فرحة العيد في القرآن والسنة (ح 1)

الدكتور فاضل حسن شريف

1- ورد اسم العيد باسم الفرح في القرآن الكريم “قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ” (يونس 58). ويسمى العيد لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد. ومن العبارات الشائعة في الأعياد (كل عام وأنت بخير) أو (كل سنة وأنت طيّب) أو (من العائدين الفائزين) (أسعد الله أيامك).

2- من صفات المسلم المسامحة ومن ايام المسامحة أيام العيد واخطر ما في الانسان ان يريد الانتقام من أخيه في الانسانية. والفرح والمسامحة مترادفتان مطلوبان في أيام العيد. قال الله جل في علاه من صفات المسلم المسامحة ومن ايام المسامحة أيام العيد واخطر ما في الانسان ان يريد الانتقام من أخيه في الانسانية. والفرح والمسامحة مترادفتان مطلوبان في أيام العيد. قال الله عز من قائل “فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” (الزخرف 89).

3- قال الله سبحانه “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْر” (البقرة 220) وافضل وقت للإصلاح وتقديم الفرحة والمال لتعويضهم عن فقدان ابائهم.

4- يقول أمير المؤمنين عليه السلام (كل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد) وبمجموع أيام الصيام فإن عيد الفطر له فرحة عدم عصيان الله بصيامه وقيامه، وأفراد المجتمع كل يذكر الآخر بالابتهاج لإنجاز مهمة طاعة الله وعدم عصيانه بتبادل التهاني والتبريكات. يقول الله جل جلاله “كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ” (الحجرات 7).

5- طالما ان الانسان مكرم “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ” (الاسراء 70) فان قتله يعد انتهاك لهذا التكريم الا ما حدده الشرع. ورد في الروايات ان السلف نهى عن حمل السلاح للافراح ايام العيد إلا ان يخافوا عدوا. والامة الخيرة “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” (ال عمران 110) هي التي تحفظ ناسها من الاذى واشر الاذى القتل.

6- ورد عن الشعائر والعبادات في كتب المراجع العظام: أن الأيام الشريفة كالأعياد تتميز بموضوع النظافة و الزينة، لذا جاء التأكيد ايضاً للغسل و الطيب و حسن الثياب، و الاعمال الاجتماعية العامة بحيث أن الصلوات فيها تقسم بهذا الطابع ايضاً كما في صلوات الجمعة و العيدين، وكذلك التأكيد لاهمية زيارة الإخوان و الأنفاق و الإحسان و غيرها من المفردات الاجتماعية.

7- قال الله تعالى “إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّـهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (المائدة 112-114). ولم تذكر كلمة العيد الا مرة واحدة في القرآن الكريم وهي في سورة المائدة. والعيد في الآية تعني عيسى عليه السلام طلب من الله تعالى إنزال مائدة طعام لتكون آية بصدق الحواريين لرسالته وتكون عيدا أي ان يتذكر الحواريون ان طلبهم حصل ويؤمنوا ويصدقون برسالة النبي عيسى عليه السلام وان يفرحوا لأنهم كانوا في عين الله سبحانه بمنحهم هذه الكرامة. لذلك على المؤمن ان يفرح بالعيد بانجاز العبادة التي حصلت قبل العيد من صوم او حج او ذكرى مولد نبي هدى الناس بعد ضلالة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here