الازمة الاوکرانیة… الغرب يخوض حربا ضد القيم التي يتشدق بها

تكشف الحرب في أوكرانيا النقاب عن بعض الحقائق التي حاولت الدول الغربية إخفاءها منذ سنوات وتظهر ازدواجية معايير وسائل الاعلام الغربية في تغطية الاخبار المتعلقة بالحرب في مختلف دول العالم.

وقال “إسخيلوس”  الكاتب المسرحي اليوناني الشهير، إن الضحية الأولى في الحرب هي الحقيقة، إذ ان هناك فرضية مفادها أن شؤون العالم كانت تسير على الطريق الصحيح تمامًا قبل اندلاع الحرب والحرب هي التي تقضي على الحقيقة على الأقل لفترة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل یمکن تطبیق معادلة إسخيلوس في العالم الذي تعتبر المقاومة أمام الاحتلال ارهابا وتطلق علی العملية العسكرية لاحتلال أفغانستان علی مدی 20 عامًا ” الحریة الدائمة ” ویظهر إلقاء القنابل الذرية على اليابانيين علی انه الحمائم البيضاء بأجنحة السلام.

الحرب في أوكرانيا من الأمثلة التي تثبت أن الإجابة على هذه الأسئلة قد تكون سلبية في بعض الحالات. وتكشف الحرب النقاب عن بعض الحقائق التي حاولت الدول الغربية إخفاءها منذ سنوات.

وقد أثبتت أن العالم الغربي لم يلتزم بالقيم التي حاول منذ سنوات أن يقدم نفسه على أنه حامل لوائها کما یقدم نفسه أنه الرائد لتطبيق هذه القیم إلا انه يستخدمها لأغراضه السیاسیة.

ویشیر التقریر الی ازدواجیة المعاییر الغربیة في التعامل مع الأزمة الروسیة الاوکرانیة.

المقاومة والاحتلال

منذ احتلال الکیان الصهيوني للاراضي الفلسطينية، قامت الدول الغربية بتقدیم الدعم السياسي والعسكري و المادي الی كيان الاحتلال. واکتفی بدعوة تل ابيب الی إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.

الغربيون الذین یتشدقون بحماية حقوق الشعب الفلسطیني، إنهم يعرقلون عمليا ممارسة أي ضغوط على كيان الاحتلال الصهيوني ومن هذا المنطلق كان بیان  أعضاء المجتمع الدولي ضد الاحتلال الصهيوني منذ البداية مجرد خداع لإقناع الرأي العام العالمي.

تصف وسائل الإعلام ومسؤولون غربيون عدوان الكيان الصهيوني على وسائل الإعلام والطواقم الطبية والمدنيين بأنها “إصابات  طفیفة وغير مقصودة” کما تعتبر هذه الاصابات نتيجة استخدام الفلسطينيين المدنيين كدروع بشریة. والملفت ان الدول الغربية ووسائل الإعلام التابعة لها تستخدم نفس المصطلحات التي يستخدمها کیان الاحتلال لوصف المقاومة بالإرهاب کما يطلق الكيان علی الدبلوماسية الفلسطينية “الاغتيال الدبلوماسي”.

لكن وسائل الإعلام هذه أشادت بالنساء اللاتي صنعن كوكتيل مولوتوف في الحرب الأوكرانية ووصفتهن بأنهن بطلات فيما وصفت الجيش الروسي بمجرم حرب کما اعتبرت صمود الاوکرانیین امام روسیا بالمقاومة كما فعل الثوار الفرنسيون في الحرب العالمية الثانية.

وفي هذا السياق  قالت مديرة مكتب الجزيرة في أمريكا اللاتينية ( سورية من أصل فلسطیني) “ديمة الخطيب” لموقع المانیتور أن المقاومة تجوز لكم إذا كنتم من أصحاب العيون الزرقاء.

ويبدو أن بشرة الشعب الفلسطیني ليست بيضاء بما فيه الكفاية وعيونهم ليست زرقاء والیوم تعتبر المقاومة، شرعية وقانونیة وتمت الإشادة باستعراض المسلحين في الشوارع وأصبحت معاقبة المعتدي منطقية. آه! “إذا كان لون بشرتنا مختلفًا ، لكنا نسمى أبطالًا ، لا إرهابيين.

