الولايات المتحدة العراقية USI

الولايات المتحدة العراقية USI

ليث شبر

عنوان غريب لفكرة أغرب من الخيال بينما لو تمعنا جيدا وتعمقنا في دراسة تاريخنا القديم والحديث والتركيبة الجغرافية والسكانية والطبيعة النفسية والاجتماعية للفرد العراقي لوجدنا أن الفكرة حاضرة بقوة في كل ما ذكرناه أعلاه تاريخيا ستجد الفكرة ماثلة أمامك في الحضارات التي أسست بلاد مابين النهرين وستجدها ماثلة في نظام الولايات في تاريخه الإسلامي وفي النظام الحديث حينما وصلنا إلى النظام الاتحادي..

نعم قد تكون الفكرة غريبة أو مستحيلة التحقيق أو غير مدعومة شعبيا وإقليميا وأمميا ودوليا أو قد يراها بعض الناس أنها تساعد على الإنقسام والتقسيم أو أنها مستمدة من بيئة لا تتسق مع الجغرافيا العراقية وطبيعة التاريخ السياسي للعراق بل قد يعتبرها بعضهم مؤامرة لإسقاط هذا النظام ومنظومته الحاكمة وكل ذلك يحتاج إلى نقاش أكاديمي معمق..

وكل ماجاء أعلاه من التفكير المسبق واتهام من يفكر خارج الصندوق هو أمر طبيعي لأنه يمثل الصراع بين القديم والجديد وكل مايترتب عليه من أنصارهما وهو يمثل مخاوف المنتفعين الذين يرون في أي فكرة جديدة تهديد لوجودهم ومصالحهم كما يمثل المشككين الساخطين الذين فقدوا الثقة تماما بأي تحول جديد يتعهد ببناء مستقبل مشرق للبلاد والعباد..
لكن السؤال الحقيقي هو هل يمكن تحويل هذه الأفكار إلى مشروع على الأرض وبلا شك لابد أن نعلم بأن أي مشروع كبير بحجم العراق لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع من دون أن يضع في حسبانه كل التحديات والعقبات التي ستقف بطريقه وأن يتفاعل معها إيجابيا ويضع الخطط الدقيقة لتحليلها وتحويلها من عوامل كبح الى مقدمات دفع فأول خطوة في تنفيذ أي مشروع هو تذليل العقبات وتفتيتها..

وبلا شك سيبقى هناك جناج معارض وهو أمر طبيعي بل ومطلوب إذ لا قيمة لأي مشروع كبير من دون معارضة تفضح مكامن الخلل وبالتالي فرصة للمشروع من تصحيح مساراته وبناء خططه وفق متطلبات كل مرحلة ومراقبة تنفيذها على أرض الواقع فالمعارضة هي بالحقيقة ركن من المشروع الكبير وهي أيضا المحفز للاستمرار بالعمل..

أعلاه خلاصة شديدة التكثيف وهي مقدمة سريعة لمجلد ضخم أقدمها لكم للتسجيل التاريخي ولتحفيز القراء والمفكرين على التفكر وقد تكون مقدمة لتوجيه الأنظار وإعطاء الفرصة للمشاركة من الآن أو لاحقا في المشروع وبلا شك فإن السابقون هم من سيحمل المشروع ليكونوا قادته ورموزه وأما اللاحقون فهم من سينشرونه ليكونوا قاعدته المتينة..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here