العجاج والكاربون

العجاج والكاربون

 نوئيل يلدا
سألني رئيس التحرير إن كان بإمكاني قطع إجازتي والذهاب من باريس إلى روما ليومين كي أغطي مؤتمراً عن احتجاز الكاربون وأثره في المناخ بفندق The St. Regis Rome.  أُصبت بخيبة قولونية حين أعلمني الرئيس على الواتس أنَّ الجريدة حجزت لي غرفة في فندق بائس اسمه سيريفيا وهو نجمة واحدة ويبعد كثيراً عن قلب روما.
فوجئت بعلم العراق في واجهة الفندق فاتصلت برئيس التحرير معاتباً عن سبب نفيي في سيريفيا ما دام العراق يشارك بالمؤتمر ويحقّ لي الحصول على تسهيلات إقامة في The St. Regis Rome . حلف رئيس التحرير بروح أمّه إنَّ العراق غير مشارك في المؤتمر وهذا التأكيد حصل عليه من رئاسة الوزراء، وقال ضاحكاً: نوئيل ما بك؟ نحن لم نستعمل إلى الآن ألواح الطاقة الشمسية فما علاقتنا بتقنيات احتجاز الكاربون؟.
أفحمني الرجل ورحت أعمل على إعداد تقرير مفصل عن المؤتمر، وإذا بي ألمح شخصيات عراقية أعرفها منذ زمن، فسألت المركز الصحفي في الفندق عن العراق إن كان مشاركاً فأكدوا لي مشاركته بواحد وثلاثين باحثاً وعالماً وهو أكثر الوفود عدداً.
ما علاقة عبود كلاوات الذي لمحته في لوبي الفندق وهو يعمل مصوراً في البرلمان بالبحوث وعلوم المناخ، وما علاقة زهور مخيمات وهي موظفة درجة خامسة في الهجرة والمهجرين بالكاربون. والطامة الكبرى أنَّ أغلب أعضاء الوفد كانوا من برلمانيين متقاعدين وخسروا في الانتخابات الأخيرة. لا وجود لوزير ولا وكيل ولا عالم مختص ومؤكد أنَّ الدولة العراقية لا تعرف أنَّ العلم العراقي رُفع لهؤلاء. وعندما بحثت في المنهاج عن موعد كلمة العراق لم أجد للعراق كلمة.كتب لي رئيس التحرير على الواتس: نوئيل غادر روما اليوم وعد إلى باريس. لقد مددت إجازتك ليومين.
كتبت له: لم أكمل تقريري بعد.
كتب: ههههههههههه اتركه لأننا لا نريد للكاربون أن يشوش على مؤتمر العجاج الأول الذي سيُعقد ببغداد.
الصباح
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here