الازمة الاوکرانیة... الغرب يخوض حربا ضد القيم التي يتشدق بها

وكتبت وكالة فرانس برس في شرح الصورة أن عددا كبيرا من المتطوعين حملوا السلاح وانضموا إلى صفوف وحدات الدفاع. المراقبون يتساءلون ما هي الكلمات التي تستخدم لوصف فلسطيني يحمل السلاح؟

وفي هذا السیاق، قال الناشط السياسي والاجتماعي في مدينة الخليل بالضفة الغربية  “ريزك عطونة” ، لموقع “موندوايس الإخباري ان ارض الفلسطينيين محتلة منذ اكثر من 70 عاما ونحن نطرد من بيوتنا كل يوم لكن وسائل الاعلام لا تهتم بنا، بينما في أوكرانيا ، وُصف هذه التصرفات بأنها جريمة منذ البداية.

وأضاف أن مقاومة أوكرانيا لروسيا تم الاعتراف بها على الفور على أنها قانونية”. فوجئت عندما رأيت وسائل الإعلام تشيد بافعال الأوكرانيين لحمل السلاح وصنع القنابل بينما يسجن الأطفال الفلسطينيون كل يوم بسبب إلقاء الحجارة والعالم كله يصف جنود المقاومة الذين يقاتلون ضد المحتلين بالإرهابيين.

وأصبحت هذه المعايير المزدوجة أكثر وضوحًا عندما نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لفتاة فلسطينية تقاوم قوات الاحتلال الصهيوني  تحت عنوان “مقاومة طفلة أوكرانية شجاعة ضد الجنود الروس”. تدور أحداث الفيلم في الأصل حول قضية عهد التميمي ، الفتاة الفلسطينية البالغة من العمر 11 عامًا تصرخ في وجه جنود الاحتلال وتطالبهم بوقف الاحتلال والتي تم اعتقالها في ديسمبر 2017 بسبب صفعها جنديًا صهیونیا.

الازمة الاوکرانیة... الغرب يخوض حربا ضد القيم التي يتشدق بها

ويشير العديد من المحللين إلى تراجع اهتمام المستخدمين بالفيديو عندما يتضح أن الفيلم يدور في الحقيقة عن “مقاومة فتاة فلسطينية ” هي عهد التميمي ويتضح انها ليس أوكرانيًة بل فلسطينية.

العنصرية والمساواة بين البشر

قبل حرب أوكرانيا لم يتم التشكيك في المزاعم الغربية بأن قيمة البشر لا يحددها لون البشرة أو الدين . منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب ، سلط العديد من مراسلي وسائل الإعلام الغربية الضوء على تداعيات الحرب الأوكرانية واعترفوا إنهم لا يتحدثون عن خسائر في أرواح الشعب العراقي والسوري واليمني بل يتحدثون عن حياة الأشخاص “المتحضرين” من ذوي البشرة البيضاء والشعر الأشقر والعیون الملونة.

أشعل استخدام كلمة “أوكرانيا” ليست العراق أو أفغانستان”، التي أدلى بها شارلي داغاتا الموفد الخاص لقناة “سي بي أس نيوز” الأميركية إلى أوكرانيا لتغطية الحرب، وسائل التواصل الاجتماعي بالغضب، بعد التضامن الكبير الذي حازت عليه الأزمة الأوكرانية في الإعلام العربي، الذي أقل ما يقال عنه إنه إنساني ومؤثر.

المراسل الذي قال في رسالته المباشرة “مع خالص احترامي، فإن هذا ليس مكاناً مثل العراق وأفغانستان اللذين عرفا عقوداً من الحروب. إنها مدينة متحضرة نسبيا، وأوروبية نسبيا، ولابد لي من اختيار هذه الكلمات بعناية أيضا هي مدينة، لا تتوقع فيها حدوث ذلك (الحرب) أو تأمل ألا يحدث ذلك.

وفي هذا السیاق قالت مراسلة محطة “أن بي سي” كيلي كوبيلا أيضا في تعليق مثير للجدل ردا على سؤال للمذيعة عن أوضاع اللاجئين الأوكرانيين في البلدان المجاورة: “بصراحة تامة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة. هؤلاء مسيحيون. إنهم بيض. إنهم مشابهون جدا للأشخاص الذين يعيشون في بولندا”.

يشير التعبير إلى مثل هذه الآراء والإدلاء بهذه التصریحات التمییزیة إلى تغلغل عقیدة  الدول الغربية وشعورها بالتفوق على الآخرين في صناعة الصحافة.وقد أضفى الطابع المؤسسي على الرأي السائد بين هؤلاء الصحفيين بأن شعوب الدول الغربية “أكثر تحضراً” من الشعوب الأخرى في العالم وأن معاناتهم تستحق المزيد من الاهتمام.

