مشروع عزل ابراهيم رئيسي

مشروع عزل ابراهيم رئيسي
منى سالم الجبوري
من الواضح إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبنية على أساس نظرية ولاية الفقيه، يمکن إختصارها في شخص الولي الفقيه لأنه الآمر الناهي وصاحب القرار الاول والاخير، ولذلك فإن أي وجه أو مسٶول في النظام يدعمه أو يٶيده ويقف الى جانبه خامنئي، فإنه يعتبر في موقع قوة ويحسب له حساب بمقدار وقوة الدعم المقدم له من جانب خامنئي.
ابراهيم رئيسي، الذي رشحه خامنئي بنفسه ولم يکتف بذلك بل وحتى مهد له الطريق عندما قام بهندسة الانتخابات بصورة تضمن فوز رئيسي، لم يظهر تلك الکفاءة والقدرة والامکانية اللازمة في منصبه ومن خلال الحکومة التي شکلها ولاسيما بعد أن باتت الانتقادات اللاذعة والساخرة تنهال عليه من کل صوب وحدب وتکشف عن عجزه وعجز حکومته في التصدي للأمور وإدارتها بالشکل والصورة المناسبة.
الانتقادات والمآخذ التي إزدادت يوما بعد يوم ضد اسلوب وطريقة إدارة رئيسي وحکومته، وتزامن حدوث إحتجاجات شعبية في سائر أرجاء إيران وحتى التحذير من تطور هذه الاحتجاجات ولاسيما إحتجاجات المعلمين والعمال، کل هذا أدى الى دخول خامنئي شخصيا على الخط ودفاعه عن رئيسي الذي بات يطلق تصريحات مثيرة للسخرية نظير إنه سيعالج مشاکل المشردين في إيران خلال اسبوعين، وکان أغلب الظن التصور بأن دخول خامنئي على الخط ودفاعه عن رئيسي سوف يٶدي الى تخفيف الضغط عنه وجعله يلتقط أنفاسه، لکن الذي فاجأ الجميع هو إنه لم يتسنى له ذلك!
إعلان مصطفى رضا حسيني قطب آبادي، عضو مجلس الشورى الايراني عن شهر بابك، يوم الاثنين الماضي 25 أبريل، عن تقديمه لمشروع”عدم أهلية رئيسي”، في مجلس الشورى، تطور غير عادي يشير ليس الى فشل رئيسي وإظهار عجزه فقط وإنما يشير قبل ذلك الى فشل خامنئي والى قصر نظره ومراهنته على حصان ثبت منذ الجولة الاولى إنه حصان خاسر ولامحال من ذلك!
الملفت للنظر، إن قطب آبادي صرح لوسائل الاعلام الايرانية قائلا:”لقد أعددت مشروع عدم أهلية رئيسي ووضعتها على منظومة البرلمان. وحتى الان وقع على المشروع نائب واحد فقط، وبقية النواب لايوافقون على المشروع لأسباب مختلفة مثل الحذر أو عدم الاعتقاد أو المصلحة” لکن المثير في الموضوع هو إضافة هذا النائب في تصريحاته وهو يلمح الى فشل الحکومات ويربط بينها وبين حکومة رئيسي وکإنها إمتداد لها بقوله:” تم تقديم مرشح من فصيل معين إلى قصر الرئاسة في شارع باستور، والآن يريدون الاحتفاظ به، لكن في غضون أربع سنوات سيكون مصيره مثل الرؤساء السابقين. قالوا إن الحكومتين 11 و 12 لم يكن أداؤهما جيدين وأنهما أضرتا بالبلاد والشعب وأهدرتا الخزينة، وأن حكومة روحاني وجهت اتهامات مماثلة للحكومة قبلها. وستستمر هذه العملية.”، والحقيقة إن الموضوع ليس في عزل أو عدم عزل رئيسي وإنما هو بشأن إن رئيسي مجرد إمتداد روتيني ونمطي لحکومات فاشلة في ظل نظام يعيش أزمة حادة من کل الجوانب وليس بإمکان أية حکومة أن تجد لها حلا مع بقاء هذا النظام، هذه هي الحقيقة التي يحذر جميع نواب مجلس الشورى ومسٶولي النظام الايراني من الاعتراف بها!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here