الأشد خطورة من برنامج التخصيب النووي و الصواريخ البالستية الايرانية

الأشد خطورة من برنامج التخصيب النووي و الصواريخ البالستية الايرانية

تركز الولايات المتحدة في الوقت الراهن على الأزمة الأوكرانية ضمن مخططاتها الجديدة لإثارة البلبلة في بلدان أوروبا الشرقية المحاذية للأراضي الروسية وهو ما يحثها على إنهاء الصفقة النووية مع إيران لتمضي وهي مرتاحة البال نحو التحديات الجيوسياسية الأخيرة التي تواجهها مع الدب الروسي والتنين الصيني في آسيا…

وهذا الأمر يفسح الطريق أمام طهران لتحرج الولايات المتحدة وسط هذه البيئة الشرق أوسطية المتوتوة أصلا بفعل السياسات الأمريكية الرعناء في وقت تمر فيه المفاوضات النووية أيضا بمنعطف حرج إثر خلافات سياسية عميقة بين الطرفين على قضايا مهمة كشطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية، ما يرجح احتمال لجوء القادة العسكريين الإيرانيين في المرحلة القادمة إلى التصعيد العسكري و ذلك بهدف خلق ظروف مؤاتية للمفاوضات النووية والضغط أكثر على واشنطن وسط ما تواجهه من معضلات جيوسياسية تدفعها إلى التعامل بحذر مع طهران تفاديا لأي تصعيد في المنطقة…
و في المرحلة القادمة سيكون لإيران حديث آخر مع الإدارة الأمريكية من خلال الطائرات المسيرة في حال غياب الدبلوماسية وذلك لخرص !؟!؟ هذه الطائرات ودقتها والأهم من ذلك عجز منظومات المراقبة عن كشفها وهو مايؤكد أن مرحلة التفوق الأمريكي بالمسيرات باتت من الماضي، إذ إن هذا النوع من السلاح العسكري الإيراني، وكما يراه الخبراء الإيرانيون، في تطور ملحوظ ومستمر بإمكانه أن يقلب موازين القوى في الشرق الأوسط ما يجعل الخطط الأمنية والعسكرية الأمريكية غير مجدية في مواجهة المتغيرات الإستراتيجية التي تمر بها المنطقة.

وها هي إيران تعرض طائراتها المسيرة المتطورة التي يصل مداها الى آلاف الكيلومترات لحليفاتها في الشرق الأوسط و أمريكا اللاتينية !

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال مسبقا عن مسؤولين غربيين قولهم إن الطائرات المسيرة تمثل تهديدا مباشرا أكثر خطورة من برامج التخصيب النووي والصواريخ الباليستية الإيرانية.

وإن قلق إسرائيل الكبير من التطور الإيراني في تصنيع المسيرات جعلها تهاجم مصنعا لإنتاج الطائرات المسيرة غرب إيران، تاركة بذالك رسالة إلى الإيرانيين بأنها لن تسمح لهم أبدا بتطوير مسيراتهم وأنها مصممة على استهداف قدراتهم العسكرية…بيد أن استهداف الحرس الثوري الإيراني قاعدة سرية للموساد في أربيل، أثبت للقاصي والداني أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي مغامرة أو اعتداء عليها.

أما المسألة الأكثر تعقيدا لواشنطن و تل أبيب هي وصول سلاح المسيرات إلى حلفاء إيران في اليمن ولبنان والعراق وسورية، وتعزيز قدرتهم على استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في ظل سعي الحرس الثوري توطين صناعة و تقنيات المسيرات الحديثة لدى حلفاء طهران في المنطقة.

وحذر خبراء أمنيون في تل أبيب من أن وصول تقنيات صناعة المسيرات الى قطاع غزة يعني فرض معادلة ردع جديدة لصالح المقاومة الفلسطينية داعين الحكومة إلى منع ذلك بأي ثمن كان، ذلك أن وصول المسيرات إلى غزة سيشكل كارثة على أمن المستوطنات المتداخلة جغرافيا مع القطاع مما يصعب عمليا تتبع هذه الطائرات وإسقاطها قبل وصولها إلى سماء المستوطنات الإسرائيلية خاصة وأن مسيرات الجيل الأول سهلة التصنيع وعادة ماتكون لمهام انتحارية. سلاح المسيرات سيمنح المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة زمام المبادرة في مواجهة الكيان الغاصب للقدس في ظل تزايد احتمالات لجوء الصهاينة للقيام بعملية عسكرية جديدة للهروب من مشاكلهم الداخلية.

مجتبى علي حيدري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here