إياد علاوي : الانتخابات المبكرة أفضل الحلول للأزمة السياسية.. والديمقراطي الكوردستاني أكبر قوة تحكم الأرض ومجلس النواب

إياد علاوي لرووداو: الانتخابات المبكرة أفضل الحلول للأزمة السياسية.. والديمقراطي الكوردستاني أكبر قوة تحكم الأرض ومجلس النواب

حاوره: معد فياض
 
يرى السياسي العراقي، إياد علاوي، أول رئيس للوزراء بعد تغيير نظام صدام حسين، وزعيم ائتلاف الوطنية وحزب الوفاق الوطني، أن الذهاب إلى الانتخابات المبكرة، هو أفضل الحلول للأزمة السياسية الخانقة في العراق، مشدداً على أنه يجب على السياسيين عدم التصرف كرابح أو خاسر في الانتخابات الأخيرة من أجل خدمة العراق.
وفي أول حوار صحفي له بعد تجاوز وعكته الصحية الأخيرة، قال علاوي في حوار لرووداو، اليوم الثلاثاء 10 أيار 2022: “علينا أن نعترف أن التيار الصدري هو الفائز في الانتخابات لكنه إذا شكل حكومة الفائزين لن تصمد بسبب وجود الثلث المعطل”.
واعتبر علاوي الحزب الديمقراطي الكوردستاني “يشكل أكبر قوة تحكم الأرض ومجلس النواب”، مؤكداً أن “الديمقراطي الكوردستاني هو الأكثر قرباً لنا”، واصفاً الرئيس مسعود بارزاني باعتباره “أخ وصديق قريب لي جداً منذ سنوات النضال في المعارضة وحتى اليوم”.
واقترح رئيس ائتلاف الوطنية على شبكة رووداو الإعلامية “إجراء حوار وطني شامل حول الأوضاع التي وصل إليها العراق اليوم”، مشيراً إلى أن “رووداو قناة إعلامية رصينة نثق بها ونحترمها”.
وفيما يلي نص الحوار:
رووداو: بداية نهنئكم على تجاوز الوعكة الصحية التي مررتم بها مؤخراً بسلام.
 
إياد علاوي: شكراً لكم ولشبكة رووداو الإعلامية التي نكن لها احتراماً كبيراً.
أنجزنا الكثير
رووداو: ترأستم أول حكومة عراقية بعد تغيير نظام صدام حسين، ما الذي منعكم من بناء دولة المؤسسات التي تحدثتم عنها كثيراً؟
 
إياد علاوي: تحدثنا قليلاً وعملنا كثيراً.. الحديث كان قليلاً والإنجازات كانت كبيرة.. أولاً، أنا أعدت بناء الجيش العراقي، وقوات الشرطة والمخابرات والأجهزة الأمنية، وقوات مكافحة الإرهاب التي رفدتها بأفضل ضباط الجيش العراقي وهي تكاد تكون القوة الوحيدة المنظمة في الدولة العراقية حتى اليوم، وأنا الذي أرسيت دعائم القضاء، وتشكيل المحكمة الاتحادية (قانون رقم 30 لسنة 2005)، من أجل سيادة القانون والقضاء، ونحن من بنى المؤسسات، على عكس الادعاء بعدم بناء المؤسسات، أنا بنيت مجلس الإعمار وسلمته لنائب رئيس الوزراء، برهم صالح، ومجلس السياسات العليا للنفط والغاز، الذي أشرف على توزيع الثروة النفطية والغاز بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان وبقية المحافظات، وعملت على بناء اللجنة الاقتصادية العليا، وهيئة الخصخصة ودعوت إلى أن كل ما يتم خصخصته يسجل باسم العاملين في تلك المؤسسة. كل هذا تم في فترة زمنية قياسية لم تتجاوز الـ11 شهراً وخلال ظروف صعبة وبالغة التعقيد مليئة بالمتناقضات حيث النشاطات الإرهابية من قبل تنظيم القاعدة والميلشيات المسلحة.
رووداو: هل تعتقدون أن انتخابات 2005 كانت مهمة، أم أن تأجيلها كان سيتيح لكم تنفيذ برنامجكم بصورة أفضل؟
 
إياد علاوي: نحن اتفقنا خلال العمل في المعارضة، خارج العراق، على أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد تغيير النظام، ليختار الشعب العراقي من يرغب به ويراه مناسباً، نعم كانت هذه الانتخابات مهمة وأساسية ولم يحصل بها أي تزوير وإنما كانت ضمن نطاق واحد وضمن مؤسسات الأمم المتحدة وبدون تدخل الحكومة فيها وهذا كان نذير خير للعراق والعراقيين.
 
