هل نحن على عتبة حرب عالمية ثالثة ام نحن فعلا فيها؟

هل نحن على عتبة حرب عالمية ثالثة ام نحن فعلا فيها؟
بروفسور عبودي جواد حسن
عوض بذل الجهود لايقاف الحرب في اوكرانيا والوصول الى تسوية سلمية نرى معظم الجهود تتواصل وتتظافر من اجل هزيمة روسيا في هذا النزاع الخطير الذي يهدد هذا الكوكب. بالامس سمعنا وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن يقول اننا نسعى كي نرى روسيا ضعيفة (Weakened Russia ) كما سمعناه يقول وبصريح العبارة ان اوكرانيا في النهاية ستنتصر في هذه الحرب ( Ukraine Will win) بدل ان يقول ان (اوكرانيا لن تخسر هذه الحرب ) حيث في هذا القول الاخير لغويا عقلاني و له احتمالان: اما اوكرانيا لن تنتصر او ان يتنهي الامركما نسميه بالمفهوم العام (لا انتصار ولا هزيمة )( No Win No Lose)
الملاحظ ان لهجة تصريحات المسؤولين الكبار في الغرب وكذلك في روسيا تزداد حدة وشدة حالها حال الافعال المستفزة من الطرفين كتزويد اوكرانيا بانواع السلاح المتقدمة والاعتدة والخبراء وانواع المساعدات الاخرى من طرف الغرب وكاشتراطات روسيا بيع الغاز وانواع الطاقة الاخرى بالعملة الروسية (الروبل ) قليلة التداول في الاسواق المالية العالمية واشتراط روسيا ايضا منع دول الجوار الاسكندنافي كفنلندة والسويد الانضمام الى حلف الناتو
دعنا نستعرض اراء بعض المتخصصين والخبراء في هذا المجال اي مجال الازمات الخطيرة
حيث يقول العالم الامريكي المشهور بعدم تحيزه لاية جهة نعوم جومسكي ما مفاده ان اي رئيس روسي غير بوتين سيقوم بنفس العمل الذي قام به بوتين في اوكرانيا في هذا الوقت بالذات.
“اننا فعلا في اواسط حرب عالمية ثالثة سواء ادركنا ذلك او لم ندركه”هذا ما قالته فيونا هيل التي امضت سنوات عديدة في دراسة التاريخ ولها اراءها في اتجاهات التاريخ الاوربي وعلاقة اوكرانيا بروسيا وخاصة في المرحلة الراهنة.
وواصلت القول :من المحزن اننا رجعنا نتبع انماط تاريخية قديمة قلنا لن نعود ابدا اليها مهما كان الامر. وتقصد بذلك ان الحرب العالمية الثانية هي من نتائج الحرب العالمية الاولى.
وتتضمن تلك الانماط اعمال غربية فشلنا في رؤية كيفية انها كانت تساعد في خلق مخطط حرب يقوم به حكام اقوياء .حكام تعجبهم ميول قوة الحاكم الفرد في تحقيق مكاسب سياسية داخلية بدل العمل الجماعي من اجل امن وامان شعبه.
وشددت هيل على القول ان اوكرانيا اصبحت في خط المواجهة الاول ليس فقط بين الديمقراطيين وكبار المسؤولين الروس ولكن في في الكفاح من اجل الابقاء على نظام يستند على القوانين والقواعد الذي تكون فيه الامور التي تسعى اليها الدول لاتنتزع بالقوة . وعلى كل بلد في العالم ان ينتبه جيدا الى هذا الافتراض.
وتعتقد ان المسؤولين الروس وعلى راسهم بوتين يحتمل ان يستخدم كل انواع الاسلحة المتوفرة لديه بما في ذلك الاسلحة النووية. من المهم عدم الاعتقاد بالاوهام ولكن بالمقابل ان لا نفقد الامل في الخلاص..

وخلصت الخبيرة في الشؤون الروسية الى القول وفي كل مرة يعتقد المرء انه قد لايستخدم بوتين الاسلحة النووية نعم انه سيستخدمها…. تقول هيل… وليس علينا ان نرتهب اونخاف ولكن علينا ان نستعد الى هذه الاحوال ونفهم ماذا يجب ان نعمل للقضاء على الاخطار وتفادي التخريب والدمار
ومن هذا يتضح للجميع ان الوضع مهيأ للانفجار في اي لحظة على نطاق واسع او اوسع رغم كل الواسطات والتي كان اخرها حتى الان وساطة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرس بين طرفي النزاع روسيا واوكرانيا. المطلوب من الجميع التهدئة وضبط النفس وسلك السبل الدبلوماسية والا الاستمرار في حالة الجمود هذه وعدم المرونة سيؤدي الى المهالك والدمار الشامل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here