الصين والناتو

الصين والناتو، نعيم الهاشمي الخفاجي

الأحداث الحالية في الساحة الاوكرانية معركة ترسم نظام عالمي جديد، الصراع الدائر معركة عالمية يقودها الناتو ضد روسيا من خلال الساسة الاوكرانية والمرحلة الأخرى تعتمد معركة أوكرانيا على وضع الصين، الناتو اذا كسب معركة أوكرانيا فيعني ايضا خوض معركة مع الصين، لكن لايمكن التنبؤ لمستقبل من المنتصر في معركة اوكرانيا، ومن المستحيل تخرج روسيا منهزمة، الرئيس بوتين قال لامكان للبشرية والعالم بدون روسيا، استعراض الساحة الحمراء واضح ان بوتين يريد أن يحقق أهدافه وأهداف أمته الأمة الروسية سواء بحرب تقليدية او حرب نووية، لذلك على الغرب منح بوتين انتصار ولامفر من تقاسم النفوذ بين الدول الكبرى الخمسة في تقاسم دول العالم وخاصة دول العالم الثلاث وعدم محاولة قوة عظمى واحدة ان تنفرد بالعالم لان ذلك يؤدي إلى معركة نووية يكون الخاسر الأكبر هي الدول العظمى الخمسة التي تحكم العالم.

من مصلحة البشرية وجود تحول في النظام العالمي، ووجود أقطاب متعددة ومن حق الشعوب الأخرى المغلوب على أمرها اختيار الحلاب، وجود قطب واحد مثل مانراه في الهيمنة الغربية والأميركية يعني الانفراد بالعالم وحلب الدول الضعيفة بالقوة لحلاب واحد فقط، ليس كل الشعوب بالعالم تقبل سيطرة حلاب واحد مستبد، بل حتى العاهرات في الكثير من الحالات ترفض ممارسة الجنس مقابل المال مع كل من هب ودب، الصراعات مابين الدول الكبرى ليس وليد اليوم، هنري كيسنجر مفكر عندما كان وزير الخارجية الأمريكية في عام ١٩٧١ استفاد من الخلاف مابين الصين والسوفيت حول الايدولوجيا الشيوعية الحاكمة لدى السوفيت والصين، حيث قام هنري كيسنجر في زيارة سرية إلى بكين عام 1971، في الحرب الباردة، كيسنجر، كان يشغل مستشار الأمن القومي للرئيس ريتشارد نيكسون آنذاك، اجتمع مع ورئيس الوزراء الصيني تشو إن لاي، هذه الزيارة السرية خففت وانهت بوقتها عقود من الزمان في العداء مابين الصين وامريكا وخاصة الصين كانت محتلة من قبل أمريكا، هذه الزيارة مهدت الطريق أمام شراكة استراتيجية تاريخية بين البلدين، والغاية من كسب الصين كسب عدو إلى أمريكا بوقتها اقل خطرا من عدو آخر اكبر قوة وهو السوفيت، وعندما تنهي أمريكا العدو الأول تقوم في مهاجمة العدو الثاني وتدميره، وهذا ماحدث، عندما تم هيكلة الاتحاد السوفيتي بدأت أمريكا تتصارع مع الصين القوة الاقتصادية والعسكرية الصاعدة وتقصد الناتو ابقاء مشكلة تايوان لتاجيج الصراع مع الصين، الان نلاحظ وجود صراع مابين الصين والولايات المتحدة نحو المواجهة، الانفتاح الأمريكي على بكين ما يقرب من 50 عاماً لم يكن عمل خالص لوجه الله وإنما لتحييد الصين وجعلها في صنف عدو صديق، وليس عدو اول، أن الانفتاح الذي قاده المفكر كيينجر على الصين كان سياسة ذكية وبالغة الصرامة، تلك التي ساعدت في الفوز بالحرب الباردة واسقاط الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي، وغيرت علاقة الصين مع العالم بأسره.

هنري كيسنجر كتب مذكراته عن الصين في كتابٍ ضخم طبع عام 2011، بعنوان: «عن الصين» ترجم الفصل الأول منه إلى اللغة العربية محتوى الكتاب بأن كيسنجر : «يصف لمواطني بلاده تاريخ الصين، وطبيعة المجتمع الصيني، والاختلاف الأخلاقي بين الشعبين، وتباين الفكر الاستراتيجي الصيني والغربي، يسهب في التحليلات العميقة المطولة ليوصل فكرة واحدة عن الطبيعة الصينية في التفكير، يربط القديم بالحديث، يلوح كثيراً بأمور ولا يصرح. كل هذا يبين لك الحجم الذي أخذته الصين في تفكيره ونظرته للنظام العالمي).

رأى كيسنجر في كتابه: «أنه ورغم الحروب الدامية التي واجهتها الصين في فترات مختلفة من تاريخها، نجت التعاليم الكونفوشيوسية من الدمار، قامت مملكة هان (206 قبل الميلاد إلى 220م) بتبني الكونفوشيوسية لتكون الفلسفة الرسمية للدولة، جمعت أقوال كونفوشيوس في كتب، ووضعت عليها تعليقات وحواشٍ، وأصبحت فيما بعد هذه الأقوال والحواشي كتاباً مقدساً للدولة، ودستوراً في نفس الوقت، أصبحت معرفة هذه النصوص والإلمام بها شرطاً أساسياً للعمل في البيروقراطية الحاكمة، والتي بنيت من خلال تأهيل عدد من المتميزين في اختبارات تنافسية تقام على مستوى المملكة، ومهمة هذه البيروقراطية هي الحفاظ على الوئام في أراضي المملكة الواسعة».