ونواجه تناقضات الدول الغربية في التعامل مع القيم الانسانیة ولدى الحكومات في الدول الغربية مخاوف بشأن دعوة للدول الأخرى إلى احترام “حقوق الإنسان”  وهم يزعمون أنهم وضعوا شعار “جمیع البشر يولدون متساوين” في مقدمة صناع القرارات في سياساتهم.

حقوق اللاجئين

عندما يعتمد النظام العقلي لبعض الشعوب العالم على أساس الاعتقاد بأن بعض الناس من دول أخرى ليسوا متحضرين، فقد تم وضع حجر الأساس لتجاهل معاناتهم ولارتكاب جرائم ضدهم.

وشهدنا على مر السنين معاملة الغرب تجاه ضحايا الحرب في منطقة غرب آسيا و لمسنا كيف اختلفت هذه المعاملة عند اندلاع الحرب في اوكرانيا تجاه اللاجئين الاوكرانيين. بعد أيام قليلة من بدء الحرب ، أقر الاتحاد الأوروبي خطة طوارئ تسمح لأي مواطن أوكراني بالعيش والعمل في الاتحاد الأوروبي لمدة ثلاث سنوات وأعفى المخطط، طالبي اللجوء الأوكرانيين من جميع الشروط المتعلقة بالحصول على التأشيرة وعملية طلب اللجوء المطولة وغيرها من العوائق البيروقراطية المرهقة.

وتقترح المفوضية الأوروبية تفعيل التوجيه المتعلق بالحماية المؤقتة لتقديم مساعدة سريعة وفعالة للنازحین الاوکرانیین. وبموجب هذا المقترح، سيُمنح الهاربون من الحرب حماية مؤقتة في الاتحاد الأوروبي، مما يعني أنهم سيمنحون تصريح إقامة، وسيتاح لهم الحصول على التعليم والذهاب إلى سوق العمل.

وشهدنا على مر السنين معاملة الغرب تجاه ضحايا الحرب في منطقة غرب اسيا  ولمسنا معاملته المختلفة عند اندلاع الحرب في اوكرانيا تجاه اللاجئين الاوكرانيين 

الازمة الاوکرانیة... الغرب يخوض حربا ضد القيم التي يتشدق بها

وقال ناشط فلسطيني من بيت لحم محمد البدينان في مقابلة مع موقع موندوايس، فوجئت بتصرفات الدول الأوروبية في إغلاق حدودها أمام اللاجئين السوريين والأفارقة والعرب مقابل الترحيب باللاجئين الأوكرانيين. واضاف، نتعاطف مع هولاء  الذين يعيشون في مناطق الحروب وكل الذين اضطروا للجوء”. لكننا نأمل أن تتم معاملة جميع طالبي اللجوء مثل الأوكرانيين”. والملفت انه افادت أحدث التقاریر الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه بحلول نهاية عام 2021 ، أصبح حوالي 6.6 مليون سوري وما يقرب من 3.4 مليون أفغاني نازحین بسبب الصراعات في بلدهم.

کما  أفاد مركز الدراسات الإستراتيجية بأفريقيا عن نزوح ما يقرب من 32 مليون شخص في القارة الأفريقية. و أعلنت منظمة كاميناندو فرونتيراس الإسبانية غير الحكومية أنه في عام 2021 ،فقد حوالي 44 الف شخص من غرب آسيا والشرق الأوسط حياتهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط ​​إلى إسبانيا.

وكتبت المخرجة والكاتبة وعالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية إيزابيل ألكسندر ناتساني في مذكراتها حول محنة طالبي اللجوء في غرب آسيا وأفريقيا: لقد غطيت تجارب السفر لعدد كبير من طالبي اللجوء من سوريا وجمهورية الكونغو و فنزويلا وأنتجت فيلما وثائقيا عن الاستقبال الذي تلقاه هؤلاء النساء والأمهات في نهاية رحلتهم مضیفة أنه بدلاً من الترحيب بهن، يواجهن إما حرس الحدود المسلحون المستعدون لاعتقالهن ، أو مواطنين في بلد المقصد يحتجون على وصول طالبي لجوء جدد ويحملون لافتات تحمل شعارات و یطالبون منهن بالعودة إلى بلادهن. ”

وأدت ازدواجية المعايير الغربية في سياستها تجاه التعامل مع طالبي اللجوء الأوكرانيين وشعوب غرب آسيا وأفريقيا إلى انتقاد مدير حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش بيل فريليك.و انتقد بيل فريليك ازدواجیة الحكومة اليونانية في التعامل مع اللاجئين الأفغان والأوكرانيین وقال  إن هذه المعايير المزدوجة هي استهزاء بالقيم الأوروبية المشتركة للمساواة بين البشر وسيادة القانون والكرامة الإنسانية”.

