كلود استيبان.. شخص ما يبدأ الحديث في غرفة

كلود استيبان

CLAUDE ESTEBAN

شخص ما يبدأ الحديث في غرفة

(ترجمة أحمد بن قريش كاتب جزائري)

(مقتطفات)
لما يكون المرء قد عانى لفترة طويلة، أحيانا يضطر إلى التوقف و الضحك و أن يتقاسم مع أصدقائه حلويات و يشرب من نبيذ جزر الكناري اللذيذ بين رقصات ربما شهوانية ، هكذا تحدث مجنون ليسلي سيده لم يعد يشفي أو لا يريد أن يشفي من مرضه، و أعرف قصص مماثلة أخرى.
.

ترك كل ليلة الباب مفتوحا

ربما ثمة نفس من الهواء يتهيأ للدخول

و معه فراشة ليلية أو ورقة

يمكن لأشياء كثيرة أن تولد من جديد إذا كان الزمن

يتجول كما شاء في ظلام الغرف

و يتعطل أمام مرآة أو يرسم

في رأس النائم أفكار أخرى

لا يحب الزمن الأبواب التي تغلق

لتفتح من جديد في الصباح و كأن الإنسان منذ

الأزل يتحكم في قياس الوقت.

عند المساء، نستعد لرحلة لن تحدث أبدا لأننا بالطبع لسنا رحالة ولكنها لا تزال كل مساء لحظة استثنائية جدا لأنه قبل أن نترك كل شيء علينا بتنظيم بيتنا و كل أفكارنا التي تأخذ مساحة كبيرة و أن نحافظ على أخف فكرة أو فكرتين كأمتعتنا

عند المساء، يبدو كما لو أن شخصاً أخر يتحكم في زمام الأمور في مكاننا ، ولكن دون أن يجعلك تعاني، فقط لمساعدك والله أعلم لماذا نبدأ في حب هذا الرفيق المجهول، و لما يقترب منا وقت المغادرة نود تقريباً أن نقبله، هو الذي لا يغادر، ونبقى معه، إلى ساعة متأخرة جداً، تحت الظلال.

سوف تغمره السعادة ذاك الذي ينتهي في الخريف بجسم لم يعد قادرا بينما القليل

من الأخضر على الأشجار، كل شيء سيبقى في مكانه، من دوننا، حتى الشتاء ثم تأتي الثلوج و عيد ميلاد المسيح للآخرين

ربما أحدهم سوف يقول، أكنتم تعرفون هذا الرجل،

لم أعد أذكر اسمه، أحيانا كان يبتسم لأشياء غير لافتة للنظر ، سحابة في السماء، لكن علينا

أن نعيش مع أهلينا، و هو شيء هام أن تتذكر

و قد نكون ذاك الشخص الذي لم يعد يهم أحدا

و لكن لم يعد يعاني من جسده وهذا سيكون بالفعل كثيرًا ،

ربما سنمتزج بأوراق صفراء داخل الأرض

و سنهبط مثل النمل داخل

الدفء، سوف ننام، لن تكن لنا أحلام سيئة بعد الآن،

و سوف نعتقد أن الأموات سعداء بين بيوت دون ترجيع صدى

شخص ما يبدأ الحديث في غرفة

و الوقت متأخر جدا ربما، شيء ما تغير

أو ضاع في رأس من كان يتحدث

و ما يقوله بعيد الشبه عن أوجاعه، ربما في هذا الحد تصبح الذاكرة أعمق
ويتردد المرء في العودة إلى حيث توقفت الصرخة

مهما كان، عليه المضي قدما مع كل هذه الجروح القديمة،

الغرفة قديمة جدا لكنها تنسى في الشمس

والطاولة هناك في مكان قريب ، وهذا يطمئن

شخص ما بدون اسم وربما من الأفضل أن لا يعرف شيئا عن نفسه
و أن الكلمات تحمله.

المطر حفيف على القصيدة

وثمة المدينة مستلقية بالقرب كالكلب الوفي،

تمر أشياء و تعود أشياء

ثمة كلمات لها ثقل الشمس

و تعني جيدا فروة النساء السرية

وغيرها مليئة ضباب حتى الاستيقاظ

المطر خفيف و ربما عالم أخر شبيه لهذا العالم بطيء و متواضع و مثل قطرات الصمت و متواجد بداخله

مصباح ساهر الليالي، قلب يتقوى إيمان

شخص ما يتخيل قصته من بعد الصخب و العنف

كلود استيبان مترجم و كاتب و شاعر فرنسي (1935-2006).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here