حكومات كئيبة
رووداو: باعتقادكم، من الذي تسبب بوصول العراق إلى هذه الأوضاع اليوم؟
 
إياد علاوي: واضح أن الأحزاب في العملية السياسية تفتقد إلى الرجال الذين يتمتعون بخبرات سياسية وإمكانيات واضحة، والعملية السياسية بنيت على أسس خاطئة منها المحاصصة الطائفية والنفوذ الأجنبي والفساد، كل هذا وأمور أخرى أدت إلى تآكل العملية السياسية التي أنتجت انتخابات وحكومات كئيبة. وأنا هنا أطرح ومن خلال قناتكم الإعلامية (رووداو) الكريمة لمناقشة هذا الموضوع: لماذا وصل العراق إلى ما هو عليه اليوم؟ وأتمنى أن تتبنى (رووداو) حواراً وطنياً لمناقشة هذا الموضوع المهم، لأنني اعتبر رووداو مؤسسة محترمة ونزيهة وقادرة على اجراء هذا الحوار.
رووداو: العراقيون كانوا ينتظرون من المعارضة العراقية التي كانت في الخارج، وأنتم كنتم أحد أقطابها البارزين، إرساء نظام ديمقراطي وبناء دولة حديثة.. لكن النتائج جاءت على العكس من ذلك تماماً.. ما السبب؟
 
إياد علاوي: نعم كنا نأمل بناء عراق ديمقراطي، ودولة حديثة، غير عدوانية تقوم على مبادئ المواطنة وإجراء انتخابات نزيهة يُدلي خلالها العراقيون بأصواتهم بكل حرية، وهذا لم يحصل إلا في الانتخابات الأولى بعد تغيير النظام في العراق عام 2005، للأسف المعارضة العراقية، بعد عودتها إلى البلد، لم تقم بهذه المهمة.
فهم خاطئ للمعارضة
 
رووداو: فزتم في انتخابات 2010 لكنكم لم تتمكنوا من تشكيل الحكومة، والبعض من العراقيين يلقون اللوم عليكم.. هل تعتقدون أنكم أحد أسباب خسارة هذه الفرصة؟
 
إياد علاوي: حول خسارة هذه الفرصة، أحيلكم إلى مسألتين، الأولى تصريحات الأخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر السابق، والمسألة الثانية إلى كتاب بن رودس (العالم كما هو) وهو كان مسؤولاً عن المفاوضات السرية بين أميركا وإيران، التي كانت تعقد في مسقط.. الحقيقة أن من يتحمل مسؤولية ما حصل في انتخابات 2010 هو التواطؤ الأميركي الإيراني بمنع القائمة الفائزة بالانتخابات (القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي)، تشكيل الحكومة حيث كان يجب أن يكلف رئيس الجمهورية، جلال طالباني، زعيم القائمة الفائزة، وهو أنا، بتشكيل الحكومة لكن الأخ الراحل طالباني لم يقم بهذه المهمة، وكان الوحيد الذي ينادي ويطالب بتكليفنا بتشكيل الحكومة هو الأخ مسعود بارزاني، رئيس إقليم كوردستان وقتذاك، الذي قال يجب إعطاء القائمة العراقية فرصة تشكيل الحكومة وإذا لم تستطع فيجب تكليف غيرهم بعد 30 يوماً، لكن هذا لم يحدث على الاطلاق.
رووداو: لماذا لم تختاروا العمل من خلال المعارضة الوطنية بعد مصادرة حقكم في انتخابات 2010؟
 
