الأنبار.. ومخاطر الخلاف بين علي حاتم السليمان وأبو ريشة

الأنبار.. ومخاطر الخلاف بين علي حاتم السليمان وأبو ريشة

حامد شهاب

الحوار الأخير الذي أجرته قناة التغيير مع الشيخ علي حاتم السليمان ، وما أورد الشيخ السليمان من إتهامات للشيخ أحمد أبو ريشة ، حمل أكثر من علامة خلاف وتصدع في أوضاع محافظة الأنبار، ربما تحمل في طياتها من مخاطر التوتر والإنقسام ، مايعود على المحافظة بالكثير مما لايتمناه أهل الانبار لمحافظتهم ، التي لايريدونها أن تكون مجددا عاملا للإصطراع والإختلاف والتوتر بين شيوخها ورموزها، وهم مايزالون في أول طريق حلمهم نحو التمتع بعوامل الإستقرار والطمانينة على أحوالهم، وهم يدركون أيضا أن الشيخ علي حاتم السليمان بريء من أية إتهامات وجهت اليه!!

كان الكثير من أهل الانبار يتمنون أن تكون عودة الشيخ علي حاتم السليمان فاتحة خير ، تعيد الوئام والأمن والإستقرار، وفرصة لأن يعود كل من ترك الديار ، وقطن في بلاد الغربة ، ليكون بمقدور أهل الانبار جميعا أن يشاركوا في بنائها وإعمارها، لا أن تكون منطلقا لأطماع ” البعض” ممن يريدون إستغلال عودة البعض من رموزها لإختلاق صراعات وتوترات وعوامل غير مطمئنة، تبعث على القلق والخشية من أن تتحول الانبار مرة أخرى الى ساحة تفرق بين الأهل ورموزهم ، لكي يقتتل الإخوة ، ويكون الآخر المتربص بهم قد حقق أغراضه، في زرع الفتن وعوامل التوتر والاصطراع، لتخلى لهم الأجواء مرة أخرى ، للدخول بجماعاتهم ومسلحيهم، بحجة إعادة الأمن والاستقرار الى المحافظة، ومن ثم يبدأ التدخل بمقدرات الأنبار وفرض الهيمنة الخارجية على مقدراتها!!

كنا نتمنى على الشيخ الشاب علي حاتم السليمان، وهو ذو التاريخ العائلي العريق ، والموغل في معرفة أسرار المحافظة وتاريخها ، أن لايفتح جراحات الماضي كلها مرة واحدة ، في حوار تلفزيوني وعلى الهواء مباشرة، وكان الكثيرون يأملون أن تكون عودته أملا في إستعادة المحافظة هيبتها وكلمتها ، واذا ما كان لدى الشيخ علي حاتم السليمان على الشيخ أبو ريشة أو غيره، مآخذ على من يظن انهم أعداءه، أن يتقبلها في البداية برحابة صدر، وأن يأخذ طريق ” العتب” على من يظن أنه ورط الأنبار في دخول داعش ، أو سهل دخولها من ساسة السلطة ، وهم معروفون ، ولا يحتاجون الى ” دليل” لكشف متاهات تلك الفترة العصيبة من تاريخ الأنبار القريب، وعندما تتكشف الوقائع لاحقا بطريقة أكثر وضوحا، يكون من الضروري أن تتم محاسبة من تورط في هذا الملف ، أو ظهر أن له يد فيما جرى لها من محاولات ” تآمر” لإستهداف تلك المحافظة العراقية العروبية الأصيلة!!

ويتمنى الكثيرون من أهل الأنبار ، أن لايكون رموزها وشيوخها الذين يظهرون على الفضائيات بكثرة ، في تصعيد خطير، وهم يتحدثون عن محاولات ” دكتاتورية” كما يصفونها من رموز سلطتها العليا، تعكس علامات تصدع وتناحر ، ومعالجتها ايضا ليس بطريقة القمع والتهديدات بالإعتقالات كما يقولون، بل أن عليهم رموزا ومشايخا وجهات متنفذة عليا تتولى قيادة المحافظة ومحافظها ، أن يجتمعوا سوية ويضعوا النقاط على الحروف، لمواجهة حالات من هذا النوع ومعالجتها بأسرع مايمكن ، لا أن يتحولوا الى ” مسرح ” للتصريحات العدائية ضد بعضهم البعض، ومحافظتهم بأمس الحاجة الى من يعيد لها الأمن والاستقرار، وهي تتنفس الصعداء، لكي تعود الى ما كانت عليه، في وقت يعول آلاف العراقيين على أهل الأنبار أن تتوحد كلمتهم لنصرة أهل العراق جميعا الذين هم بأمس الحاجة لوقفة أهل الأنبار عندما تدلهم المحن، ، لا أن يكونوا عوامل للفرقة والتناحر، وكأن المحافظة على كف عفريت!!

كما أن على الجهات العليا التي تولت قيادة مسيرة الأنبار ومكونهم ” السني” أن لاتدير ظهرها لتلك الرموز والأصوات، وأن تدرك بجدية أن الأمر ” خطير ” حقا ان تصل الأحوال في الأنبار الى هذا الحد من أصوات المعارضة التي ظهرت فجأة ، وتعكس حالات تدهور متسارع لمحافظتهم ، وعدم رضى على حالات التعامل مع رموزها ومطالبهم، في وقت لم يبذل رموز المكون ممن تصدورا للمسؤولية العليا ما يكفي للتحاور وكشف العلل والمواقف التي طرأت لتتحول الانبار الى ” ساحة “إصطراع” ، قد يكون لها أول وليس لها آخر، إن بقيت حملات المعارضة تتصاعد اصواتها على هذه الشاكلة من التدهور ، ومن أن أحوال الانبار بدت للناظر ، وكانها لم تعد تسر أحدا، ولا يتمنى أهل العراق أن تتحول الأنبار الى ” مناوشات كلامية ” ضد ساستها، إن لم يكن هؤلاء مقصرون بحقها!!

ويأمل أهل الانبار من الشيخ علي حاتم السليمان ومن الشيخ أحمد اابو ريشة أن يتقابلا بروح من ألإخوة وينهيا ظروف المرحلة السابقة ، وحسنا فعلا الشيخ ابو ريشة حين صمت ولم يرد ، فالرجل كما يبدو لايريد أن تعيد الأنبار جراحاتها لتنفتح من جديد ، وبإمكان الرجلين أن يتحاورا في أقرب وقت ، ويحلا الإشكال بينهما، وهو ربما ليس بهذه الصورة التي عرضها الشيخ علي الحاتم السليمان، وربما حصل الرجل على معلومات ” مضللة” ، قد عكرت الأجواء بينهما، لكن أي لقاء يعتمد الصراحة والوضوح وكشف ماجرى ، دون تدخل آخرين، سيعيد الأجواء بينهما الى ما كانت عليه، لأن “إتهامات خطيرة ” من هذا النوع ، واستمرار تصاعد وتيرتها، ستدخل محافظة الانبار، مرة أخرى في ظروف مريرة لايتمنى أهل الانبار الغيارى أن يكونوا وقودا لها، وهي لاتخدمهم، وكل تلك الخلافات ” عابرة” وليس لهم فيها ناقة ولا جمل!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here