الدفاعية!!

الدفاعية!!
سلوك الأمة دفاعي وفيه درجة عالية من الإستكانة والخضوع , ولا يوجد ما يشير إلى السلوك الإقدامي (من الإقدام) ’ وكأن الأمة في زاوية حادة خانقة , وتريد البقاء وحسب , أو كالغريق الذي يريد التعلق بقشة.
فالأمم الحية لا تعيش في حالات دفاعية متواصلة , وأكثرها تجد في المبادرة والتوثب وسائل للدفاع العزيز المقتدر.
أما سلوكنا المبني على عدم معرفة ذات الأمة وجوهرها , فيدعونا لرفع شعارات مثل ” هبوا للدفاع عن لغة الضاد: , “هبوا للدفاع عن الإسلام” , وهبوا للدفاع عن كذا وكذا.
وفي هذه الشعارات المغرضة تكمن الهزائم النفسية والإنكسارات السلوكية , التي تؤدي إلى تداعيات مريرة ونكبات خطيرة , مثل شعار ” هبوا للدفاع عن القدس أو فلسطين ” فأوصلناهما إلى حال اليوم.
الأمم الحية لا تدافع بل تتقدم وتسير في طريقها الواضح المعلوم , وعندما تغيب خارطة الحاضر والمستقبل عن أبناء أي أمة , فأنها تتخبط وتنطلق في شعارات توهمها بأنها موجودة , وقادرة على التفاعل مع الحياة.
فالأمة عليها أن تغادر خنادق الدفاعية , وتتعلم آليات الإقدام والإبتكار والمبادرة , وترسم أهدافا بينة تتوجه نحوها بطاقات أجيالها المتطاتفة , المعتصمة بمصالحها المشتركة.
وعليها أن لا تستكين وتتواصل بأساليبها الدفاعية التي تجلب لها الهزائم المتعاقبة , فمسيرة القرن العشرين تخبرنا بالآتيات , وتعلمنا بأن الخط الدفاعي يجلب الهزائم والويلات , ويجعل بلدان الأمة في محنة الإفتراس من قبل القوى المتوحشة الطامعة بمصادرة ثروات ومصير الأمم.
فهل من همة عالية وإقدام وإصرار على تأكيد إرادتنا الحرة العزيزة؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here