،فتحت المظروف …كانت كل المستندات جديدة وفيها كل التفاصيل والبيانات الخاصة بجاكوب فشرمان ابن سارة ابراهام المولود في12/ 10 / 1981 في مدينة أوستن ولاية تكساس

أغلقت المغلف …شعرت بارتياح فأنا الان مواطن أمريكي ، وعلي أن ابحث عن فرصة عمل فما معي على وشك أن ينفذ،

استوقفتني عند باب المطعم شابة في العشرينات وجهها يطفح بضحكة طفولية

-استاذ جاكوب …يقول جدّي إنه نسي أن يعطيك هذه البطاقة

قدمت لي البطاقة واستدارت لتختفي في منعطف الشارع حتى قبل ان اشكرها،

حين تفحصت البطاقة وجدتها تحمل رقم حساب بنكي …لم أشأ ان اعرف الرصيد من الماكنة الاوتوماتيكية في جدار الفندق،أوقفت تاكسي الى الفندق واسترخيت مغمضا عيني وأنا أشعر براحة وباطمئنان

يتسم ابليس وهو يقودني خارج المطار

-لا تخشى أية إجراءات ملاحقة من قبل الشرطة فقد دمرت كافة البيانات المتعلقة بوصولك ، وهذا جواز سفرك الذي أنصحك بأن تمزقه

فكرت إن مهمة هاروت وماروت كانت أسهل في بابل ، لم تكن هناك من بيانات مخزونه عن السكان ، أن تعرف لغة البلد الذي تسكنه وتدعي إنك من مدينة نائية كافية لتجعلك مواطنا …..كيف سأتدبر بطاقة الهوية ورخصة القيادة وشهادات الدراسة وخبرات ممارسة العمل ؟ ثم عن أية دراسة أتحدث وأنا لم التحق باية مدرسة !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here