الرقابة وحرية التعبير

تُظهر الأدلة  کحظر نشر صور ومقاطع فيديو لقائد قوات فيلق القدس قاسم سليماني على الشبكة الاجتماعية، مؤشر علی أن الإعلام الغربي هو الجيش الناعم للنظام الرأسمالي لمحاربة أي نظام فكري .

وبناءً على هذا الهدف العام، يحدد الاعلام الغربي المحتوى ويعرضه تحت غطاء الشعارات الجذابة و الخطابات الدیماغوجیة.

ويتم تطبيق فرض الرقابة وقمع حرية التعبير والرأي في الدول الغربية من أجل حماية مصالح النظام الرأسمالیة .

ويتم تنفيذ هذه السیاسة بطريقة خفية وغامضة للغاية تحت شعارات خادعة کمحاربة العنف ، ومنع أنشطة المنظمات الخطرة ، ومنع إيذاء و اهانة الآخرين.

وقدم قائد الثورة الاسلامیة  تفسيرًا لقمع حرية التعبير في العالم الغربي في خطاب ألقاه عام 1987  ، وما قدمه مثير للاهتمام للغاية وعلى الرغم من مرور 35 عامًا ، إلا أنه يحمل في طياته العديد من الحقائق حول العالم اليوم.

وقال “إذا نظرنا عن كثب ، سنرى أن شعار حرية التعبير وحرية الرأی  ليس شعارًا حقيقيًا في العالم الغربي”. لا توجد حرية  في الغرب ، بالمعنى الذي یزعمونه  ولكن هناك رقابة وقمع بطريقة خفية وخبيثة للغاية في هذه البلدان.

إن الرقابة الموجودة في الدول الغربية تشبه الرقابة التي مورست على الأفكار الثورية لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل  الکفار في مكة  في صدر الإسلام .

ولم يمنع الغرب من الناحية القانونية أي شخص من التعبير عن آرائه؛ لكن الجدل وضجة إعلامیة التي یخلقها لا يسمح لأي شخص بسماع أي شيء آخر غير ما يريده.

ويدیر الکیان  الصهيوني وسائل الإعلام الرئيسية في العالم و هي تمنح الناس حق التعبير عن الرأی في الأمور التي ليست لها علاقة بمصالح الكيان ولكن عندما تكون مصالحه على المحك، فإن وسائل الإعلام تقوم بتشويه الحقائق بمهارة.وتلبس الحق بالباطل.

الازمة الاوکرانیة... الغرب يخوض حربا ضد القيم التي يتشدق بها

وأرغمت الحرب في أوكرانيا  الدول الغربیة على التخلي عن سلوكها المخادع التي انتهجتها في السنوات الماضية.

ان إزالة تطبيقات وسائل الإعلام الروسية مثل روسيا اليوم وسبوتنيك، من “آب ستور” (سوق التطبيقات) الخاص بآبل وحجب وسائل الإعلام الروسية على فيسبوك وإنستغرام ، والسماح بنشر رسائل عنيفة ضد الجيش الروسي على فيسبوك ، وتعليق الإعلانات لوسائل الإعلام الحكومية الروسية على منصات المختلفة من غوغل، يمثل كله جزءا صغيرا من الإجراءات التي اتخذتها المؤسسات الغربية غير السياسية لإسكات وسائل الإعلام الروسية.

لكن نطاق فرض  الرقابة لم يقتصر على وسائل الإعلام الروسية ، حتى أن المحللين والناشطين في الولايات المتحدة الذین  قدموا وجهات نظر معارضة للسياسات الغربية واجهوا تدابير قسرية  في هذا السیاق؛ قام تویتر بتعلیق  حساب ضابط الاستخبارات الامريكية والمفتش السابق لأسلحة الدمار الشامل في العراق سكوت ريتر على منصتها التواصل الاجتماعي نتيجة تغريدة وصف فيها الرئيس الامريكي جون بايدن بانه مجرم حرب في اوكرانيا وتقدیم وثائق عن دور الشرطة الأوكرانية في العديد من الجرائم ضد الانسانية في مدينة بوتشا.

وأن موقع توتير بعد هذه التغريدة قام بتعليق حساب ريتر مدعيا ان حسابه ينتهك القوانين بينما لم يفعل ذلك أبدًا ضد المستخدمين ، بمن فيهم المسؤوليين الأمريكيين ، الذين يستخدمون كلمة “مجرم حرب” للإشارة إلى “فلاديمير بوتين”.