إياد علاوي: للاسف مفهوم المعارضة لم يتم فهمه بالشكل الصحيح من قبل القائمين على الأمور في العراق، وهي تعني في نظرهم التعامل والعمل مع جهات خارجية، مع ذلك جرت اغتيالات واعتقالات واسعة النطاق في صفوف حركة الوفاق وائتلاف العراقية، لهذا لم نستطع العمل كمعارضين، وحتى الآن لم تتبلور فكرة صحيحة وحقيقية عن مفهوم المعارضة باستثناء المتظاهرين الشرعيين السلميين وهؤلاء أيضاً لا يعترفون بهم بدليل ما يحصل من قتل وذبح في صفوفهم من قبل السلطات الغاشمة.
انتخابات مزورة
 
رووداو: كيف تعاملتم مع نتائج الانتخابات الأخيرة، وهل أنتم راضون عنها؟
 
إياد علاوي: نحن امتنعنا عن الترشيح وقاطعنا الانتخابات ورفضنا الاشتراك بانتخابات مزورة مقدماً وهذا جرى من خلال مجموعة قوانين سُنت من قبل المفوضية العليا للانتخابات، أولاً تم منع المواطنين العراقيين الذين يقيمون في خارج العراق من الادلاء بأصواتهم، ثانياً، كانت البطاقة البايومترية غير عاملة وغير فاعلة بدليل تم عدم اعتماد هذه البطاقات في الكثير من المراكز الانتخابية، حتى أن مفوضية الانتخابات قالت بعد انتهاء التصويت، إن العد مستقبلاً سيكون يدوياً ولن يتم الاعتماد على البطاقة البايومترية، لهذه الأسباب وغيرها، ونتيجة تكميم الأفواه والتدخل الأجنبي، وأعني التدخل الأميركي والإيراني والتركي، رفضنا الاشتراك في الانتخابات وليس لدينا أي استعداد لدخول مثل هذه الانتخابات، كما أن هذه الانتخابات لم ولا تمثل التوجه الديمقراطي الحقيقي في العراق وإنما جاءت تكريساً لواقع المحاصصة والطائفية السياسية وللنفوذ الأجنبي سواء كان إقليمياً أو دولياً.
رووداو: هل تعتقدون أن خسارتكم في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول 2021 مفاجأة أم هي نتيجة تراجع ائتلافكم؟
 
إياد علاوي: مثلما قلت آنفاً، نحن قاطعنا الانتخابات، وأنا حذرت، في بياناتنا وبوضوح في انتخابات 2018 وهذه الانتخابات الأخيرة 2021، طالبت بإلغاء نتائجها والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
 
عملية سياسية منهارة
 
رووداو: نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة فككت القوى الشيعية والسنية والكوردية، وأبرزت هامشاً للمستقلين، هل تعتقدون أن هذه النتائج جاءت لصالح العراقيين؟
 
إياد علاوي: لا تزال التجربة الانتخابية وليدة العملية السياسية المنهارة قائمة.. هذه العملية السياسية المنهارة نتج عنها مجلس نواب منقسم، ونتج عنها انتخابات مزيفة.. انتخابات فيها تدخلات دولية وممارسات طائفية وانحيازات جهوية، وهذا ما شهدناه بدليل أن سؤالكم يتحدث عن قوى شيعية وسنية وكوردية. كنا والأخ العزيز الرئيس مسعود بارزاني وحزبه، الديمقراطي الكوردستاني، نتمنى أن يكون العراق دائرة انتخابية واحدة وليس 83 دائرة كما حدث في انتخابات 2021.
رووداو: هل تعتقدون أن قوى الإسلام السياسي، الشيعي، ستبقى مسيطرة على الأوضاع في العراق؟
 
إياد علاوي: كلا وكلا وكلا.. هناك تناقضات شديدة لأنها بنيت على باطل وعلى الفساد وعلى مبدأ المحاصصة وعلى تدخل النفوذ الخارجي الذي أراد للعراقيين أن ينقسموا إلى شيعة وسنة وكورد وتركمان.
الديمقراطي الكوردستاني قوة حقيقية
 
رووداو: كنتم الأكثر قرباً للحزب الديمقراطي الكوردستاني لكنكم لم تتحالفوا معهم انتخابياً أو برلمانياً.. ما هي الأسباب؟
 
