تحليل: الغزو الروسي لأوكرانيا نقطة تحول تاريخية في العلاقات الدولية

الحرب الروسية في أوكرانيا جعلت العالم على مفترق طرق

خلص تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز، أن الحرب في أوكرانيا تمثل نقطة تحول تاريخية هامة، ومؤشر لنهاية مرحلة بدأت منذ نهاية الحرب الباردة، عندما حاولت الدول  الغربية إلى إدماج روسيا في نظام قائم على قواعد دولية.

وأوضح التحليل الذي أعده كريستوف هيوسغن، رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، أن روسيا أصبحت في عهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دولة منبوذة، في حين أخذت الولايات المتحدة زمام المبادرة لمواجهة روسيا، كما فعلت في مواجهة الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة.

ويلفت  التحليل إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل “مفترق طرق” للنظام الدولي القائم على قواعد محددة، مع أن بعض الدول تنظر للصراع على أنه يمثل “عودة لديناميكية الحرب الباردة” إذ تتمركز الولايات المتحدة والغرب في مواجهة مع روسيا.

العديد من الدول الغربية تدعم الرد الذي تقوده واشنطن، ولكن الحكومات التي ترى أن الصراع هو جزء من العودة للحرب الباردة، تتجاهل أن هذه الحرب تمثل “أسوأ عمل عدواني في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي انتهاك وحشي للقانون الدولي”.

ويدعو التحليل إلى الاستجابة بشكل أفضل لحرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وانتهاكه لميثاق الأمم المتحدة، على أن يتم تنظيم هذه الاستجابة بشكل تشاركي في جميع أنحاء العالم، من خلال التزام الجميع بحماية أسس القانون الدولي، تحت قاعدة “شركاء في القيادة”، والتخلي عن التحركات الأحادية من أجل التوصل إلى حلول للعديد من الأزمات حول العالم، خاصة تلك المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.

واقترح هيوسغن في تحليله على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأن واشنطن يمكنها رعاية تحالف عالمي من الدول التي تلتزم باحترام القانون الدولي، وهو ما سيتطلب من الولايات المتحدة تغيير طريقة تفكيرها، والتنسيق مع الشركاء بشكل منهجي، واعتبار هذا الأمر كأساس لأي تحركات مستقبلية.

وحذر من أن الخطوط الفاصلة في الأزمة الحالية ليست كما كانت بالخلاف مع الإيديولوجيات بين الغرب والشرق الشيوعي، كما كانت أيام الحرب الباردة، إنما هي تتركز بين من يلتزم بالنظام الدولي القائم وقواعده، وأولئك الذين لا يلتزمون بأي قانون على الإطلاق، باستثناء “قانون الأقوى”.

وأعاد التحليل التذكير بما قاله المستشار الألماني، أولاف شولتز، في وصف الحرب الروسية على أوكرانيا بأنها “نقطة تحول تاريخية”، وهو ما يتطلب من برلين زيادة إنفاقها الدفاعي، وتحسين استعداداها للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار في أوروبا، والاضطلاع بدور قيادي في حل النزاعات الدولية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here