قمة قصر الاتحادية ومواجهة سياسات تهويد المسجد الاقصى

قمة قصر الاتحادية ومواجهة سياسات تهويد المسجد الاقصى

بقلم : سري القدوة

الثلاثاء 26 نيسان / أبريل 2022.

حملت مخرجات قمة قصر الاتحادية المنعقدة في القاهرة بين جلالة الملك عبدالله الثاني، مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تطور ايجابي وإضافة مهمة ونوعية على المستوى العربي من اجل التأكيد على أهمية مواجهة التحديات الراهنة والتطورات المتعلقة بوضع القدس تحت الاحتلال والجهود التي تقوم بها الاردن ودورها التاريخي في حماية المقدسات الاسلامية والمسحية حيث يتطلب ذلك تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك وتفعيل التعاون القومي العربي مما يؤكد على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور وتعزيز العلاقات بين الدول العربية لمواجهة مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وبما يحقق المصالح السياسية والأمنية ويخدم القضايا العربية .

مخرجات قمة قصر الاتحادية اثارات آخر المستجدات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث اجمع القادة المجتمعين على أنهم سيعملون بكل قوه وإيمان راسخ ولن يدخروا جهدا من أجل حماية القدس والدفاع عن الحقوق الفلسطينية ووقف التصعيد الاسرائيلي بكل اشكاله في الاراضي الفلسطينية المحتلة والعمل على اعادة الهدوء للمسجد الاقصى المبارك من أجل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بدون معيقات أو مضايقات وحرص القادة على أهمية احترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس .

لقد كان دائما الموقف العربي واضح تجاه ما يدور في فلسطين حيث حرصت قمة قصر الاتحادية على مواصلة التشاور حول مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية وجملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك والعمل بكل السبل والإمكانيات لوضع حد لهذا الاحتلال الغاصب للحقوق الفلسطينية والتشديد على الحرص المشترك ومواصلة العمل العربي من اجل دعم الشعب الفلسطيني وتمكينه لنيل حريته واستقلاله وأهمية الاستمرار بنفس الاتجاه والتنسيق المتكامل وصولا الى تحقيق السلام العادل والشامل وضرورة وقف العدوان الاسرائيلي وكل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام وإيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفقا للقانون والقرارات الدولية .

ولا يمكن الصمت امام ما يجرى من مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية المتكرر بما فيها اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى والاعتداءات على المصلين وتقييد وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس وتقليص أعداد المحتفلين في سبت النور ويجب وضع حد لمثل تلك الممارسات التى تقود المنطقة الى الدمار الشامل وضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف واستمرار الجهد الدبلوماسي العربي لمعالجة جذور التوتر والصراع الذي سيبقى يهدد المنطقة ويؤدي الى مضاعفة محاولات الاحتلال للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، وسرعة التحرك من اجل استئناف عملية السلام والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

المملكة الاردنية الهاشمية وبكل ما تحمله من حب ومشاعر صادقة نحو فلسطين وانطلاقا من التاريخ المشترك بين الشعب الفلسطيني والأردني تواصل جهودها من اجل الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس وحماية المقدسات الاسلامية والمسحية والعمل على تحقيق متطلبات الصمود الوطني الفلسطيني ومواصلة العمل العربي المشترك الذي يشكل نواة صلبة لإعادة تفعيل الجهود العربية والخروج بموقف عربي موحد لرسم استراتيجية عربية شاملة في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بشكل خاص وما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة استمرار سياسة تهويد القدس ومخططات التوسع الاستيطاني .

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here