“لغز” الكهرباء في العراق.. ضيفٌ لا يحل في صيف ملتهب!

“لغز” الكهرباء في العراق.. ضيفٌ لا يحل في صيف ملتهب!
نيرة النعيمي
وفي ظل هذا، قالت مريم سلمان – المستشارة في شركة قمر للطاقة الاستشارية في دبي – إن أزمة الكهرباء في العراق أصبحت لغزا أو مجموعة ألغاز يصعب حلها. وفي مقابلة مع DW، أكدت على “هذا اللغز” بقولها: “في العراق، لا يمكن التخلص من اللوبي السياسي وإنهاء طرق السرقة والخداع وسوء الإدارة والهدر المالي في قطاع الكهرباء دون تنفيذ إطار تنظيمي قوي لدفع وتيرة الإصلاح. ومن ناحية أخرى لا يمكن البدء في هذه الأمور دون القضاء على الفساد”.
مليارات تنفق، فما المحصلة؟
وإزاء ذلك، تعهدت حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالعمل على حل أزمة الكهرباء في وعود تكرر على أذان العراقيين سماعها كل صيف، لكن يبدو أن القائمين على إدارة البلاد لا يفعلون شيئا على أرض الواقع في العراق الغني بالنفط. وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، قالت لجنة برلمانية تم تشكيلها للتحقيق في أزمة انقطاع الكهرباء، إنه أُنفق 81 مليار دولار (68 مليار يورو) على قطاع الكهرباء في العراق منذ 2005.ورغم ضخامة ما أنفق، إلا أنه لم يطرأ أي تحسن كبير في هذا القطاع فلا يزال العراقيون يعانون من تقليص ساعات تزويدهم بالكهرباء.
وإزاء ذلك، سيكون من السهل تحميل الفساد المستشري في البلاد، مسؤولية أزمة الكهرباء في العراق، كما يؤكد المتظاهرون الغاضبون، لكن محللين يقولون إن إيجاد إجابة عن السبب وراء أزمة الكهرباء يعد أمرا شديد التعقيد. وفي هذا السياق، قال علي الصفار، المحلل في الوكالة الدولية للطاقة ومقرها باريس، “إن الأمر يشبه العاصفة الكبيرة إذ أنه لا يتعلق بمشكلة تقنية فحسب بل هناك عوامل غير تقنية وراء أزمة الكهرباء في العراق فهناك أسباب سياسية واقتصادية”.وتقدم الوكالة الدولية للطاقة مشورات للحكومات حيال قطاع الطاقة وتجمع بيانات بشأن إمدادات الطاقة العالمية. ويضيف الصفار أن هناك أسبابا خارجة عن سيطرة السياسيين في العراق، على سبيل المثال ارتفاع معدل السكان وأيضا ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية وزيادة فترة فصل الصيف واشتداد وطأته. وشدد الصفار على أن كل هذه العوامل تدفع إلى زيادة الطلب على الطاقة والكهرباء ويقل العرض إذ تعمل مولدات الطاقة بشكل غير فعال في الطقس شديد الحرارة. بيد أن الصفار يؤكد أن العوامل الأخرى قد تكون ناجمة عن سوء الإدارة. ويرى المحلل وغيره من المراقبين للشأن العراقي أن أحد المشاكل الرئيسة في البلاد يتمثل في ارتفاع مستويات عدم الكفاءة سواء في العرض وأيضا إدارة الطلب.
أعلنت وزارة الكهرباء، اليوم الخميس، عن إدخال خط جديد لنقل الطاقة استعداداً للصيف.
انها “تعمل بإدارتها العليا وملاكاتها العاملة على الإيفاء بإلتزاماتها، لتحقيق الرؤية والرسالة والخدمية المنشودة التي تسعى الى تجسيدها واقعاً يعيشه ابناء هذا الوطن”، مبينة ان “ملاكات الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية للمنطقة الجنوبية تمكنت من إدخال خط نقل الطاقة الكهربائية الضغط الفائق ( رميلة غازية – خور الزبير ) 400 ك.ڤ مزدوج الدائرة الى العمل، كأول خط من نوعه ينفذ في المنطقة الجنوبية بطول 70 كم ، وبطاقة نقل تصل الى 2000 ميغاواط في محافظة البصرة”. واضافت ان “المشروع الذي اشرف عليه مباشرة مدير عام الشركة زياد علي فاضل، يتضمن نصب 171 برجاً بدائرتين بمواصفات فنية خاصة، يصل ارتفاع بعضها الى 85 مترا، وبأبعاد مختلفة صممت لعبور التعارضات في مناطق الرميلة وخور الزبير وخطوط 132 ك.ڤ ومغذيات التوزيع والشوارع الرئيسة وحقول النفط ، باستخدام اسلاك نوع (ACSR 490/65) ودائرتي الخط المذكور”.
وبينت ان “أعمال الربط النهائية وإجراء الفحوصات اللازمة على الخط انجزت وأدخل للعمل”، موضحا ان “هذا الخط سيسهم بتعزيز وربط محطة توليد كهرباء الرميلة الغازية بالمنظومة الوطنية، وسيعمل على استقرار المنظومة الكهربائية في المنطقة الجنوبية خصوصاً والعراق بصورة عامة”.
الجدير بالذكر ان ملاكات الشركة أنجزت خلال السنوات الثلاث الاخيرة الكثير من مشاريع البنى التحتية المهمة التي أسهمت في استقرار ورفع كفاءة المنظومة الوطنية عامة ، ومحافظة البصرة بشكل خاص.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here