لوبان سيدة خير من الرجال

لوبان سيدة خير من الرجال، نعيم الهاشمي الخفاجي

السيدة الفرنسية اليمنية لوبان منذ سنوات طويلة وهي تشارك بالانتخابات الفرنسية، وحققت تقدم بكثرة انضمام الكثير من المواطنين الفرنسيين لحركتها، تبني لوبان الفكر اليمني فهي لم تاتي في أمور تتناقض مع الدستور الفرنسي، بل كل أفكار الزعيمة اليمنية لوبان تدور ضمن فهم وتطبيق نصوص الدستور الفرنسي، هناك من يقول ان لوبان اذا وصلت لمنصب الرئاسة تقوم في طرد المسلمين…..الخ، وفي الحقيقة الدستور الفرنسي يمنع احتفاظ الأقليات الدينية والقومية في تقاليدها ويجب أن يتم صهر الاثنيات ضمن الثقافة الفرنسية، على عكس الدستور الأمريكي وبعض الدساتير إلى أوروبا الغربية التي تنص على السماح إلى الأقليات والعرقيات والاديان الاحتفاظ في الهوية الدينية والقومية والتقاليد.

السيدة لوبان تمتاز بالشجاعة ومتشددة في تطبيق بنود وفقرات الدستور الفرنسي الذي يحكم فرنسا، فهي ليست منافقة ترفع شعارات اليسارية والديمقراطية وتتبع أساليب التضييق على الحريات والإساءة إلى الأديان والمعتقدات وخاصة الإساءة إلى المسلمين مثل ماحدث من تجاوزات وإساءات طالت المسلمين تحت ظل حكم الأحزاب اليسارية الفرنسية، ولنا بقضية الرسوم المسيئة إلى الرسول محمد ص .

الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة التي أجريت الجولة الأولى منها، والتي نتج عنها فوز الرئيس الفرنسي ماكرون بفارق بسيط مع منافسته اليمينية ماري لوبان، والتي حجزت بطاقة خوضها المنافسة في الجولة الثانية مع ماكرون،

فوز الزعيمة اليمنية لوبان كانت مفاجئة في الانتخابات الفرنسية الحالية بسبب تحقيقها فوز كبير بحيث الفارق بينها وبين ماكرون جدا قليل، بحيث أصيب الكثيرين من معارضي ماكرون الذين شاركوا في الجولة الأولى وخسروا طلبوا من اتباعهم التصويت إلى ماكرون، متبنين شعار «ليس حباً في ماكرون، ولكن كرهاً في ماري لوبان»، فالانتخابات الفرنسية رغم فوز الرئيس الحالي ماكرون بفارق ضئيل للمرحلة التالية فإن الانتخابات جعلت من الحزب اليميني الشريك لخوض الانتخابات في الجولة الثانية، لأول مرة تحقق ماري لوبان تحصد أصوات كثيرة قضت مضاجع كل الأحزاب اليسارية والديمقراطية الفرنسية، شعارات الأحزاب اليسارية التي حكمت فرنسا طيلة عقود من الزمان ترفع شعارات الحرية والعدل والمساواة والمواطنة، وفي الواقع الحركات اليسارية من الأحزاب الاشتراكية الغربية تتبنى قيم مؤسس النظرية الاشتراكية كارل ماركس وتطبق النظام الديمقراطي في فرنسا ودول أوروبا الغربية ويدعمون أنظمة دكتاتورية تنشر الإرهاب الوهابي وتحكم بعقلية بدوية، هذا نفاق بحد ذاته، يتبنون الديمقراطية في أوروبا ويدعمون أنظمة دكتاتورية في العالم العربي والإسلامي.

وصول اليمينية السيدة ماري لوبان للسلطة في فرنسا، لايشكل خطر على أحد من يحكم فرنسا الدستور وليس شخص السيدة ماري، خطاب السيدة لوبان ربما يفهمه الكثير من الناس انه خطاب مشبع بالعداء للتعايش السلمي مع المهاجرين والأجانب في فرنسا، هناك حملة من كل أنصار الأحزاب اليسارية في محاولة شيطنة السيدة ماري وإخافة المواطنين الفرنسيين من أصول عربية ومسلمة للتصويت إلى ماكرون، وفي الحقيقة حقوق المسلمين انتهكت تحت ظل الحكومات اليسارية وليس تحت ظل الحكومات اليمينية، بل السيدة ماري انتقدت اتباع سياسة النفاق في محاربة الإرهاب وقالت قولتها في البرلمان الفرنسي كل الإرهاب وهابي سعودي فيجب محاربة الإرهاب من جذوره والكف عن الحلول الترقيعية، شيراك كان زعيم الحزب الاشتراكي يساري شارك في حروب أمريكا ضد العراق وغير العراق.

اتذكر قبل ما يقارب ١٧ سنة في الدنمارك كانت معركة انتخابية، فكان الناس تخوف من زعيم لديه برامج ضد الأجانب، صدفة كان يوزع دعايته الانتخابية في مركز العاصمة كوبنهاكن، صادقة صديق كوردي فيلي اسمه ملا جاسم، ذهب في اتجاهه قال له مبروك انت سوف تفوز، انت تكره العرب والمسلمين تطرد الاجانب، انس فوك نظر إليه وضحك ضحكة قوية، قال له انت من اي بلد، قال له عراقي، قال له اخي انا يحكمني الدستور، سوف افوز وفعلا فاز وأصبح بعدها أمين عام حلف الناتو، قال له الفوز اطمئن تبقى انت كعربي ومسلم في الدنمارك وماراح اعمل اي شيء ضد الاجانب يحكمني دستور فأنا لست في الصومال أو تحت ظل حكم صدام بالعراق، وفعلا تحت حكم أنس فوك بالعكس تم تشريع قوانين لصالح الأجانب واللاجئين.

قبل عدة أيام وبعد تقدم السيدة ماري في الانتخابات وخوضها الجولة الثانية أمام ماكرون، وخلال تصريحات أطلقها ماري حول حرب أوكرانيا، اقترحت المرشحة الرئاسية بفرنسا مارين لوبان رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، تقاربًا استراتيجيًا بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «الناتو»، وفقًا لما نشرته شبكة «سكاي نيوز» عربية،

أمريكا تخشى تولي «لوبان» من الإدارة الفرنسية

وتأتي تلك التصريحات بالوقت الذي تخشى فيه أمريكا من تولي مارين لوبان السلطة في فرنسا، وذلك بسبب علاقاتها الوطيدة وتعاطفها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأمر الذي يهدد مساعي الغرب في إنهاء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا لصالحهم، كما سيمكن موسكو من الدخول إلى أوروبا، بحسب شبكة «CNN» الأمريكية.

واشنطن تخشى فوز «لوبان» في الانتخابات

وصرح مسؤولون في الخارجية الأمريكية في وقت سابق، بأن واشنطن تخشى فوز «لوبان» في الانتخابات الأمر الذي سيهدد مصير الاتحاد الأوروبي، ويُربك قيادات الناتو.

هذا الكلام وفقا لمحطة CNN

بكل الأحوال السيدة ماري لوبان أن وصلت إلى قصر الأليزيه فهي تحكم وفق الدستور الفرنسي، وإذا تولت الرئاسة واتخذت قرارات خاطئة اكيد يوجد شعب وتوجد معارضة يتم الخروج بمظاهرات مثل مظاهرات أصحاب الخوذ الخضراء الذين خرجوا ضد ماكرون ودعمهم ترامب.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

15/4/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here