الموارد المائية: إطلاقات المياه قادرة على دفع اللسان الملحي عن شط العرب

بغداد/ فراس عدنان

عدّت وزارة الموارد المائية معدلات تدفق نهر دجلة في بغداد على أنها ليست بالقليلة، وقدرتها بأكثر من 400 متر مكعب في الثانية، وأرجعت الانخفاض في المناسيب إلى الخطة الخزنية من أجل الاستفادة من المياه في الموسم الصيفي، موضحة ان الكميات الواصلة إلى المحافظات الجنوبية قادرة على دفع اللسان الملحي عن شط العرب.

وقال المستشار في الوزارة عون ذياب، إن «المياه في نهر دجلة تمر داخل بغداد بأكثر من 400 متر مكعب في الثانية، وهذه كمية ليست بالقليلة».

وأضاف ذياب، أن «تلك الكميات مسجلة لدينا رسمياً في منطقة سراي بغداد، هناك توجد محطة تقيس دخول المياه بشكل مستمر، وتعطي ارقاماً دقيقة عن تدفقها إلى العاصمة».

وأشار، إلى أن «الوزارة تمرر الحد الأدنى من المياه للاستفادة منها في عملية الخزن داخل السدود، لعدم الحاجة، حيث نحن في موسم حصاد»، مبيناً ان «الموسم الزراعي انتهى ولا يحتاج إلى مياه للري، ما عدا الخضر والبساتين التي تتطلب كميات أقل إضافة إلى الاستهلاكات الاعتيادية».

وأوضح ذياب، أن «الاطلاقات الحالية تصل إلى الحدود بين محافظتي ميسان والبصرة بـ 80 متر مكعب في الثانية لمنع تغلغل المد الملحي من الخليج العربي إلى داخل شط العرب».

ولفت إلى، أن «نهر الفرات يصل إلى الحدود الفاصلة بين محافظتي المثنى وذي قار بحوالي 65 مترا مكعبا في الثانية»، وعدّ «هذه الخطة التشغيلية بأنها مضمونة لغرض مواجهة احتياجاتنا في الصيف».

وأورد ذياب، أن «إطلاق كميات أكبر سوف يجعلنا نعاني من عجز بمواجهة احتياجات الصيف، مع عدم وجود موارد مائية لانعدام هطول الامطار وارتفاع كبير في درجات الحرارة وازدياد معدلات التبخر».

ويواصل، أن «البعض من مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام تداولت مقطعاً فيديوياً لشخص يمشي في نهر دجلة وحاولت إيصال رسائل مقلقة للشارع العراقي، لكننا نطمئن الجميع بأن هذه الكميات محسوبة ونعمل وفق خطة مدروسة».

من جانبه، قال المتحدث باسم الوزارة علي راضي، إن «وزارة الموارد المائية قللت الاطلاقات المائية من السدود والخزانات نظرا لقلة الحاجة الفعلية لها وبعد انتهاء الموسم الزراعي الشتوي، ضمن برنامج سنوي للوزارة من اجل الحفاظ على الخزين المائي».

وأضاف راضي، ان « الوزارة اكتفت باطلاق دفعات المياه التي تلبي الاحتياجات الرئيسية والتي منها مياه الشرب وبعض الخضار والمحاصيل الزراعية ذات الاستهلاك القليل والمتطلبات الرئيسية الاخرى التي منها الجريان البيئي».

وأشار، «سيتم تأمين اطلاقات مائية اضافية ضمن خطة الموسم الصيفي، لذلك نطمئن المواطنين بوجود خزين مائي كاف ولا داعي للقلق».

وبشأن مفاوضات العراق مع دول المنبع، ذكر راضي ان « الوزارة تترقب زيارة مبعوث الرئيس التركي الى العراق فيصل اوغلو لاستكمال اللقاءات والمباحثات الفنية بشأن ملف المياه».

وتابع، ان «الزيارة تأتي لاستكمال البروتوكول المشترك ومذكرة التفاهم بين العراق وتركيا، اضافة الى موضوع المركز البحثي الذي من المزمع انشاؤه في بغداد»، مبينا ان «المركز وصل الى مراحل متقدمة من النقاشات الفنية، وان الجانب العراقي أكمل الامور اللوجستية التي تخص المركز».

ومضى راضي، إلى أن «وزارة الموارد المائية تنتظر تأكيد موعد زيارة مبعوث الرئيس التركي خلال الفترة القادمة للاستمرار في موضوع المفاوضات».

وكانت مواقع للتواصل الاجتماعي قد نشرت خلال الأيام الماضية مقاطع تظهر انخفاضاً كبيراً في مناسيب نهر دجلة، وسط تحذيرات أطلقها البعض من المراقبين من أزمة محتملة في مياه الشرب لدى بعض المحافظات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here