لنفترق قليلا . . للشاعر نزار قباني

لنفترق قليلا . . للشاعر نزار قباني * د. رضا العطار

لِخير هذا الحب، يا حبيبي

وخيرنا

لنفترق قليلا

لأنًي اريد ان تزيد في محبتي

اريد ان تكرهني قليلا

بحق ما لدينا

من ذكرغالية كانت على كِلينا

بحق حبٍ رائعٍ

ما زال منقوشا على فمينا

ما زال محفورا على يدينا

بحق ما كتبته اليً من رسائل

ووجهك المزروع مثل وردة في داخلي

وحبكَ الباقي على شعري . . على اناملي

بحق ذكرياتنا

وحزننا الجميل وابتسامتنا

وحبنا الذي غدا اكبر من كلامنا

اكبر من شفاهنا

بحق احلى قصة للحب في حياتنا

اسألك الرحيلا

لنفترق احبابا

فالطير كل موسم

تفارق الهضابا

والشمس يا حبيبي

تكون احلى عندما تحاول الغيابا

كنْ في حياتي الشك والعذابا

كنْ مرة اسطورة

كنْ مرة سرابا

وكن سؤالا في فمي

لا يعرف الجوابا

من اجل حب رائع

يسكن منا القلب والاهدابا

وكي اكون دائما جميلة

وكي تكون اكثر اقترابا

اسألك الذهابا

لنفترق ونحن عاشقان

لنفترق برغم كل الحب والحنان

فمن خلال الدمع يا حبيبي

اريد ان تراني

ومن خلال النار والدخان

اريد ان تراني

لنحترق . . لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمة البكاء من زمان

لنفترق

كي لا يصير حبنا اعتياد

وشوقنا رماد

وتذبل الازهار في الاواني

كن مطمئن النفس يا صغيري

فلم يزل حبك . . ملء العين والضمير

ولم أزل مأخوذة بحبك الكبير

ولم ازل احلم ان تكون لي

يا فارسي انت ويا اميري

لكنني لكنني

اخاف من عاطفتي

اخاف من شعوري

اخاف ان نسأم من اشواقنا

اخاف من وصالنا

اخاف من عناقنا

فبأسم حبٍ رائع

أزهَرَ كالربيع في اعماقنا

أضاء مثل الشمس في احداقنا

وبأسم احلى قصةٍ للحب في زماننا

اسأك الرحيلا حتى يظل حبنا جميلا

حتى يكون عمره طويلا

أسألك الرحيلا

* مقتبس من ديوان الشاعر م 2 ص 799

3522

ألا تجلسين قليلا للشاعر نزار قباني * د. رضا العطار

ألا تجلسين قليلا ، ألا تجلسين ؟

فإن القضية اكبر منكِ ، واكبر مني ، ، كما تعلمين

وما كان بيني وبينكِ ، لم يك نقشا على وجه ماء

ولكنه كان شيئا كبيرا ، كبيرأ ، كهذي السماء

وكيف بلحظة ضعفِ نريد اغتيال السماء ؟

ألا تجلسين لخمس دقائق اخرى ؟

ففي القلب شيء كثير ، وحزن كثير

وليس من السهل قتل العواطف في لحظات

والقاء حبكِ في سلة المهملات

فإن تراثا من الحب والشعر والحزن

والخبز والملح والتبغ والذكريات

يحاصرنا من جميع الجهات

فليتكِ تفتكرين قليلا بما تفعلين

فإن القضية اكبر منكِ ، واكبر مني

كما تعلمين

انا لا احاول رد القضاء

ولكنني اشعر الان ان التشنج ليس علاجا

لما نحن فيه ، وان الحماقة ليست طريق اليقين

وان الشؤون الصغيرة بيني وبينكِ

ليست تموت بتلك السهولة

وان المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميلة

انا لا احاول تغيير رايكِ ، ان القرار قراركِ طبعا

ولكنني اشعر الان ، ان جذورك تمتد في القلب

ذات الشمال وذات اليمين

فكيف نفكُ حصار العصافير ؟

والبحر ، والصيف ، والياسمين ؟

وكيف نقص بثانيتين شريطا غزلناه في عشرات السنين ؟

سأسكُبُ كأسا لنفسي

وانت ؟ تذكرتُ انكِ لا تشربين

انا لست ضد رحيلكِ ، لكن

تذكرتُ ان السماء ملبدةٌ بالغيوم

واخشى عليك سقوط المطر

فماذا يضيركِ لو تجلسين لحين انقطاع المطر ؟

وماذا يضيركِ لو تضعين قليلا من الكحل فوق جفونكِ

انت تبكين كثيرا

وما زال وجهكِ – رغم اختلاط دموعك بالكحل – مثل القمر

انا لست ضد رحيلكِ ، لكن

لدي اقتراح بان نقرأ الان شيئا من الشعر

علً قليلا من الشعر ، يكسر هذا الضجر

تقولين انكِ لا تعجبين بشعري

وتحتضنين حروفي صباح مساء

واضحك من نزوات النساء

فليتكِ سيدتي تجلسين

فإن القضية اكبر منكِ ، واكبر منًي

كما تعلمين

أما زلتِ غضبى ؟ إذن سامِحيني

فانت حبيبة قلبي على كل حال

سأفرض اني تصرفت مثل جميع الرجال

ببعض الخشونة

وبعض الغرور

فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور ؟

واحراق جميع الشجر

* مقتبس من ديوان الشاعر م 2 ص 799

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here