عجبت لمن يجوع … كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه

{ عجبت لمن يجوع … كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه }
عبارة ملؤها ثورية وتحريضاً وخروجاً على ظلم الظالمين .
صولة للحق سبقتنا نحن (المستثقفين) , نحن المتبجحون في كتاباتنا وفيقهتنا على صفحات (السوشيال ميديا ) باستخدامنا مصطلحات مثل ( ثورة الجياع ) و ( انتفاضة الخبز ) و ( الثورة الوردية ) و( اجيال تشرين ) و… و…و.
قالها ….رجل بـدوي لا يملك من حطام الدنيا غير أطمار تستر جسده النحيل تتبعه أبنته , يمشيان الهوينا بخطىً هدها الجوع . ….
أنه ( ابو ذر الغفاري ) المنفي الى الربذة على بعد 38 فرسخاً من حضارة وحياة جديدة اسس لها وبناها صاحبه الذي جاء بقانون السماء ليطبقه على أناس كان اقل ما يقال عنهم ( اجلاف غلاظ ) , ولم يطل به المقام فيها فقد مات بعد حولين..
بـدوي من غفار دبر له الأمر بليل , ( لننفيه وهناك تقتله الجن , فهم كثيرون في جبال الحجاز ). كما قتلت صاحبه (سعد بن عبادة ).
بـدوي ليس له سند غير ايمانه وزهده , استوحدوه وطرد من المدينة , كان الناس عبيد السلطة .خائفون لم يقترب منه احد ولم يشيعه خارج المدينة او يودعه الا ثلاثة , ثلاثة لا يخافون في الله لومة لائم , ولا يراعون او يجاملون على الحق اي ظالم .
بدوي جاءه نداء مظلوم مثله .
اخرج يا ابا ذرعن اناس خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك .
بدوي افترى عليه تاريخ السلطان وقالوا عنه , هو اختار مناه … واعجبا وهل يختار احدنا منفاه ؟؟.
والله لو كان بلدنا جميلاً ما بدلناه بغير جنة الخلد .
لو كان بلدنا منصفاً عادلاً ما شددنا الرحال نحو منافينا . ولكنكم ظلمتم فصبرنا وتجاهلتم فوق جهل الجاهلينا
وتجبرتم على بـدوي مسكين مستكين فأخرجتموه وخرجنا معه نحو ارض الله الواسعة .
قسمتم كنوز كسرى وتيجانه واعطيتم هذا البدوي واعطيتمونا سقط المتاع.
تناهبتم ما ورد من بلد السواد وخيره وحرمتم ذلك البدوي لأنه ما غزى , ونحن حرمتمونا من الفيء لأنكم ما وجدتم لنا (خدمة جهادية ) في دفاتر السلطان .
حرمتم اكثر سكان المدينة من حصص( بيت المال ) وهذا البدوي منهم حتى انتشر الفقر بينهم وصار اكثر من 30% من سكانها تحت خط العوز والفقر حسب مقياس ( البنك القبلي ) لصاحبه أبو جهل .
قبل ان انتهي من خربشاتي تلك , تذكرت قصيدة تقول :
( تنهض تنكطع يمناك..
تكعد تخسر بدنياك ..
تسكت تنشره وتنباع …
تحجي تموت والوادم أجت تنخاك .)
معذرة ابا ذر قد لا تفهم على الدارج الشعبي من شعرنا وتريد قصائد قريض عصماء من قول علي بن ابي طالب او حسان ابن ثابت .
معذرة فقد مات حسان بن ثابت وقتل علي بن ابي طالب وهو يصلي في (المحراب ) .
الدكتور: جابر سعد الشامي
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط