(مشكلتنا مع اعداء امريكا..ليس بعداءهم لها) ولكن (بالمعسكر الذي يقفون فيه ضدها وبنفاقهم)

بسم الله الرحمن الرحيم

(مشكلتنا مع اعداء امريكا..ليس بعداءهم لها) ولكن (بالمعسكر الذي يقفون فيه ضدها وبنفاقهم)

عندما تعادي امريكا.. ليس هناك مشكلة.. اذن اين المشكلة؟.. فالمشكلة بالاطراف المعادية لامريكا.. فالمضحك ان هذه الاطراف نفسها تتهم بعضها البعض بانهم (عملاء واجندة امريكية).. فالقاعدة المتهمة بانها امريكية.. احتضنتها سوريا الاسد حليف ايران بعد 2003 ودعمتها لتنفيذ عمليات الارهاب بالعراق باعتراف نوري المالكي.. وطالبان الذين تم اتهامهم بانهم عملاء امريكا وارجعتهم للحكم بافغانستان.. تقيم الدول والمحاور المعادية لامريكا اقوى العلاقات مع طالبان كايران وروسيا والصين وسارعوا بفتح سفارات لهم بافغانستان.. بل تبين بان الحرس الثوري الايراني كان يدعم طالبان با ستهداف القوات الامريكية بافغانستان .. والبعث وصدام الذين عادوا امريكا واسقطت امريكا حكمهم عام 2003.. يتم اتهامهم بانهم عملاء امريكا.. والصين التي يتم تصويرها بانها معادية لامريكا.. هي من كبار الدول التي تقيم علاقات اقتصادية وتكنلوجية مع امريكا.. والخميني يتهم بانه وصل بطائرة غربية فرنسية بضوء اخضر امريكي.. ومحور المقاومة والممانعة بالعراق وسوريا واليمن ولبنان الموالين لايران.. يتمددون حيثما تحركت امريكا.. فامريكا تسقط جدران قوية كانت تقف حائلا امام التمدد الايراني.. كنظام صدام حسين.. لتقوم امريكا باسقاطه.. واليمن التي كانت لسنوات امريكا تقتل قيادات القاعدة في جبال اليمن .. تمدد الحوثي بنفس الوقت الطائرات المسيرة الامريكية تضرب تنظيم القاعدة.. وترفع امريكا الحوثي من قائمة الارهاب..

ولا ننسى..لولا امريكا لما جاء حكم الاحزاب الاسلامية الشيعية ومليشياتها الموالية لايران بعد 2003..

عندما اسقطت امريكا نفسها صدام.. المتهم ايضا بانه عميلا امريكيا رغم ان كل تسليح صدام روسيا سوفيتيا.. والاقسى ان نجد العراق يحرق بعمليات عنف بدعوى العداء ضد امريكا.. في وقت نجد الدول التي تشحن العداء ضد امريكا كايران مستقرة .. وتأمن نفسها من اي مخاطر الصراعات الاقليمية والدولية.. والزعامات المعادية لامريكا نجدها تهيمن على السلطة بالعراق مثلا في ظل تواجد قوات امريكية.. و نجد قيادات الولائيين والصدريين يصبحون اثرى الاثرياء بثراء فاحش من خيرات العراق التي سلبوها فسادا.. وبنفس الوقت يطالبون باخراج امريكا التي لولالها لما وصلوا للحكم.. ولما هزموا داعش.. فامريكا وفرت لبغداد غطاء جوي واستخباري ضمن تحالف دولي..ولا ننسى ايضا.. من يتهم امريكا بانها وراء الحرب الطائفية بالعراق في وقت جناحي الحرب الطائفية الذين استباحوا دماء العراقيين من كلا الطائفتين هم اعداء امريكا (القاعدة وجيش مهدي الصدري)..

والاخطر ان المحور المعادي لامريكا.. لا يقدم نموذج يحتذى فيه..

فروسيا تمزج بين الارذوذكسية المسيحية والقومية السولافية.. وبوتين دكتاتور حكم لاكثر من 20 سنة.. والصين تدعي الشيوعية ونظامها راسمالي للنخاع عالميا.. وكلا من روسيا والصين يريدون التمدد بحجج شتى.. وايران تريد الهيمنة على الشرق الاوسط تحت عناوين تستغل بها الدين والمذهب.. والمخدرات التي تفتك بالعراق تاتي من ايران.. وايران تقطع الانهر عن العراق .. وتدعم طبقة سياسية فاسدة حاكمة ببغداد.. والعجيب نرى شيعة عراقيين ينتقدون امريكا بان من يحكم فسادا بالعراق اليوم جاءوا بعد اسقاط امريكا لصدام.. ولا ينتقدون ايران التي تدعم هذه الطبقة الفاسدة الحاكمة ..وكثير منهم اسستهم ايران نفسها داخل اراضيها.. ولا ننسى ان كلا من روسيا والصين وايران وسوريا ليسوا نماذج تحتذى عالميا.. وهناك خلافات حدودية وغير حدودية عميقة بين روسيا والصين.. والاخطر نجد ان (الاحزاب والتنظيمات والمليشيات) المعادية لامريكا بالعراق وسوريا واليمن ولبنان مثلا.. مكروه شعبيا.. لفسادها وتمترسها بارتال الحمايات والسيارات المصفحة.. وتعيش بالقصور هي وعوائلهم.. ويبدوا عليهم الثراء الفاحش.. حتى قاطع معظم الشيعة العرب الانتخابات بالعراق ولبنان لسقوط الواجهات البائسة المعادية لامريكا شعبيا.. وشيعة جمهورية اذربيجان يقفون ضد التغول الايراني بارضهم..

فلك الحق ان تعادي اي دولة كان.. ولكن ليس لك الحق ان تحرق الابرياء

وشعبك ووطنك بعدائك هذا.. وليس لك الحق ان تستبدل مستعمر بمستعمر اخر وتغطيها اديوولجيا او عقائديا او دينيا او قوميا .. وليس لك الحق ان تشرع الخيانة باسم العقيدة.. وليس لك الحق ان تعادي دولة لمصالح دولة اخرى ليكون بلدك وقودا لصراعات ليس لبلدك وشعبك فيها ناقة ولا جمل.. وليس لك الحق ان تنافق.. فتهرب انت خارج بلدك لنفس الدولة التي تعاديها او لدول حليفة لها.. .. وليس لك الحق ان تعيش وعائلتك واقاربك مترفين بالاموال والمناصب مستغلا منصبك الوظيفي او موقعك كمقاومة ضد الدولة التي تعاديها.. وتطلب من الشعب ان يعيش الجوع والفقر والبطالة والتخالف والفساد..

وليس لك الحق ان تكون سارقا فاسدا فتسرق اموال بلدك لترسلها لبنوك الدولة التي تعاديها

او لدول حليفة لها او لاي دولة كانت فتضر باقتصاد بلدك.. وليس لك الحق ان تكون اناني.. فتزج الناس وعوائلهم بمستنقعات الحروب لانك تكره امريكا.. وتؤمن نفسك وعائلتك خارج منطقة النزاع .. ولا تكتفي بذلك بل تشحن الوضع سواء.. ولا يهمك بعد ذلك النتائج..لانك تتبنى (ليكن من بعدها الطوفان).. وليس لك الحق ان تستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير منه.. وليس لك الحق ان تجعل اقتصاد بلدك مسخرا كبقرة حلوب لخدمة بلد اخر اقليمي او جوار بحجة العداء ضد امريكا.. ولان تلك الدولة الاقليمية او الجوار ضمن مصطلحات فارغة كمحور مقاومة او ممانعة..

ليس لك الحق ان تكون واطي دوني..

بان خيروك بين ان تقيم بالدولة التي تعاديها مثلا امريكا.. او بدول المعسكر المعادي لامريكا.. كايران وروسيا والصين وسوريا واليمن وليبيا وسوريا ولبنان وفنزولا وكوبا..الخ.. نجدك تترك كل هؤلاء وتقيم بامريكا او بدول حليفة لها كالدنمارك او السويد او هولندا اي دولة اوربية غربية او كندا او استراليا.. او الامارات.. وليس لك الحق ان ان تكون حقيرا.. فتريد ان يزج شباب الناس بمحرقة العداء ضد الدولة التي تعاديها.. وبنفس الوقت تخاف على ابناءك ان ينخرطون بمليشيات او جماعات مسلحة او احزاب معادية للدولة التي تعاديها..

…………….

واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية العرب الشيعة بمنطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here