طريق المجد للشباب (حلثة ثقافية) ـ الطيبة هي ذكاء القلب

طريق المجد للشباب (حلثة ثقافية) ـ الطيبة هي ذكاء القلب (*) د. رضا العطار

في اوساطنا المختلفة افراد لا يمتازون بالذكاء او النجاح او الشخصية ولكنهم يمتازون بشيء آخر لا نكاد نحدد تعينه، ولذلك نصف احدهم بانه رجل (طيب).

ونعني بهذا الوصف انه يكره أذى الناس، وان يحب الخير للناس، وانه حساس لا يجرح قلب المسكين وانه يسارع الى المعونة، فإذا شئنا التوسع في وصف هذا الرجل الطيب قلنا انه حين يكون ثريا، لا يفتخر امام الفقراء بثرائه، وحين يكون ناجحا، لا يتباهى امام المخفقين بنجاحه.

والمرأة الطيبة هي التي لا تشيد باولادها امام الزوجة الني حرمت الاولاد، واذا كانت سعيدة في زواجها تحتفظ في وصف سعادتها امام الزوجة الشقية.

كان النازيون الالمان وحوشا في كثير مما مارسوه من اعمال، ولكنهم احسنوا المروءة حين الغوا كلمة (خادم) واستبدوا بها عبارة (امين البيت).

الطيبة هي ذكاء القلب الذي قد يخالف احيانا منطق العقل، وهي التي تحملنا على ان ننسى الفروق الاجتماعية، هذه الفروق التي تنمو نموا بغيضا في المدن، فقد رايت بعض المالكين في الريف ياكلون مع عمالهم، وعرفت سيدة كانت تاكل مع خادمتها.

النفس المهذبة هي بعد كل شيء النفس الطيبة. وما ذكرناه هنا هو التهذيب الظاهر. ولكن هناك المروءة التي هي مذهب الرجل الطيب. وهو الذي يغيث المحتاج، في السر والخفاء، وهو الذي يواسي بكلماته ونقوده من يحتاجون الى المواساة.

على كل انسان ان يكون طيبا قبل ان يكون ناجحا، وقبل ان يفخر بذكائه او مكانته او عمله، يجب ان يفخر بطيبته،

اي عليه احيانا ان يفكر بقلبه بقلبه ويحس بعقله.

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للكاتب الموسوعي سلام موسى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here