كيسنجر درس الثقافة الصينية والمبادىء والقيم وبعد أن عرف كل مايدور في الثقافة الصينية استطاع النفاذ إليهم، الثقافة الصينية لاترى وجود أمة نظيرة إليهم نظرة الصينيين أن تكون الصين دائماً فوق الجميع في المنطقة الجغرافية التي وجدت بها، وحسب كتابهم المقدس أن الصين تمثل العالم كله، وحسب العهد من السماء بكتابهم المقدس للإمبراطور الصيني، يفضل أن تكون الصين في حالة صداقة وتعاون مع الشعوب المجاورة، هذه القيم الصينية تختلف تماما مع قيم أمريكا التي تريد أن يكون العالم مطيع لها وياكل ويشرب ويبيح تشريعات زواج المثليين رغم انوف الشعوب والديانات الأخرى.

أمريكا خاضت حروب لنشر القيم الأميركية والديمقراطية في افغانستان النتيجة بعد عشرين عاما سلمت الشعب الأفغاني بين ليلة وضحاها إلى حركة طالبان بحيث لم يكن متسع وقت لقادة الفصائل والمكونات الأفغانية الوقت لتنظيم قواتهم العسكرية لمواجهة طالبان، وراينا تعلق آلاف الناس الفارين من طالبان في اطارات الطائرات الأمريكية في منظر مقزز وبشع يكشف حقيقة كذب شعارات نشر الديمقراطية، الصين وبمن امبراطورياتها لم تقوم في القضاء الشعوب المجاورة لها طلبت ، تنازلات رمزية، كالاعتراف بالتفوق الصيني عليها، وفي المقابل، حصلت هذه الشعوب على حقوق، كممارسة التجارة مع الصين.

المطالب الرمزية كرمزية الجزية لدى الدين الاسلامي على أصحاب الديانات الأخرى تكون رمزية لا اكثر، الصين تنظر إلى الأوروبيين البعيدين عنها جغرافيا في زمن الامبراطوريات الصينية في نظرة التعالي واللامبالاة.

يضيف كيسنجر حول «الواقعية السياسية في الصين»: «يميل رجال الدولة الصينيون إلى عرض الواقع الاستراتيجي كجزء من كل: الخير والشر، القرب والبعد، القوة والضعف، والماضي والمستقبل، كلها متداخلة. على عكس النظرة الغربية للتاريخ، والتي ترى أن التاريخ مسار متطور نحو التحديث، وذلك من خلال تحقيق عدد من الانتصارات الحاسمة ضد الشر والتخلف.

إن النظرة الصينية للتاريخ تؤكد على مسيرة دورانية من النهوض والسقوط، تكون فيها الطبيعة والعالم قابلين للفهم ولكن لا يخضعان أبداً إلى السيطرة. أفضل ما يمكن عمله هو خلق نوع من التناغم مع هذا النظام. الاستراتيجية وبناء الدولة يصبحان أدوات التساكن القتالي مع العدو. الهدف هو دفع العدو

الهدف هو دفع العدو نحو الضعف والهوان، في حين تقوم أنت ببناء الـ(شيء) الخاص بك، أو موقعك الاستراتيجي القوي».

ماذكره كيسنجر عن الثقافة الصينية هي التي جعلته أن يضع رؤية صحيحة وناجحة حول الصين.

بعد الحرب العالمية الحالية في الساحة الاوكرانية يتم رسم النظام العالمي الجديد في تعدد الاقطاب، ويبقى القطب الصيني هو القطب الأفضل والاحسن مبني على عدم احتلال واذلال الشعوب الأخرى الضيعفة وإنما يتم تعامل تجاري وصناعي والعيش في رفاهية وسلام، وهذا لم ولن ترضاه أمريكا وتحالفها الغربي الذي سوف يقود البشرية إلى كوارث مدمرة لاتبقي ولاتذر، فرعون كان إمبراطور عندما الله عز وجل بعث اليه النبي موسى ع الغاية للعدل والتوحيد وليس اخذ السلطة من فرعون، ولو فرعون قبل بدعوة نبي الله موسى ع لبقي زعيم وحاكم لكن حاكم عادل وليس طاغية جبار عنيد، لكن قضية الأنا والعناد هو السبب لهلاك فرعون وزوال حكمه، العالم الحالي تتصارع عليه قوة عظمى واحدة تريد اخضاع الدول العظمى الأخرى تحت سلطاتها واخضاع كل البشرية لسيطرتها وجبروتها، وهذا لم ولن يتم بظل وجود خالق عظيم للكون اسمه الله عز وجل، المشروع الإلهي قادم لامحالة ولابد من إقامة دولة العدل والمساواة وان طال الزمان أم قصر.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

13/5/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here