إياد علاوي: أقرب الأحزاب لنا هو الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ومنذ كنا رفاق سلاح خلال النضال في المعارضة كانت مواقفنا مشتركة، وحتى بعد المعارضة كانت وما زالت مواقفنا السياسية موحدة، وعلى المستوى الشخصي فإن قادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني هم الأقرب لي من دون كل الأحزاب.. الأخ مسعود بارزاني هو أقرب، كأخ وصديق وسياسي، لي. نعم نحن نتفق بمساحات ونختلف بمساحات أخرى لهذا لم نعلن تحالفنا لأننا كنا رافضين لمبدأ الاعتماد على الجهة التي نمثلها سواء كانت طائفية أو عرقية أو سياسية، نحن نؤمن أن العراق للجميع، وأن العراقيين يجب أن يتمتعوا بمواطنة كاملة تعتمد على العدل والمساواة، يعني ليس هناك أي فرق أو تمييز بين عراقي كوردي وعراقي عربي .
رووداو: هل تعتقدون أن الكورد، خاصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، يشكلون اليوم قوة سياسية مؤثرة عراقياً؟
 
إياد علاوي: بالتأكيد إن أكثر قوة تحكم الأرض ومجلس النواب هو الحزب الديمقراطي الكوردستاني وهنيئاً لهم، ونحن بصراحة نعتبر انتصارهم هو انتصار لنا، ولهذا نحن مع فوزهم وأن تستمر الحوارات معهم، وحواراتنا مستمرة مع الأخ مسعود بارزاني، هناك ما نتفق عليه وأيضاً ما نختلف حوله، وهذا لا يمنع بأن الديمقراطي قوة أساسية ويجب الحوار معهم بعقلية منفتحة تماماً والاعتراف بهم.
 
لا غالب ومغلوب
 
رووداو: حسب تجربتكم السياسية العميقة، هل تعتقدون أن الأوضاع ستكون لصالح تشكيل حكومة أغلبية وطنية، مثلما يطالب التيار الصدري وتحالف سيادة والحزب الديمقراطي الكوردستاني، أم ستبقى الأمور على ما هي عليه وتتشكل حكومة توافقية حسب ما يطالب الاطار التنسيقي؟
 
إياد علاوي: دعني أقول لكم.. أنا أصدرت بياناً ومبادرة قلت فيها يجب أن لا نعتبر أنفسنا خاسرين أو رابحين.. ويجب عدم التصرف من مواقع الخسارة أو مواقع الربح بل علينا أن نتصرف جميعاً كعراقيين مسؤولين أمام هذه الفرصة الراهنة وما أزال عند هذا الرأي وأرفض تسمية غالب ومغلوب وهذا خطأ وخطيئة كبيرة. بصراحة الكتلة الفائزة هي التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وله أن يختار رئيس الوزراء لكن بالاتفاق مع الاطار التنسيقي وبقية الاخوة في مجلس النواب، أما أن يشكل (الصدر) الحكومة ويستثني الآخرين من العمل السياسي فهذا غير صحيح وهذا لا يخدم وحدة العراق ولا إمكانيات العراق، لهذا أعتقد بأن الأوضاع ستبقى على ما هي عليه، متوترة وغير مجدية.
رووداو: طالبتم بمنح مقاعد برلمانية أو فرصة للخاسرين في الانتخابات، هل تعتقدون أن ذلك يتماشى مع الأنظمة الديمقراطية السائدة في العالم؟
 
إياد علاوي: لم نطالب بهذا الشيء أبداً.. أبداً، وأنفي هذا الكلام جملة وتفصيلاً، أنا طالبت أن لا يتصرف المنتصر بأنه منتصر وان لا يتصرف الخاسر كخاسر، وأن العراق للجميع وملك للكل لهذا أنا أستغرب من أني طالبت بمنح مقاعد برلمانية للخاسرين، أبداً. وبالنسبة لنا في ائتلاف الوطنية هو قرارنا بمقاطعة الانتخابات هذا القرار أنا اتخذته وأصريت عليه.
لا بصيص نور في نهاية النفق 
 
