لا يعنيهم الفقراء!!

لا يعنيهم الفقراء!!

هل سمعتم أن سياسيا في هذه الدنيا ومنذ الأزل يعنيه الفقراء؟
القادة والحكام والساسة , لا يخطر على بالهم الفقراء , لأنهم الضعفاء , والممسوكون من أعناقهم وأفواههم , وهم حطب الحروب وضحايا الويلات والصراعات.

فهل وجدتم أسدا تهمه الغزلان الجائعة فيرأف بها؟

وهل سمعتم بذئب يتألم لعدم وجود المراعي للأغنام؟

وهل رأيتم هرة مشغولة بإطعام الفئران؟

إن الذي يجري في هذا العالم , هو الذي يجري في سوح الغاب , حيث القوى المحتدمة الصراع بلا إنقطاع أو هوادة.

لا جديد في الموضوع , لكن العجب أننا نكتب عن لماذا لا يهتم الساسة بالفقراء والمساكين والمحتاجين وغيرهم من الناس المستضعفين , وكأننا نتوقعهم سيحاربون الفقر ويقللون عدد الفقراء!!

وفي شبكات التواصل الإجتماعي الكثير من الساسة يرسلون صورا لأناس في أرزء الأحوال , وكأنهم يريدون الظهور بأنهم من أنصار الفقراء , عندما تكون الإنتخابات على الأبواب , وتحتار في أمرهم , وكأنهم يتشكون من الظاهرة الأليمة , وهم أصحاب القرار وبيدهم المفتاح والحل.

إن لعبة الفقراء يستخدمها الساسة لأغراض سياسية لا غير , فلا علاقة لهم بالفقر والفقراء , لا من بعيد ولا من قريب , ولو صح إدعاؤهم لتناقص عدد الفقراء , ولعمَّ الرخاء في بلاد تطفو على بحر من النفط.

إن القضاء على الفقر لا يحققه إلا الفقراء , عندما يتحررون من التبعية , ويؤمنون بحقوقهم ويفعّلون إرادتهم الإنسانية الواعية المتفاعلة مع مفردات العصر , أما أن يتواصلوا بدورانهم في حلقة مفرغة من الخنوع والخضوع , والقبول بإستخدامهم وتسخيرهم لغايات في نفوس الكراسي والعمائم , فسيزداد عددهم , لأنهم المادة الدسمة لتنمية الأعشاب الضارة , والأدغال اللازمة للتضليل والخداع , وإمتلاك الناس.

ويبدو أن بعض الساسة الأفذاذ أخذوا يعزفون على أوتار الفقر والفقراء , وهم الذين أسهموا وبجدارة في زيادة نسبتهم حتى تجاوزت الخمسين بالمئة من السكان , ولا بد من خداعهم لكسب أصواتهم عند الطلب!!

إن معزوفة الفقر والفقراء أزلية أبدية , لأنها مادة نافعة للذين يمتهنون السياسة ويتاجرون بالدين , فانظروا كم من الفقراء المدقعين عند بيوت الله , التي يتردد فيها كلام كتبه ورسله , وحول الذين يرفعون رايات الدين , ويبحثون عن التابعين والمذعنين لما يقولونه ويفترونه عليهم.
ايها الفقراء , لا تصدقوا متاجرا بدين , ولا تثقوا بكراسي الجاثمين على صدوركم أجمعين!!
فالفقر سلطان وعنوان للحكم والمتاجرة بحقوق الإنسان!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here