ماذا تريدون من السويد!

ماذا تريدون من السويد!

محمد مندلاوي

بالأمس شاهدت مجموعة من الشباب الأجانب الطائشين وهم يكسرون ويدمرون كل شيء على الأرض، لم يكتفوا بهذا بل كسروا سيارات الشرطة وصعدوا عليها أيضاً، وقذفوا رجال الشرطة السويدية التي حضرة للحفاظ على الأمن بالحجارة والأدوات الجارحة، أقل ما يقال عن هذا العمل الأخرق إنه عمل غوغائي، الهدف من ورائه تخريب الأمن والاستقرار في دولة القانون وحقوق الإنسان دولة السويد التي فتحت حضنها واستقبلتهم بالابتسامة والترحاب، ووفرت لهم ولنا جميعاً كل مفردات الحياة الكريمة والعيش الرغيد. التي لم توفرها لهم كياناتهم المتهرئة التي تسمى خطأ دولا، بل اضطهدتهم دون أن يقترفوا ذنباً، لأن في تلك الكيانات المواطن متهم حتى يثبت براءته؟. بينما دولة السويد حكومة وشعباً كانت ولا زالت كريمة مع جميع الأجانب الذين جاءوها دون أن تميز بينهم. هل أن جزاء الإحسان إلا الإحسان.
يا ترى لماذا تقومون الآن بهذه الفوضى في شوارع السويد؟؟؟ والقارة الأوروبية تمر بظرف عصيب نتيجة الحرب الظالمة التي قام بها الديكتاتور الروسي “فلاديمير بوتين” ضد الدولة المستقلة “أوكرانيا” التي تريد أن تكون سيدة نفسها، ألا أن هذا لم يرق لبطريق كرملين!!!. مجرد تساءل، هل أن هذه الأعمال الصبيانية التي حصلت البارحة في شوارع السويد لها علاقة بما يجري في أوكرانيا؟؟؟ لأننا شاهدنا في وسائل الإعلام أن الكيانات الديكتاتورية في الشرق الأوسط كإيران وسوريا وميليشياتها تعاضد “بوتين” في حربه ضد أوكرانيا، الذي أدانه العالم في منظمة الأمم المتحدة.
نقول لكل الأجانب في هذه الدولة التي تعتبر مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم، إذا لا يعجبكم العيش في هذا البلد الديمقراطي العلماني تفضلوا ارحلوا منه دون إثارة المشاكل والقلاقل، لأن دولة السويد وشعبها ليستا أهلاً للمشاكل والبلابل. على مدى ثلاثة عقود ونيف على وجودي في هذه الدولة الكريمة، لم أشاهد سويديين اثنين تشاجرا، لم أسمع جهاز التنبيه (زمار) السيارة ثلاث مرات خلال هذه العقود الثلاثة، لم أشاهد سويدياً عند شرائه حاجة ما تعامل على سعره، لم أشاهد سويدياً قذف النفايات في غير أماكنها كما تفعل الشعوب المسلمة في الشرق، لم أشاهد ولم أسمع سويديان رفعا صوتهما عند المحادثة لم ولم ولم.
عجبي، لماذا لا تحاولوا أن تستلهموا الدروس والعبر من هذه الدولة التي فيها كل شيء جميل ومفيد؟. انظروا إلى قدرات الشعب السويدي الذي حول بإرادته الفولاذية أرض الصقيع إلى جنة على الأرض، يتمنى أي مسلم أن يهجر بلده ويعيش فيها، لأنه بحق وحقيقة شعب كريم يحب الحياة ويعشقها وصديق البيئة، فلذا استقبلتكم بالأحضان ووفرت لكم ولنا جميعاً الأمن والأمان والعيش الرغيد.
وفي نهاية حديثي هذا أوصيكم ثم أوصيكم ثم أوصيكم أن تحافظوا على هذا البلد العزيز السويد مثل حفاظكم على حدقات أعينكم، لأن هذا البلد وشعبه لهما الفضل الكبير على كل فرد منا نحن الذين لجئنا إليهم في السنين العجاف طالبين الأمن والأمان، وأنهم كالعادة لم يبخلوا علينا.
هذا والسلام على من يحافظ على النظام والقانون في دولة السويد
15 04 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here