رووداو: هل هناك بصيص نور في نهاية النفق السياسي العراقي؟
 
إياد علاوي: إذا استمرت الحالة على ما هي عليه فلا أعتقد أن هناك أي بصيص نور. وإنما سوف تتكرس الحالة وستحصل أزمات أكبر وكان الله في عون العراق والعراقيين.
رووداو: ما هي مقترحاتكم لتفكيك (الانسداد السياسي) في العراق؟
 
إياد علاوي: لا أعرف ماذا يعني (الانسداد السياسي)، هناك نوع من التفكك السياسي ولهذا نحن عزفنا عن الدخول في الانتخابات.. أنا أرى أن هناك ثلاثة حلول هي إما تشكيل حكومة، دعنا نتفق عليها حكومة الفائزين وهذا لن يحصل لأن هناك ثلثاً معطلاً وسوف تسقط في أول فرصة، والحل الثاني هو الذهاب إلى انتخابات مبكرة، أما الحل الثالث فهو أن يكون القضاء مسؤولاً عما حصل في العراق، مسؤولاً عن تجاوز الأزمة العراقية، وهذا يعني، على سبيل المثال لا الحصر، إذا قرر رئيس الجمهورية حل البرلمان، أو الابقاء عليه فعلى المحكمة الاتحادية أن تقف مع الرئيس، وعلى المحكمة الاتحادية أن تحدد ما هو دستوري أو غير دستوري، وتحديد المدة الدستورية فيما يتعلق باختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة والتشديد على الالتزام بها، وكذلك فيما يتعلق بالحكومة وتوصيف حكومة تمشية الأعمال وصلاحياتها، والفرق بينها وبين حكومة طوارئ، ووضع توصيف دقيق لحكومة الطوارئ ومتى يجب أن تكون هذه الحكومة، فقد طالب البعض قبل 3 أسابيع، على ما أعتقد، بإنهاء حكومة تصريف الأعمال وأن تحل بدلها حكومة طوارئ. ما أعنيه بالضبط هو أن القضاء يستطيع أن يكون حيوياً في حل الإشكالات الدستورية لصالح البلد والشعب، هذا أولاً. ثانياً، هو أن القضاء، وأعني المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى، هو السلطة العليا في البلد، ويستطيع، مثلاً، الدعوة لاجتماعات مهمة لحوار وطني عام حقيقي، من دون فرض أي شروط مسبقة على الحاضرين، ثالثاً، أن للقضاء سلطات مستقلة عن السلطتين التشريعية والتنفيذية .
 
رووداو: باعتقادكم هل هذه الحلول عملية لحل الأزمة السياسية الخانقة؟
 
إياد علاوي: نعم.. هذا هو الوصف الحقيقي لها، أزمة سياسية خانقة وليس (انسداد سياسي).. هذا ما أعرفه عن الوضع.. ماذا يعني الانسداد؟ هل هي (قنينة ماء ونسدها) أنا أقول إن هناك أزمة سياسية خانقة في العراق وهذه الأزمة بحاجة إلى تفكيك وأضيف هنا، إضافة إلى المقترحات السابقة، أرى أنه يجب دعم المعارضة في مجلس النواب واللجوء إلى حوار وطني حقيقي وليس تشكيل حكومة من الفائزين فهذا لن يحل الأزمة.
مصالح الفاسدين
 
رووداو: هل تتدخلون بصورة مباشرة أو غير مباشرة للاسهام بتقديم النصائح أو الحلول للقوى السياسية للخروج من الأزمة السياسية، لا سيما وأن لكم تجارب حكيمة في الأوضاع السياسية عراقياً؟
 
إياد علاوي: نعم أنا اتدخل، والتدخل يتم من خلال الحوار.. أنا تحدثت مع الأخ مسعود بارزاني ومع الاخوة في الاطار التنسيقي ومع بعض الاخوة في التيار الصدري لكنني لم أتحدث مع مقتدى الصدر فهو مصر على تشكيل حكومة أغلبية سياسية بغض النظر عن آراء الآخرين وهو يعترض على بعض أسماء المرشحين وهذا غير مقبول بالنسبة لنا، إما أن تقبل زملاءك في العمل وتحافظ عليهم وتمنحهم الصلاحية لأن يمارسوا دورهم أو (خلص) أن تعلن حكومة ذات طرف واحد.
رووداو: هناك من يرى أن سبب الأزمات السياسية هو الحفاظ على مصالح الأحزاب والمصالح الشخصية للسياسيين، فهل يمكن تعطيل البلد ومصالح الشعب بسبب المصالح الذاتية؟
 