وكانت الخطوة الأكثر إثارة للاهتمام عندما أعلن شرکة ميتا أن مستخدمي فيسبوك وإنستغرام “في بعض البلدان” يتمتعون بحرية نشر محتوى عنيف ضد المسؤولين والجنود الروس ، و اطلاق شعارات “الموت لبوتين”  و “الموت للمعتدين الروس”.

كما سمحت ميتا لمستخدميها باطلاق شعارات مماثلة ضد ” رئيس بيلاروسيا “ألكسندر لوكاشينكو”.

فصل الرياضة عن السياسة

الازمة الاوکرانیة... الغرب يخوض حربا ضد القيم التي يتشدق بها

تم تغريم لاعب كرة القدم المالي بسبب دعمه لفلسطين وأعلنت اللجنة التأديبية بالاتحاد الإسباني لكرة القدم عن توقيع غرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف يورو على مهاجم نادي أشبيلية المخضرم فردريك كانوتيه بسبب ارتدائه قميصا يعبر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية خلال إحدى المباريات.
وكان كانوتيه، اللاعب المسلم الفرنسي المولد الذي يلعب بصفوف منتخب مالي، قد كشف عن قميص يرتديه تحت قميص فريقه أشبيلية بعدما سجل هدفا لفريقه خلال مباراته السابقة ببطولة كأس إسبانيا التي تغلب فيها على ديبورتيفو

ورأت اللجنة التأديبية أن تصرف كانوتيه خالف المادة 137ج من لوائح الاتحاد، التي تمنع اللاعبين من توجيه أي رسائل سياسية أو دينية على أرض الملعب

وفي نفس العام تلقى لاعب كرة القدم المصري محمد أبو تكرة تحذيرا رسميا من الفيفا بأنه سيوجه رسائل سياسية خلال الرياضة بسبب ارتدائه قميصا يعبر عن تضامنه مع غزة خلال إحدى المباريات.
قبل بضع سنوات اصدرت  لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم عقوبة على لاعب  نادي القوة الجوية حمادي أحمد لانتهاکه  قواعد الفيفا بعد ارتدائه قميصا يکتب علیه  عبارة  ” القدس لنا”

هنا نرى أن اندلاع الحرب الأوكرانية كشف عن تعريف جديد للدور السياسي للمنظمات الرياضية الدولية.

وفرضت اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات العالمية  عقوبات صارمة على روسيا.

وأظهر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) أول رد فعل رسمي وحاد على الفور بعد يوم واحد من بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا ، وفي  بیان رسمي حرم روسيا من حق استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم ومنحته لفرنسا.

وقام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ، بالتصويت بنقل نهائي دوري أبطال أوروبا من مدينة سانت بطرسبرج الروسية إلى العاصمة الفرنسية باريس.

وقرر الاتحاد الأوروبي كذلك نقل أي مباريات في البطولات التابعة له، والتي كان من المقرر لعبها في روسيا وأوكرانيا، سواء كانت تضم أندية أو منتخبات وطنية.

وفي هذا السياق أعلن أيضًا عن خوض الفرق الأوكرانية والروسية مبارياتها الأوروبية هذا الموسم على أرض محايدة.

ويأتي ذلك بعدما كتبت اتحادات “بولندا، التشيك، السويد” إلى الفيفا، لتدعو الاتحاد لمنع روسيا من استضافة مباريات الملحق المؤهل لكأس العالم.

کما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن إقصاء روسيا من المشاركة في كأس العالم المقررة في قطر، وإيقاف كل المنتخبات الروسية الوطنية وأنديتها “حتى إشعار آخر”، ، وذلك في بيان مشترك مع الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا). كما تم استبعاد نادي سبارتاك موسكو الممثل الروسي الوحيد في المسابقات الأوروبية وتحديدا من “يوروبا ليغ”. وحذا الاتحادان الدولي والأوروبي حذو اللجنة الأولمبية الدولية التي أوصت بحظر مشاركة الروس والبيلاروس في المسابقات الرياضية.

وقد أيد هذا البيان المشترك بعض الاتحادات الوطنية. كما قال رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في مقابلة مع صحيفة “لو باريزيان” إنه يجب اقصاء روسيا من مونديال 2022 بسبب الهجوم على أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن السؤال هو إذا كانت الرياضة منفصلة عن السياسة  كما يزعم الغربيون، فلماذا لا يمكن ان نلمس ذلك في قضية أوكرانيا، وما إذا كان يمكن استخدام إلامكانيات الرياضية لمنع الحرب عند الحاجة إليها؟ لماذا لا يجوز استخدام هذه الأداة لإظهار معاناة الشعب اليمنية والشعب السورية وجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني؟

انتهى**3280**1110

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here