فرحة العيد في القرآن والسنة (ح 3)

الدكتور فاضل حسن شريف

15- ان الذي يشارك أهله واصدقائه ومجتمعه افراح العيد دليل على عدم انانيته فمن طبيعة النفس البشرية التي تحب الخير للآخرين المشاركة في افراحهم. قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

16- السفرات الروحية في الأديان المختلفة مثل الصيام والحج تنتهي بأعياد بعد ان أجهد الإنسان نفسه في رضا خالقه بانجازه الأعمال المادية والروحية المطلوبة منه ونجاحه فيها. وإذا كان الطالب ينجح في امتحاناته فلابد ان يفرح ويفرح المجتمع كذلك به. قال الله عز وعلا “قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ” (يونس 58).

17- الشيطان بطبيعته يحب حزن المؤمن ويحزن عندما يجده فرحان وهذا شأن الاعداء. فعلى المؤمن ان يظهر فرحه لاغاضة الشيطان وهو بالتالي عدو الإنسان اللدود. قال الله تبارك وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ” (النور 21).

18- يقول الامام علي عليه السلام (إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه) ولاتمام قبول الاعمال فان للعيد طقوسه التي منها ان يكون المؤمن فرحا سعيدا لقبول خالقه ما طلب منه من عبادة كما يفرح العامل عند اكمال واجبه. ويدعو المؤمن في يوم العيد بأن يتقبل الله عمله خلال شهر رمضان “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ” (المائدة 27).

19- ومن تكبيرات يوم العيد (الله اكبر الله اكبر الله اكبر، لا اله الا الله والله اكبر، الله اكبر ولله الحمد) وفي روايات يستمر التكبير حتى آخر يوم. قال الله تبارك وتعالى “وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة 185).

20- ورد في كتاب الصوم للمراجع العظام: إنَّ عيد الفطر يأتي بعد الصوم، والصوم من جملة مقدمات الهدف ومقرباته بلا شكّ. قال الله سبحانه: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ” (البقرة 45). وقد فسر الصبر في الآية بالصوم، وقد قيل (الدنيا صوم يوم). ومع الوصول إلى الهدف تنتفي الحاجة إلى الصوم ويجب الإفطار وإظهار الفرح لذلك معنوياً. وأما عيد الأضحى، فهو يأتي بعد عناء السفر إلى الحجّ، الذي يرمز إلى السفر إلى الهدف, بتقديم مقدماته وإنجاز أسبابه. فإذا حصل الوصول وانتهى السفر، كان معناه حصول الهدف، لأنَّ السفر إلى الهدف ينتهي بالوصول إليه لا محالة، ومع حصول الهدف يحصل العيد والفرح.

21- حسب القاعدة الفقهية فان الأصل في الأشياء الإباحة والاحتفال بأعياد ميلاد الاشخاص مباح عند فريق من العلماء. ولكن فريق آخر يرى عدم الاحتفال الا بعيدي الاضحى والفطر فقط. والفريق الذي يؤيد الاحتفالات بأعياد الميلاد هو لاظهار الشكر لله على نعمه ولا يوجد نص بتحريمها او إباحتها. والعيد يعني الاحساس بقدوم شئ سعيد، ويعني مكافأة بعد عمل مثل عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان. قال الله تبارك وتاعلى “وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (المائدة 6). وجاء في الخبر (لَا حِليَة أحسن من حلية الثَّنَاء وَالشُّكْر).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here