من الأعراب ويتكلم كيف يحكم العالم

من الأعراب ويتكلم كيف يحكم العالم، نعيم الهاشمي الخفاجي

شر البلية مايضحك، العرب أمة محكومة عبر تاريخها وليست حاكمة، عندما تقرأ مايكتبه الإعلاميين والكتاب والصحفيين والمغردين العرب في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي نجد كم هائل من الهراء والكذب والنفاق، لدى العرب وأعني الحكام وحواشيهم قابلية في قبول قوى الاستعمار وتسليمهم الثروات ومحاربة كل القوى العربية والإسلامية والعالمية الرافضة للظلم والطغيان، غالبية حكام العرب لايملك لايملكون صلاحية زراعة أراضي بلدانهم بالحبوب والفواكه، وليس من حقهم الاستفادة من ثرواتهم المائية، والسبب جعل الدول العربية دول تستهلك الحبوب والمنتجات للدول الكبرى المتسيدة على العالم، بوضعنا العراقي نجد اكثر من ٩٥% من مياهنا تذهب للخليج، كتب بعض المتخصصين واعدوا دراسات لمعالجة أزمة شح المياه بالعراق ووضعوا دراسات في كيفية استغلال كل مياهنا وعدم تركها تصب في الخليج بدون الاستفادة منها، كذلك الحال مياه النيل تصب في البحر الأبيض المتوسط بدون الاستفادة منها، ونشاهد التهديدات المصرية في شن حروب ضد اثيوبيا بسبب إقامتها لسد النهضة.

أحد الإعلاميين العرب يمتاز في الكذب والتدليس ولديه كره وحقد دفين ضد كل القوى العربية والإسلامية الرافضة للتطبيع المجاني كتب التغريدة التالية( ‏كنا نعتقد ان من يملك المال والاقتصاد والتكنولوجيا يحكم العالم، فاكتشفنا ان من يملك الاقتصاد والمال والتكنولوجيا ولا يملك القوة العسكرية يصبح لقمة سائغة لمن الاسلحة والجيوش. روسيا واوروبا مثالاً).

نفس هذا الاعلامي الساذج عندما بدأت الحرب في أوكرانيا قال إن بوتين تورط ويكون حاله مثل حال صدام الجرذ، وقال الروبل سوف يصبح الف روبل مقابل دولار واحد، بعدها غير وقال بوتين صلب ويصمد ……الخ، بيوم انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا كتب نفس هذا الاعلامي السوري الأصل بالقول حانت لنا فرصة إلى إسقاط نظام الأسد ……الخ للظاهر الأخ يعيش في أحلام ونسا ان العالم مقسم مابين الدول الخمسة الكبرى وان سوريا والعراق وليبيا والجزائر واليمن من حصة روسيا، وإن المواجهة الحالية تنتهي في تقاسم النفوذ مابين الدول الكبرى، والعرب خارج مجال رسم النظام العالمي الجديد، تبقى دول الرجعية العربية ابقار حلوبة إلى الحلاب المستر ترامب.

لايختلف أثنان ان من يمتلك القوة هو من يحكم، وقد وردت قصص في القرآن الكريم عن طغاة وجبابرة ملكوا العالم من خلال القوة، ‏‎منذ عهد فرعون ويعلم الناس الحقيقة المؤلمة ان من يملك القوة هو من يحكم العالم، ولم يستطيع احد قهر فلم قوة فرعون وجنده إلا بقوة ومكر من الله، هاهي اليابان تملك المال والاقتصاد والتكنولوجيا لكنها لاشيء في موازين القوى بالعالم بعكس الصين وكوريا الشمالية، اليابان ملكت القوة بالحرب العالمية الثانية لكن تم قصفها بالنووي من قبل الدولة العظمى الأولى التي ترفع شعار نشر الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الانسان……الخ.

هذه الدول العظمى الكبرى اهتموا في دعم واستثمارالنشاط العقلي لدى مواطنيهم، العلم والمعرفة هو من يحرك العالم بما فيه، فمن عقله نشيط يتحكم في خيرات النائمين وكلما كانت ثروات النائمين عظيمة كان المتحكم بهم أعظم.

الأنظمة للدول الكبرى هم بشر عاديين، اشبه في تجار كبار يسيطرون على السوق التجاري لمدينة وياويل الذي ينافسهم في التجارة يجتمعون على محاربة منتجه التجاري ويخفضون الأسعار إلى أن يعلن افلاسه، العرب أمة محكومة ومحلوبة، لا سلام ولا أمان ما لم تكن تملك من القوة ما يجعل من حولك يهابونك.

‏‎حتى تحكم العالم يجب أن تكون كامل الأوصاف، تملك التكنولوجيا والمال و الإقتصاد والقوة العسكرية والثروات الطبيعية، وهذه المواصفات لا تتوفر إلا في عدد من الدول الكبرى اسموهم في اللاعبين الخمسة الكبار.

‏‎من يملك السلاح والغذاء والدواء والطاقة وعندة اكتفاء ذاتي لشعبه، ويكون له مكان مابين الدول الكبرى، العرب صرفوا تريليونات الدولارات على شراء الأسلحة، وما فائدة القوة العسكرية والمال، وانت ممنوع عنك ان تزرع وتصنع ومجبور عليك ان تستورد السلاح والغذاء والطاقة، بل حتى ادامة الأسلحة ليس من حقك وتأتيك شركات من الدول التي باعت عليك أيها العربي السلاح لكي تقوم بعمل ادامة للاسلحة مقابل مئات ملايين الدولارات.

هناك دائما أسباب خفية في الحروب لا تفهمها عامة الناس، اشعال الحروب لم تكن للتسلية ابدا وإنما لبسط السيطرة الاقتصادية وكسب المال على حساب الدول الضعيفة والفقيرة.

‏من يراهن على العدالة الدولية كمن يراهن على الذئب لإنصاف الغنم،‏‎لا توجد عدالة دولية وإنما توجد مصالح دولية.. لأن السياسة لا تؤمن بالقيم الأخلاقية و الإنسانية، تؤمن فقط بالمادة و القوة في ظل هيمنة النظام الرأسمالي المتوحش.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

6/5/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here