وتزوجت اخيرا . . للشاعر نزار قباني

وتزوجت اخيرا . . للشاعر نزار قباني * د. رضا العطار

الى صاحبة السمو !

وتزوجتِ اخيرا . .

بئر نفط . .

وتصالحت مع الحظ اخيرا

كانت السحبة – يا سيدتي – رابحة

ومن الصندوق اخرجت اميرا . .

عربي الوجه . . إلا انه

ترك السيف يتيما . . واتى

يفتح الدنيا شفاها . . وحضورا

فاستريحي الان . . من عبء الهوى

طالما كنت تريدين اميرا

تتسلين به وقتا قصيرا

يتسلى بكِ – يا سيدتي – وقتا قصيرا

ويمد الارض من تحتك وردا وحريرا

فاشربي نفطا . . وسبحان الذي

جعل البترول مسكا وعبيرا

وتزوجت اخيرا ملكا

من ملوك الخلفاء الراشدين

وملكت الدين والدنيا معا

فاسجدي شكرا لرب العالمين

رازق الطير على اشكالها

مُسقط الغيث ، ملاذ التائهين

باعث الاموات من اكفانهم

بارئ المرضى وكافي المعدمين

واهب النفط لمن يختارهم

من بنيه الصالحين

كانت السحبة يا سيدتي رابحة

– مثلما قدرت – والصيد ثمين

وانا غير حزين

ولا تظني ابدا . . اني حزين

فأنا اعلمُ ، يا سيدتي ، علم اليقين

ما تسرين وما تعلنين

وانا اعرف يا سيدتي

اكثر الخيل التي كنت عليها تلعبين

وانا اعرف يا سيدتي

كيف خططتِ سنينا وسنين

لتصيدي ملكا

من ملوك الخلفاء الراشدين

لم يفاجئني الخبر

حين طالعت الجريدة

ورايت الشمع والاطفال والثوب الموشى بالذهب

ورايت الرجل المسحوب بالقرعة

معروضا كبرواز الخشب

لم يحركني الخبر

حين شاهدك في كل الصور

تتثنين كالطاووس شمالا ويمينا

وتذوبين حياءً وخفر

وتشدين على كف النبي المنتظر

لم يساورني العجب

فهواياتك كانت دائما

جمع فرسان الخشب

وتأملت شعوري

وانا اقرا اخبار زفافك

كيف لم احزن ولم افرح

ولا طرت سرورا

كيف لم اعبا . . ولم ابرق

ولم ارسل زهورا

كيف في ثانية مات شعوري

فالتي اشعلت في معبدها قنديل عمري

لم تعد تعني قليلا او كثيرا

كيف القيت على الارض الجريدة

ونسيت العرس اضواء ورقصا وكؤوسا

وتأملت التصاوير امامي

غير اني لم اجد فيها العروسا

وتسليت كثيرا

حين ابصرتك يا سيدتي

تقطعين الكعكة الكبرى

وتمشين كما تمشي اللعب

وتضمين امام الناس برواز الخشب

وتشيدين بانساب قريش

وفتوحات العرب

وتعجبت لنفسي

لم اكن اشعر في اي اسى

لم اكن اشعر في اي غضب

فانا اعرف يا سيدتي

ان احلامك ان تلتقطي

بدويا عاشقا

يرهن التاريخ عند امرأة

ويبيع الله في جلسة جنس وطرب

الف مبروك . . يا سيدتي

وادام الله بترول العرب . .

* مقتبس من ديوان الشاعر م 1 ص 464

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here