اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 41)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب الطهارة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: في بعض أعمال المؤمن ما بين الطلوعين: روي أنَّ النبي حين كان ينظر إلى السماء بعد استيقاظه، كان يقرأ هذه الآيات الواردة في آخر سورة آل عمران: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192) رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)” (ال عمران 190-194) وإذا أردت التخلي، فقدِّم رجلك اليسرى عند الدخول، وقل: (بسم الله وبالله أعوذ من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم). وتتبع الأحكام الفقهية المعتبرة حال التخلي، كوجوب ستر العورة وحرمة استقبال القبلة واستدبارها. فإنَّ في ذلك احتقاراً لها والعياذُ بالله. وترك الكلام إلا بذكر الله أو للضرورة، فإنَّ ذكر الله حسنٌ على كلِّ حال، وهو أجلُّ من أن يناله عيبٌ أو نقصانٌ من ذلك. ويستحبُّ أن تقول عند قضاء الحاجة: (اللهمَّ اجعلني طيباً في عافيةٍ، وأخرجه مني خبيثاً في عافية). وإذا أردت أن تستنجي فاستبرئ أولاً. ثم أقرأ دعاء رؤية الماء: (الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجساً). وتقول عند الاستنجاء: (اللهمَّ حصِّن فرجي وأعفَّه واستر عورتي وحرِّمْني على النار). وإذا فرغتَ وقمتَ، فأمسح بطنك بيدك اليمنى وقل: (الحمد لله الذي أماط عني الأذى وهناني طعامي وشرابي وعافاني من البلوى). ثم تخرج وتقدم رجلك اليمنى للخروج، وتقول: (الحمد لله الذي عرفني لذته، وأبقى في جسدي قوته، وأخرج عني أذاه. يا لها نعمةً يا لها نعمةً، يا لها نعمةً لا يقدر القادرون قدرَها).

جاء في كتاب الطهارة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: في بعض أعمال المؤمن ما بين الطلوعين: أعني طلوع الفجر وطلوع الشمس، بما فيه من طهارةٍ ودعاءٍ وصلاة. إعلم أنَّ النوم في هذه الفترة من الوقت مكروهٌ، وإنما هو مخصصٌ لذكر الله عزَّ وجل، بعد أن أخذ الجسم قسطه من النوم، ولم يحن وقت العمل والإرتزاق بعد، وقد ورد: إنَّ الله سبحانه يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإياكم وتلك النـومة. ومعه فينبغي أن يكون الفرد مستيقظاً ليحصل على رزقه. إلا أنَّ هذا الرزق المقصود لا شكَّ أنه أقرب إلى المعنويِّ منه إلى المادِّي، لوضوح وصول المادِّيِّ منه إلى اليقظ والنائم على حدٍّ سواء. فإذا استيقظ الفرد آخرَ الليل فليذكر اللهَ سبحانه، والأفضل أن يكون ذلك أوَّل خاطرةٍ تخطر في ذهنه، ويقول: الحمد لله الذي بعثني مـن مـرقدي هذا ولو شاء جعله سرمداً. ويضيف: حمداً دائماً لا ينقطع أبداً و لا تحصي له الخلائق عدداً. وليكن الاستيقاظ قبل الفجر بحدود ساعة، في زمانٍ يسع الطهارة وصلاة الليل، فإذا انتهت وبزغ الفجر صلى فريضة الصباح، وأتى بباقي الأعمال. وروي أنَّ النبي حين كان ينظر إلى السماء بعد استيقاظه، كان يقرأ هذه الآيات الواردة في آخر سورة آل عمران: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192) رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)” (ال عمران 190-194) وينبغي أن يكون الفرد في كلِّ أوقاته على غسلٍ ووضوء، أو قل: على طهارة تامَّة. فإنه مرويٌّ وله آثارٌ مهمة، منها ما ورد في الروايات من: (أنك إذا متَّ متَّ شهيدا). وأسهل أساليب ذلك عملياً هو المبادرة إلى رفع الحدث كلَّما حصل، والوضوء على الوضوء مطلوبٌ إجمالاً، وخاصةً عند حصول بعض الفعاليات الدنيوية، وكذلك عند إرادة الدخول في أيِّ صلاة، وكذلك ـ حسب فهمي ـ عند حصول بعض المحرمات من الفرد كالكذب والغيبة وغيرها. ولا ينبغي أن ننسى بهذا الصدد استحباب تثنية الغسلات، والأحوط عدم التثنية باليسرى احتياطاً لها في المسح. وكذلك اليمنى إذا أراد المسح بها من دون أن يستعملها في غسل اليسرى. وكذلك الوجه لأخذ البلل منه عند جفاف بلل اليد. ويستحبُّ أن يبدأ الرجل بظاهر ذراعيه في الغسلة الأولى، وفي الثانية بباطنهما، والمرأة بالعكس. هذا، وأما كيفية صلاة الليل ونافلة الصبح وصلاة الصبح ومستحباتها وتعقيباتها، فهذا ما سيأتي في كتاب الصلاة.

جاء في بحث حول الرجعة لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: من إثبات روايات الرجعة :الحاجة إلى إيصال المجتمع الإسلامي إلى أفراده يعني المحاسبة في الدنيا قبل يوم القيامة . وهذا ما دل عليه القران الكريم بعدة أساليب منها قوله تعالى “إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ” (ال عمران 199) وقد ورد ذلك مكرراً في القران الكريم. ومن الواضح أن سرعة الحساب لا تناسب تأجيله إلى يوم القيامة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here