القلنطوزة !!

القلنطوزة !!
إنها شجرة الليوكالبتوس العملاقة الدائمة الخضرة من الفصيلة الآسية , تبلغ إرتفاعات شاهقة وذات أغصان كثيفة , ومن الأشجار المعمرة والسريعة النمو.
نسميها باللهجة المحلية ” قلنطوزة ” وهي في العراق تسمى “قلم طوز”.
ولا أعرف كيف وفدت إلى سامراء وترعرعت فيها , وكانت منتشرة في شوارعها ومدارسها (مدرسة سامراء الإبتدائية الأولى , ومدرسة الهادي) , وفي مدخل المدينة الأخضر الذي كان مقابل المحكمة والمكتبة العامة ونادي الموظفين , وكانت محاطة بأشجار الآس.
ويبدو أن الأجيال الأوائل قد إتخذوها دريئة تحميهم من غوائل الغبار , أو تخفف من كثافته.
تذكرت الشجرة الجميلة الكبيرة الوارفة الخضراء , والأخبار تتوارد عن عواصف الغبار , وهي ليست جديدة , وتسمى ” الغُبرة ” أو ” الصُفرة” , وهناك العديد من القصص والحكايات المتوارثة عنها , تحتشد بالمخاوف الأخطار.
والعواصف الترابية تتكرر في بداية الصيف وتستمر لبضعة أيام أحيانا , وما كانت تأتي كل عام , بل تحصل في فترات متفاوتة.
وأعود إلى شجرة الليوكالبتوس , التي تحققت إبادتها , وقبل عقدٍ من الزمان , ما وجدتُ إلا واحدة في حديقة مدرسة سامراء الإبتدائية الأولى الجنوبية , وأخرى في الحديقة الغربية خلف “الصالون” , وشجرة في الشارع المقابل لمدخل “القلعة” , ولم أشاهد غير هذه الشجرات الثلاثة , وكل منها تحمل ذكريات بعيدة , فكنا نجالسها ونرسمها ونتخيل ما يحصل فوقها وتحت ظلالها.
في المدرسة الإبتدائية كنا نجتمع حولها , فهي ذات رائحة طيبة , وبعضنا يجرحها فتنزف ما نسميه “الصمغ” , وكانت الأطيار تترنم على أغصانها , مطمئنة إلى التلاميذ لأنهم لا يحملون “مصيادة” , أو ” كوز ونشاب”.
هذه الشجرة تطالبنا بإعادتها وبكثافة عالية , لتساعدنا على مواجهة العواصف الترابية , التي ما زلنا نتحدث عنها منذ عدة عقود وما فعلنا شيئا جديرا بالوقاية منها.
والحل الأمثل ربما بزراعة أشجار الليوكالبتوس , لأنها دائمة الخضرة , عالية الإرتفاع , كثيفة الأغصان وتحتاج قليل رعاية وماء , ويمكنها أن تقلل من مخاطر الغبار , وتكون دريئة فعالة ضد صولات التراب!!
فعليكم بالقلنطوز!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here