لماذا تصر الحكومة السويدية على مساندة حرق القرآن الكريم؟!

إيهاب مقبل

تستمر ردود الفعل حول أحداث حرق القرآن الكريم من قبل الشعبوي الدنماركي «راسموس بالودان»، حيث نقلت وسائل الإعلام السويدية فيديوهات تظهر حرق الشباب العربي والمُسلم لعدد من عجلات الشرطة السويدية مع حالة من الفوضى في مدن لينشوبينغ ونورشوبينغ ورينكبي وأوريبرو ولاندسكرونا ومالمو، كما أصيبَ في الأحداث نحو 16 رجل شرطي مما استدعى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

ويُعتبر رد فعل الشباب العربي والمُسلم أمرًا طبيعيًا بسبب حماية الشرطة السويدية للمتطرف الشعبوي عند إحراقه القرآن الكريم وتوجيه الإهانات للإسلام والمُسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي المقابل، وجهت الحكومة السويدية عبر ساستها ووسائل إعلامها اللوم على الشباب العربي والمُسلم، واصفةً الأحداث بإنها «ساحة حرب»!

ولكن الشرطة السويدية هي فقط من تقرر إذا بمقدور أي شخص إحراق القرآن الكريم أم لا. وبما إنها قررت السماح لبالودان بحرق القرآن الكريم، رغم إدراكها بإن «اليمين المتطرف لا يبحث عن حرية التعبير بل عن السُلطة والقوة»، فهذا يعني أن الحكومة السويدية وأجهزتها الأمنية ترعى الكراهية ضد العرب والمسلمين.

والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تُصر الحكومة السويدية على مساندة حرق القرآن الكريم؟!

ببساطة، هم يحضرون إلى محرقة للمسلمين في أوروبا، تكون بدايتها في السويد، كما حدثَ تمامًا عندما أحرق النازيون الكُتب المُقدسة لليهود في العاشر من مايو أيار عام 1933م، وبعدها نفذوا المحرقة ضدهم، فلا تحمل النيران سوى رسالة كراهية، وتحضيرًا لما هو قادم كحطب لهذه النيران.

يقول المُفكر الالماني الشهير هاينرش هاينه: «عندما تحرق الكتب، فإنك سرعان ما تحرق الناس». كانت هذه الكلمات في وقت مُبكر من عام 1821م كمُقدمة تمهيدية للنازيين لإحراق اليهود فيما يُعرف بالهولوكوست. بالمناسبة، كانت كُتب هاينه نفسه من بين الكُتب التي أحرقها النازيون.

حرق الكُتب هو شكل من أشكال مناهضة الفكر، فبالأمس كانَ اليهود هدفًا لهم، واليوم العرب والمسلمون.

بالطبع، حرق القرآن الكريم هو ليس مسألة حرية تعبير حتى بالنسبة لليمين المتطرف نفسه، إنها قضية عنصرية وإزدراء الآخرين.

لم تكن حرية التعبير بلا حدود على الإطلاق. ينص القانون السويدي على أن لكل شخص حرية التعبير، ولكن هذه الحرية تتوقف عندما تنتهك حرية الآخرين ومشاعرهم.

التشهير هو نوع من الكلام غير المشروع. التحريض ممنوع، وكذلك التهديد والتحريض ضد الجماعات العرقية. لا يسمح بالتنمر اللفظي سواء في المدرسة أو في مكان العمل. كل هذه السلوكيات والأفعال تندرج ضمن قائمة الحظِر في القانون السويدي.

ومع ذلك، يقول راسموس بالودان نفسه لصحيفة سيدسفينسكان السويدية في عددها الصادر في الرابع من سبتمبر أيلول عام 2020: «الشيطان نفسه يسخر ويُهين الإسلام والنبي الكذاب محمد.. ».

على الحكومة السويدية أن تبدي حُسن النية تجاه العرب والمُسلمين، وينبغي عليها إدراج حرق القرآن الكريم في عنوان التحريض ضد الجماعات العرقية.

أصبحَ الغرض من حرق القرآن الكريم واضحًا للغاية حتى للاطفال الذين رشقوا رجال الشرطة السويدية بالحجار. ولذلك ينبغي على الحكومة السويدية إيقاف إزدراء العرب والمُسلمين.

إنتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here