إياد علاوي: هي ليست فقط مصالح الأحزاب بل مصالح الفساد، ومصالح بعض الدول والمصالح الشخصية للفاسدين وقد تم تعطيل العملية السياسية لهذه الأسباب، فساد وتدخلات خارجية، يعني أنت ترصد 100 ألف دولار لحملتك الانتخابية ويأتي غيرك لينفق 60 مليون دولار على حملته الدعائية، لهذا ما عادت انتخابات بل مزايدات سياسية ومالية ونفوذ أجنبي.. مصالح الأحزاب تمثل الفئات الدينية والمذهبية والسياسية والعرقية.
إيران أساءت للعراق
 
رووداو: ما هو تأثير التدخل الإيراني في الشأن العراقي في الأزمة السياسية الحالية، وكيف تصفون القصف الصاروخي الإيراني لمدينة أربيل؟
 
إياد علاوي: نحن ضد هذا التدخل وأنا الوحيد الذي لم يزر إيران حتى هذه اللحظة، لا خلال سنوات المعارضة ولا بعدها لأني أعتقد أن إيران أساءت للعراق بالرغم من انفتاحي على طهران في مؤتمر شرم الشيخ حول مسألة مجاهدي خلق ومسائل تتعلق بالأوضاع الاقتصادية، نحن ضد التدخل في الشأن العراقي وقصف أربيل.. أربيل ما تزال تمثل حالة خاصة لا يجوز التأثير أو التشويش عليها أو تشويهها بأية طريقة من الطرق.
رووداو: هل تعتقدون أن هناك تاثيراً أميركياً في الأوضاع العراقية؟ وكيف تصفون التدخل التركي العسكري في الأراضي العراقية؟
 
إياد علاوي: بالتأكيد هناك تأثير أميركي بدليل أن جزءاً من العراق ما يزال محتلاً من قبل أميركا التي تريد إبقاء قواتها في العراق إلى الأبد، أما التدخل التيركي فهو قائم، والحق يقال إن عندهم الحجة لأن هناك اعتداءات تقع على الأتراك من قبل حزب العمال الكوردستاني (بي كا كا) الذي ينشط في الأراضي العراقية ضد تركيا وهذا لا يجوز وعلى الحكومة العراقية والاخوة الكورد أن يجدوا حلاً لهذا الارتباك، والوضع أيضاً يسري على التدخل الإيراني.
دور سياسي واسع
 
رووداو: كيف تمارسون دوركم السياسي والاستفادة من علاقاتكم العربية والدولية لصالح الوضع العراقي؟
 
إياد علاوي: أنا شخصياً أمارس دوري السياسي عراقياً وعربياً ودولياً، فأنا جزء لا يتجزأ من مجلس العلاقات العربية والدولية الذي يضم كبار رؤساء الجمهوريات ورؤساء الحكومات للدول العربية والغربية، وأحضر اجتماعاته باستمرار وأرفدهم بالمعلومات والنقاشات التي تهم العراق ونعمل على حل الأزمات وتحريكها بالاتجاه الصحيح، وأنا أعتقد انه بالامكان الاستفادة من طاقاتي أكثر وأكبر ووضعت هذه الامكانيات لخدمة حكومة العراق لكن لم يردني أي جواب من الأخ مصطفى الكاظمي حتى اليوم للاستفادة من إمكانياتي.
رووداو: من هو الأقرب لمنصبي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة القادمين؟
 
إياد علاوي: بالنسبة لرئيس الحكومة لا أعرف من سيتم ترشيحه.. لكنني شخصياً أجد أن الأخ برهم صالح قد نال خبرة جيدة تمكنه من الاستفادة منها للبقاء كرئيس للجمهورية، بالرغم من وجود تحفظ عليه من أطراف كوردستانية، وإذا كانت هناك ملاحظات عليه فيجب أن يبلغوه بها.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here